الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إبراهيم الهدّار: المعاقون أولوية «نهتم» وثقافة التطوّع تبدأ من المنزل

إبراهيم الهدّار: المعاقون أولوية «نهتم» وثقافة التطوّع تبدأ من المنزل
18 مارس 2011 18:53
تعدّ تجربة مؤسسة «نهتم» للمسؤولية المجتمعية من التجارب المحلية الناجحة في خدمة المجتمع، بحيث تستحق التوقف عندها بل وتشجيعها ودعمها قدر الإمكان، فقد عملت هذه المؤسسة الصغيرة، بالحجم، على تكريس مفاهيم إنسانية واجتماعية عديدة، وتنظيم العمل التطوعي في إطار مؤسسي، يعتمد مبدأ أن اليد الواحدة لا تصفق، وإنما يحتاج التصفيق إلى مجموعة من الأيدي حتى يصبح الصوت أعلى وأكثر وضوحاً. عملت مؤسسة «نهتم»، خلال سنوات عملها القليلة على دعم بعض الفئات في المجتمع، لا سيما من ذوي الاحتياجات الخاصة والأطفال وكبار السن، واستطاعت في فترة زمنية لا تتجاوز ثلاثة أعوام أن تحقق جزءا كبيرا من أهدافها التي تتمثل في تحسين رفاهية المجتمع ورفع درجة الوعي بأهمية المسؤولية الاجتماعية من قبل الأفراد والمؤسسات، فضلا عن تحديد المشاريع الإنسانية، غير الربحية، التي تحتاج إلى مساعدة. وقد بذل المواطن إبراهيم الهدار، مؤسس «نهتم» ورئيسها، مع اثنين من معارفه المقيمين في الدولة، كلّ جهدهم من أجل إخراج هذه المؤسسة بصورة تشرف المجتمع الإماراتي، حتى أصبحت اسما وعلما يشار إليه بالبنان. حول هذه المؤسسة وعملها، تحدث الهدار لـ»دنيا الاتحاد». مشيرا إلى أنه لم يأت بجديد بشأن مساعدة الآخرين في المجتمع، فهذا هو حال الدولة الإماراتية: «لقد نبعت المسؤولية الاجتماعية من رأس الهرم، حيث كان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله قدوة للجميع في الإحساس بالمسؤولية تجاه المجتمع المحلي والدولي، وعلى هذا النهج سار أبناؤه من الشيوخ. وكذلك الحال بالنسبة للمواطن الإماراتي، فهو يعي مسؤولياته ويحاول تقديم المساعدة إلى من يحتاجها». يستطرد بالقول: «لكن العمل الاجتماعي يحتاج إلى تضافر جهود وإلى تنظيم ليصب في قنواته الصحيحة، وليذهب إلى الفئات التي تحتاجه أكثر، وهذا هو عملنا في المؤسسة». ولادة «نهتم» فكرة إنشاء المؤسسة، كما يوضح الهدار، جاءت عقب لقائه بإحدى السيدات العاملات في المجال التطوعي وتدعى إيزابيل بونوسامي، والتي تعمل معه حاليا في المؤسسة، حيث جاءت إلى محله الخاص ببيع إطارات «براويز» الصور. وطلبت عمل «براويز» لرسومات المعاقين بهدف عرضها في أحد المعارض. يقول: «حينئذ جاءتني فكرة، وطلبت إليها عمل هذه الإطارات مجانا مقابل وضع اسم المحل في معرض منتجات المعاقين». تواصلت اللقاءات بعد ذلك بين الهدار وبونوسامي، إضافة إلى جورج إيتي، هندي يعمل في حقل الإعلام، انبثقت عنها فكرة إنشاء مؤسسة للنفع الاجتماعي تجمع ثلاثتهم، يقول الهدار: «لدي العديد من العلاقات الاجتماعية مع شخصيات مهمة في المجتمع جاءت بحكم خبرتي في السباقات البحرية وسباقات القدرة، وجورج لديه خبرة كبيرة في العمل الإعلامي، وهو مخزن للأفكار في هذا الصدد، أما إيزابيل فلديها خبرة وباع طويل في العمل التطوعي في أكثر من بلد، وبهذا نشكل فريقا يكمل بعضه بعضا». حين طرح الاسم، لم يحظ «نهتم»، حسب الهدار، بقبول واسع من قبل بعض الجهات، رغم اقتناع الفريق به، فهو اسم عربي يعبر عن فكرة وأهداف المؤسسة بشكل واضح، كما أنه جديد وغير شائع، غير أن الهدار دافع عنه واستطاع في النهاية أن يقنع الآخرين به بعد نقاش وجدل حسم لصالحه. برامج وأعمال يتابع الهدار قائلا: «بعد إنشاء المؤسسة في عام 2008 ، قمنا بعمل برامج متنوعة تتناول الجوانب الثقافية والصحية والبيئية والتراثية، وذلك انطلاقا من قاعدة ورؤية مهمة، وهي أن التطور العمراني الهائل الذي يشهده العالم بشكل عام والإمارات على وجه الخصوص يحتاج إلى تطور إنساني وفكري وثقافي يواكبه ويشدّ من أزره». هذه البرامج، كما يفيد، تعمل لصالح المجتمع نفسه بكافة أفراده، وخصوصا فئة المعاقين، والأطفال، لكي يحققوا مجموعة أهداف في نفس الوقت، حيث يتعرفون على