الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

سياسة الإمارات واقعية في معالجة خطاب العنف

سياسة الإمارات واقعية في معالجة خطاب العنف
7 ابريل 2018 21:47
حوار- إبراهيم سليم أكد فضيلة العلامة عبدالله بن بيه رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، أن سياسة الإمارات في معالجة خطاب التحريض على العنف، تتسم بالواقعية ووضوح الهدف، وقامت بسن قانون لمكافحة التمييز وخطاب الكراهية وازدراء الأديان بما يعمل على تحصين المجتمع وحمايته من خطابات الكراهية والتحريض على العنف. وأشار في حوار مع «الاتحاد» إلى إحداث تغييرات جذرية فيما يتعلق بالعديد من المفاهيم عن العلاقة بين المسلمين وغير المسلمين، وبين المسلمين أنفسهم، بعد انتشار حالات اللغط والتصرفات والأعمال الإجرامية والتفجير والتكفير وترويع الآمنين، وما يتبناه التكفيريون والغلاة من هنا وهناك الذين يدعون انتماءهم للدين الإسلامي. وقال فضيلته عملنا بدعم غير محدود من قيادة هذا البلد الآمن بلد «زايد الخير» المحب للسلام والسعي إليه والداعي له، ونفذنا بعض المناشط المهمة التي يمكن أن تحدث أثراً إيجابياً وخرقاً لجذور الأوضاع المأساوية التي تعيشها المجتمعات المسلمة والمجتمعات الإنسانية بصفة عامة. وقال: «ما تحقق مؤخراً في مؤتمر واشنطن مع العائلة الإبراهيمية، والذي ضم قيادات كنسية ويهودية إضافة إلى علماء مسلمين داخل وخارج الولايات المتحدة الأميركية، بالإضافة إلى شخصيات علمية وأكاديمية، يعتبر نقلة مهمة في العلاقات بين الناس جميعاً، وتمخضت عنه كثير من التوصيات والحلول، وبينا من خلاله للعالم ماهية حقيقة ديننا الإسلامي وعدالته وإنسانيته، وأننا لسنا دعاة قتل وحرب بل دعاة أمن وسلام، وحققنا من خلال الدبلوماسية الدينية نتائج ستظهر آثارها لاحقاً، وتضاف إلى رصيد منجزات المنتدى، وتحسب لدولة الإمارات». وقال فضيلته، هناك سياقات حاكمة، تتمثل في السياق الزماني والسياق الفكري والمكاني وبالنسبة لسياق الزمان نحن في دولة الإمارات العربية المتحدة نعيش عام الشيخ زايد، وهو عام تجري فيه كثير من مناشط الخير وأعمال البر والمؤتمرات الهامة التي تنعقد فيه وتعود بالخير على الوطن وعلى غيره من البلاد. وأشار إلى أن السياق الفكري، المقصود به مبادرات تعزيز السلم والذي عَقد أولى دوراته في 2014 ووصلنا إلى 5 دورات، وينطلق المنتدى من رؤية استراتيجية أهمها ترتيب البيت الإسلامي من الداخل وتنظيفه من أفكار أدت إلى تقسيم البيت الواحد من خلال شعارات ملتبسة عبثية. مفاهيم صحيحة وأوضح العلامة عبدالله بن بيه أن المنتدى في مؤتمراته السابقة فتح الباب للحديث حول أهم القضايا التي يحتاج إليها المسلم، «وبنظرة سريعة نجد أننا وضعنا المفاهيم الصحيحة، لكل من مفهوم المواطنة، والجهاد، وغيرها وأخيراً ناقشنا ظاهرة الإسلاموفوبيا، وبينا أن ظاهرة الخوف من الإسلام تخدم نوعين من المتطرفين، أحدهما يركب على مفاهيم دينية، يعزلها من سياقها، ليحارب بها العالم ويدمر وشائج التعارف والتعايش بين بني البشر، والثاني يوظف المفاهيم المحرفة نفسها ليتهم ديناً وأمة بالعنف والدموية، واستحالة التوافق مع قيم العصر ومشتركات الإنسانية. فالقول بعلاقة مزعومة بين الإسلام والإرهاب، يستنهض الذاكرة التاريخية، ويؤسس لحروب مفتوحة». وبين فضيلته أن ما قام به المنتدى من «عملية تربوية» خلال دعم قيادة هذه الدولة الحبيبة التي تمد يدها للسلام وبالسلام شرقاً وغرباً، ومن المعلوم أن «العملية التربوية طويلة المدى تظهر نتائجها على المديين المتوسط والبعيد»، ولكن نحن نعالج الوضع بشكل استثنائي وسريع لمواكبة الأحداث، وخاصة في منطقتنا التي شهدت حروبا جنونية وعمليات إرهابية، وتحولنا إلى إطفائيين، ضد حروب الكراهية من خلال أدوات فكرية وتواصلية منطلقة من رؤى محددة، حتى تؤتي العملية التربوية نتائجها. انعدام الأخلاق.. والتطرف قال فضيلة رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، إن انعدام الأخلاق مؤْذِن بدخول مرحلة التطرف، وبمراجعة من قاموا بالأعمال الإرهابية أو المتطرفة نجدهم انتقلوا من الانغماس في الملذات والأعمال التي لا يقبلها دين ولا خلق قويم، إلى مفجِرين ومفجَرين، وهذا ما تنبهت إليه قيادة دولة الإمارات، حيث تبنى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ووجه بتدريس مادة «التربية الأخلاقية» لعموم الطلبة ووفق منهجية علمية تعليمية مدروسة، تتناسب مع كل شريحة عمرية، وترتكز على غرس القيم الإنسانية المثلى وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف. وأكد أن تحصين المجتمعات مهم، ومبادرات الإمارات في مسألة الأخلاق تعتبر خطوة استباقية وتأتي في التوقيت الملائم تماماً، حيث قامت بعمل معادلة بمعنى أن من يفقد الأخلاق يعبر إلى التطرف، وإن لم نمسكه في الوسط والاعتدال سيقفز وإلى الاتجاه الآخر، وسيصير إلى التطرف، والجهود يجب أن تكون من مضاعفة، والتربية الأخلاقية رؤية ثاقبة من سموه لإعادة الأمور إلى نصابها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©