الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ابني الذي في السماء

ابني الذي في السماء
5 مايو 2010 20:15
ماذا لو كنت أتيت.. مثل ومضة في قنديل زيت.. مثل ضحكة في سواد البيت.. مثل صورة العيد في عينيّ طفلٍ شريد مثل دمعة تسبق أم الغائبين مثل ظهور أغنية العشق في الأنين مثل فراشة المساء على وجع الياسمين ماذا لو كنت أتيت.. أيها الفكرة الحلم.. جوقة الوهم في غبار السنين هل كنت ستمنحني قبلة الخلود.. وأُذكر خلف اسمك الجميل.. في سجلات الحدود.. أو في رسائلك الجميلة للحبيبة ماذا لو تسّربت من غيمة الانتظار كحبة من رذاذ الحنين وارتديت قبعة الشتاء.. ثم كبرت.. ثم اشعلت سيجارة في الخفاء وكتبت شِعركَ في النساء وفي الخفاء، وصرفت ليلتك الطويلة واقفاً في طوابير النداء.. هل كنت تُحدث ثقباً في الفضاء أو تزيد تصحّر القارة السمراء أو تنشّط البراكين في الصين أو الزلازل في بساتين اليقين أو كنت تحدث انتفاضة، في فلسطين.. ماذا لو كنت أتيت وكتبت بعض تردّدي وتهجّدي.. وبكيت وكتبتني ثم اهتديت.. وحملت عني بعض أوزاري بعض خطاياي الكثيرة بعض تشنجي.. بعض آلامي.. كل أوهام بلادي.. وانتحيت.. لقد تعبت.. نعم تعبت.. تعبت من لغة القصيدة وهي تبحر في الرموز وفي الغموض كي لا أبوح بما أبوح.. كي لا يقيّدني الوضوح، وأظن تسأل في السماء الواضحة: ولم الغموض...؟ إنه مثل أن تأتي ولا تأتي مثل أن تعبر فيك الحدود وأنت بلا حدود مثل تساؤل في خافقيك: لماذا بعد أن تعرّيت ارتديت.. مثل تساؤلي: ماذا لو كنتَ أتيت..
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©