الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

النيل.. الصامت الصاخب

النيل.. الصامت الصاخب
5 مايو 2010 20:08
إذا كان المصريون يجعلون من النيل الإله الأول موحد الآلهة فلم يكن غريباً أن يهتم المصريون بالنيل اهتماماً كبيراً ويجعلوه إلها مقدساً، وطبيعي أن يهتم فنانو مصر من شعراء وكتاب بهذا النيل وقد لعب دوراً كبيراً فى بعض الروايات المصرية والسودانية، وكان له دور اجتماعي وحياتي فى بناء بعض الروايات مثل رواية “الأرض” لعبد الرحمن الشرقاوي التي لم يظهر فيها النيل بشكله ولكنه كان له تأثير كبير في حركة أحداث الرواية وشخصياتها وارتبطت مأساة الفلاحين فى الرواية بماء النيل. وفى رواية يحيى الطاهر”الطوق والأسورة” جعل الحياة تبدأ مع بطل الرواية بعد عودته إلى أرضه بالنيل ليكون شاهداً على مأساة أبطال الرواية وكتبت أكثر من رواية كتبها كتاب نوبيون عن الحياة في النوبة وعلاقة النيل بهذه الأرض. يقول الناقد د.محمود الضبع إن الحديث عن “ثقافة النيل” له أسباب عدة منها أن الثقافة اليوم تعد أحد المفاهيم التي يعاد تشكيلها مع المعرفة والهوية، والثقافة اليوم تمثل منعطفا شديد الحساسية في ظل التدفق المعلوماتي والتطور المتسارع في كافة مناحي الحياة، والثقافة اليوم هي سلاح القوة وحائط الصد أمام حركات الغزو الفكري العالمية، فكيف يمكن للشعوب العربية أن تحافظ على هويتها في الأدب والفكر والفن والعلوم ما لم تتحدد ملامح الهوية الثقافية لديها. من هنا وانطلاقا من الوعي بأهمية دور الثقافة في تقرير مصير الشعوب، من هنا تأتي “ثقافة النيل” تأصيلا لأحد جوانب الهوية الثقافية لمصر، ورصدا لأنماط الثقافة التي أنتجها النيل على ضفتيه عبر تاريخه، فمنذ أن وجد النيل كانت مصر، ومنذ أن كانت مصر وجدت حضارة، فليس النيل هو منبع حياة فحسب، ولكنه تشكيل ثقافي فرض معارف بعينها نمت على ضفافه، ومنح الحياة في حوضه ملامح اندرجت على قاطنيه، فتشكل وعيهم بالحياة والكون، ومن ثم نشأت فنون وآداب سجلت بعضَها جدرانُ المعابدِ الفرعونية منذ القدم، ولم يزل الإبداع مستمرا. النيل والطيب صالح وتناول الناقد أحمد شمس الدين الحجاجي “النيل فى أعمال الطيب صالح” راصدا ومحللا لرؤى الروائي الراحل الطيب صالح في رواياته “موسم الهجرة للشمال” و”عرس الزين” و”بندر شاه ومريود وضو البيت” حيث أشار إلى أنه في رواية “عرس الزين” قد وضعت صورة للنيل مع حركة الرواية تبدى أنها محاولة من الكاتب لرسم صورة النيل تسير فى عمق الرواية، فالزين ذلك المجذوب فى حب الناس وحب الحياة المتعاطف مع الفقراء المحبوب من الناس، المختار من رجل الله الحسين ليكون صفيه حين يعود إلى القرية من عزلته، فالرواية تتحدث عن زواج الزين من أجمل وأحسن فتيات القرية. وأهلها جميعاً يتحدثون عن هذا الزواج على أنه الحدث الأكبر الذى حدث فيها، فهناك تصور أن هناك تناقضا بين الزين وبين ابنة عمه (نعمة). ولكنها كانت المرأة المناسبة لتقود الولي إلى طرق الولاية. بدأت الرواية بالخبر المثير لأهل القرية وهو إعلان زواج الزين من نعمة. ودارت الأحداث لتبرز فيها شخصيات دينية وشخصيات دنيوية، وعناصر امتلأت بالشر ليقف الزين فيها مدافعاً عن الخير ويضرب الشر من جذوره. ظهر