بعضهم البعض، ويخلقون حالة من التواصل بينهم وبين المجتمع ومؤسساته. إقناع المجتمع إن أهمية العمل التطوعي، كما يعتقد الهدار، لا تتوقف عند نقطة أو مسألة واحدة، وإنما تتعداها إلى جوانب مختلفة، من بينها دفع الشباب إلى تحمل مسؤولياتهم نحو الآخرين والمجتمع بشكل عام، بحيث لا يكونوا عبئا على أحد، لا سيما وأنهم، أي الشباب، يمتلكون الأفكار ولديهم الاستعداد للعمل التطوعي والقيام بدورهم تجاه المجتمع، لكنهم بحاجة لمن يتبناهم ويأخذ بأيديهم. إلى ذلك، يضيف بالقول، إن هذه المؤسسات تهدف إلى إشراك الشركات الكبرى في أحداث المجتمع، ما يعود عليها بالفائدة، فضلا عن فائدتها للمجتمع. مسيرة العمل في المؤسسة لم تكن مفروشة بالورد، كما يشير الهدار، وإنما تخللها بعض الصعوبات تمثلت في تساؤل الكثيرين عن أهمية مثل هذا النوع من المؤسسات، يوضح بالقول: «واجهنا صعوبة في إقناع الآخرين بأفكارنا، كما أن الناس كانت تنظر إلى الفائدة الملموسة من هذا العمل على المدى القصير، وهذا العمل بالذات لا يتحقق له النجاح إلا على المدى البعيد، فهو يحتاج إلى الكثير من العمل والجهد والصبر. ومع ذلك فقد كان دافعا وحافزا لنا للاستمرار في ما بدأناه، وللمزيد من العمل». بالمقابل فثمة إيجابيات يتحدث عنها بقوله: «هنالك العديد من الشركات التي تعي فكرة ومعنى المسؤولية الاجتماعية وقد دعمت برامجنا وأفكارنا، بالإضافة إلى عدد من السفارات، إلى ذلك فقد أدخلنا السرور إلى نفوس العديد من الفئات ومن أهمها المعاقين، وثمة أفراد أصبحوا داعمين لنا مثل عبدالمجيد الفهيم الذي أصبح داعما لنا على المستوى الشخصي». ومع ذلك، لفت الهدّار، إلى أن العمل التطوّعي يحتاج إلى مزيد من الوعي والتفهّم لدى الأفراد والشركات على حدّ سواء، مشيرا إلى أن ثقافته يجب أن تبدأ من المنزل أولا. برامج تعليمية حول المشاريع المستقبلية التي تحضّر لها «نهتم»، قال الهدار إنها انتهت من عمل برامج تعليمية من خلال اللعب والترفيه، حيث صممت بعض الألعاب الإلكترونية التي تحمل في طياتها معلومات ثقافية متنوعة، آخذا بعين الاعتبار أن الجيل الحالي يستخدم التكنولوجيا في كل شيء وهو متأثر بها، لذلك يجب الدخول إلى عالمه والتواصل معه والوصول إليه من خلال ما يحبه ويجتذبه. يتابع القول: «من هنا قمنا بعمل مجموعة برامج على الكمبيوتر تعنى بثقافة الطفل، وأحد هذه البرامج يتحدث عن القيادة الآمنة، وسلامة الطريق. أسماك الإمارات وثمة لعبة أخرى تتحدث عن البيئة، يمكن للطفل أن يلعب بها وفي نفس الوقت يتعلم من خلالها كيفية الحفاظ على البيئة، أما البرنامج الثالث فيتحدث عن أسماك الإمارات، حيث يوجد حوالي 87 نوع من الأسماك، ويقوم البرنامج بذكر هذه الأنواع من الأسماك مع ذكر اسم كل منها بالعربية واللهجة الإماراتية المحلية، وباللغة الإنجليزية، فضلا عن اسمها العلمي، وهنالك لعبة أخرى تتحدث عن العادات الحميدة، وتقبّل الآخرين في المجتمع والتواصل معهم، واحترام الكبير والعيش مع جنسيات مختلفة، وعن حب الوطن والعمل من أجله، وهذه البرامج يجب أن تقدّم للطفل بشكل مجاني، لكنها بحاجة إلى دعم من الشركات الكبرى، فبدون هذا الدعم لا نستطيع أن نوصلها للأطفال». معرفة الماضي يرى الهدّار أن الشباب يجب أن يعرفوا ماضيهم، مشيرا: «فيما مضى كنا نجلس العصرية عند البحر، وكان الصغير يتعلم من الكبير وبالعكس، لكن للأسف الآن اختفت هذه الجلسات، لذلك يجب أن نخلق هذه المناسبات والفعاليات والبرامج التي تهدف إلى تجميع الناس مع بعضها البعض لكي يحدث التواصل فيما بينهم». مبادرة «تكاتف» لفت الهدّار إلى أن هنالك حوالي 120 متطوعا يعملون مع المؤسسة وهم أعضاء فاعلين فيها، فيما يزيد العدد في الفعاليات والمناسبات المختلفة، لافتا إلى دور الدولة في تشجيع العمل التطوعي، ولا سيما مبادرة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بإنشاء «تكاتف» للعمل التطوعي، والتي أسهمت في زيادة الوعي بأهمية العمل الاجتماعي.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©