تواصلت ردود الأفعال الإنجليزية رداً على حملة التصعيد البولندية ضد الحكم الإنجليزي ''هاوارد ويب'' الذي احتسب ركلة جزاء في الوقت القاتل لصالح المنتخب النمساوي في مباراته ضد بولندا لتنتهي المباراة بالتعادل 1/،1 وعكست الصحف الإنجليزية أجواء التوتر وحملة الكراهية والعداء الموجهة ضد الحكم من جانب الجماهير والصحافة البولندية، ومن جانب أعلى سلطة سياسية بولندية، حيث تورط رئيس الوزراء البولندي ''دونالد تسك'' في تصريحات غير مسؤولة، خاصة أنه مسؤول كبير، ويمثل أعلى سلطة سياسية في بولندا حينما قال: ''لقد تمنيت أن أقتل هذا الحكم··!''
وجاء في تقرير مفصل نشره موقع ''إيلاف'' على الإنترنت: على الرغم من الغياب الإنجليزي عن منافسات ''يورو ''2008 بعد فشل منتخب الأسود الثلاثة في التأهل للنهائيات في مفاجأة من العيار الثقيل لحساب كرواتيا وروسيا إلا أن الحكم الإنجليزي ''هاوارد ويب'' فرض هذا التواجد على أجواء البطولة القارية، ولكن بشكل سلبي بعد أحداث مباراة بولندا والنمسا التي تسببت في ثورة بولندية عارمة وتأكيدات بأن هاوارد متورط في مجاملة أصحاب الأرض (النمسا) باحتسابه لركلة الجزاء التي منحتهم التعادل، وحرمت المنتخب البولندي من فوز كان على بعد ثوانٍ من تحقيقه كان سيعزز حظوظه في الصعود للدور الثاني من البطولة·
صحيفة ''الجارديان'' عنونت تقريرها الذي رصد هذه القضية: ''الشرطة تحمي هاوارد بعد حملة التهديدات البولندية بزعامة رئيس وزرائها''، وصحيفة ''التايمز'' قالت: ''الاتحاد الأوروبي يساند هاواراد في مواجهة التهديدات البولندية''·
وفي تفاصيل هذه التقارير قالت الصحف إن حملة الغضب البولندي وصلت إلى آفاق غير مسبوقة، وكان سلاح الإنترنت هو السببَ في هذا الانتشار السريع لحملة التهديدات ضد الحكم، ولم يكن أحد يتوقع أن يحدث تصعيد إلى هذا الحد الخطير، خاصة أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ولجانه التحكيمية أشادت بالحكم الإنجليزي وبالقرار الذي اتخذه باحتساب ركلة جزاء للمنتخب النمساوي في وقت حرج وقبل أن تلفظ المباراة أنفاسها الأخيرة·
وأبرزت صحيفة ''الجارديان'' تصريحات رئيس وزراء بولندا التي قال فيها: ''بصفتي رئيس وزراء يجب أن أكون متوازناً ودبلوماسياً، ولكن ما حدث في تلك الليلة فاق كل التصورات خاصة أن الخطأ الفادح والمستفز الذي اقترفه الحكم الإنجليزي جعلني أتمنى أن أقتله، لقد تسبب في إيذاء مشاعر الشعب البولندي بأكمله، وكان من الأفضل للنمسا أن تفوز في الشوط الأول وتحسم النتيجة لصالحها بدلاً من احتساب ركلة جزاء انتزعت من منتخبنا ثلاث نقاط في الدقيقة 93 من المباراة بسبب هذا الخطأ الواضح الذي لا يقبل التشكيك''·
وتفاعلت الأوساط السياسية البولندية الأخرى مع الحدث، ولم يكن رئيس الوزراء البولندي هو الوحيدَ المتورطَ في تصريحات عنيفة ضد الحكم، بل أكد وزير الرياضة البولندي أن الحكم الإنجليزي غشاش ومخادع وكذاب كبير·
من جانبه، أكد المتحدث باسم شرطة ''يوركشاير'' الإنجليزية، وهي المنطقة التي يقطنها الحكم وعائلته، أن البوليس الإنجليزي يأخذ التهديداتِ البولنديةَ على محمل الجدية، وسوف يتم فحص مواقع الإنترنت وفتح تحقيقات في هوية ومصادر تلك التهديدات والعمل على حماية الحكم من خلال الاتصال به والتنسيق معه ومع عائلته بالطبع·
من جانبها، رصدت صحيفة ''التلجراف'' الإنجليزية واقعة طريفة متعلقة بهذه القضية، حيث عنونت في تقرير لها: ''الشرطة تحمي الشخص الخطأ على خلفية حملة الغضب لبولندية ضد هاوارد ويب''، وفي التفاصيل قالت إن هناك مهندساً إنجليزياً يبلغ من العمر 65 عاماً، ويتشابه اسمه مع الحكم ''هاوارد ويب''، ويقطن في نفس المنطقة، وهي منطقة ''جنوب يوركشاير''، وهو الأمر الذي دفع الشرطة الإنجليزية للذهاب إلى مكان تواجد هذا المهندس من أجل العمل على تأمينه وحمايته هو وعائلته على خلفية التهديدات البولندية بقتل الحكم·
وهو الأمر الذي أثار علامات الدهشة على وجه الرجل الذي لا تربطه علاقة من أي نوع بهذا الحدث، ولا يعلم أي تفاصيل عن قضية الحكم الواقع تحت التهديدات، وتواصلت فصول الإثارة حينما فتح هذا المهندس بريده الإلكتروني ليجد آلاف الرسائل التي تحمل تهديدات بالقتل وتتوعده بسبب قراره الظالم ضد المنتخب البولندي، بل إنه تلقى مكالمات هاتفية من بولنديين تحمل نفس التهديدات·
كما تسابقت مواقع إنترنت قد نشرت صور الحكم الإنجليزي بأشكال مختلفة منها صورة له وسكين في رأسه، وصورة أخرى أبرزت قناصاً يصوب نحو رأس الحكم، وثالثة تحت عنوان مطلوب حياً أو ميتاً، وصورة رابعة وهو يحمل لائحة بها أسعار القرارات الخاطئة التي يتخذها ويحصل بموجبها على الرشاوى من النمسا، حيث يحصل بموجب ما هو مكتوب داخل الصورة على 50 يورو للضربة الركنية، و150 يورو للخطأ (الفاول)، و3000 آلاف يورو لاحتساب ضربة جزاء للنمسا!·
عدد اليوم