الزين عاشقاً للحب باحثاً عنه دون أن يتلوث أو يلوث من معه، ليس هناك فرح في القرية إلا وكان الزين مدعوا يقوم فيه بالواجب لخدمة الناس وبث الفرحة في نفوسهم، فكانت صورة النيل التي قدمتها الرواية ليست خارجة عن الرواية أو عن الزين، وإنما كانت مرتبطة بصلب الرواية وبشخصية الزين، لقد ارتبط الزين بالنيل، فماء النيل يحمل الأصوات إلى أبعاد كبيرة.. يقول د. الحجاجي: في رواية “موسم الهجرة للشمال” يلعب النيل دورا مهما في بناء الرواية والتأثير على الشخصية وهو بطلها الأول والمؤثر في حياة أبطالها. لقد أثر في مسيرة الناس وسيرة الشخصيات الرئيسية في الرواية وهما مصطفى سعيد وراوي الرواية، كانت شخصية مصطفى سعيد تتحرك في الرواية من خلال راويها. بدأ الراوي يتحدث عن عودته من الدراسة في أوروبا ووصوله إلى قريته بعد غياب سبع سنوات عنها. تقع القرية عند منحنى النيل ويلتقي في بداية وصوله إلى قريته برجل غريب هو مصطفى سعيد الذي ارتبط بالقرية وأصبح مثل واحد من أهلها. وجد الراوي القرية قد تغيرت، راحت السواقي، وقامت الطلمبات على النيل تضخ الماء وكل مكينة تؤدي عمل مئة ساقية ورأيت الضفة تتقهقر عاماً بعد عام لطلمبات الماء وفي الجانب الآخر يتقهقر الماء أمامها. الغريب أن مصطفى سعيد يصور نفسه بالنيل فالفتاة قد وقعت في الشرك، ذلك الشرك هو النيل ذلك الإله الأفعى كما يسميه فما الفرق بين أن يكون هو مصطفى سعيد الإله الأفعى أو أنه النيل الإله الأفعى، إن في سعيد سرا. هذا النيل الإله الأفعى كان الغسل الذي يغتسل مصطفى سعيد من أدرانه ومن تناقضاته ومن أساه ومن انفصامه الذي لا يتوقف. لقد أدرك مصطفى سعيد أنه ضد نفسه فهو تمساح عجوز من تماسيح النيل سقطت أسنانه، إنه أكذوبة وأنه لا وجود له. فقرر أن يغير الوجود الذي عاشه إلى وجود جديد على أرض النيل في السودان فاستوطن القرية الجديدة على شاطئ النيل، عاش حياته مع الناس واحدا منهم. تزوج أجمل فتيات القرية. كانت بالنسبة له تعيده إلى المرأة التي تشبه الفتاة التي كان يطلبها في أوروبا وكانت تسمح له بأن يعيش ثنائية رغبته في البيت السوداني والحضارة الغربية. في الأعمال الفنية وعن النيل في أعمال الفنانين المصريين في القرن العشرين التي كانت انعكاسا أو تعبيرا عن النيل بشكل أو بآخر، ونظرا لكثرة هذه الأعمال على امتداد ذلك القرن، تبعا لكثرة عدد الفنانين وتعدد المراحل والاتجاهات الفنية، فقد اختار الفنان والناقد التشكيلي عز الدين نجيب نموذجين اثنين يلخصان أغلب المراحل والأعمال والأساليب الفنية وهما: النموذج الأول خلال العقدين الأولين من القرن، هو النحات الرائد لحركة النحت الحديث فى مصر: محمود مختار (1892 ـ 1934)، لقد كانت تماثيله للمرأة قصائد نحتية ترمز إلى خصوبة النيل وانسيابه الأبدي من الجنوب إلى الشمال.. تلك الشابات اليافعات وهن يملأن الجرار من النهر ويعدن بها إلى بيوتهن، فيما تتمايل أجسامهن الرشيقة في نعومة، وتسري أطراف أقدامهن على الأرض كما يسري النسيم، أو كما تسري موجات النيل في رحلتها السرمدية حاملة الخير والريّ لكل الشعب.. وعندما عبّر مختار عن ثورة 1919 رمز لها بامرأة تلتف بعباءة منتفخة بالهواء، إذ تسير عكس اتجاه الرياح (الخماسين) وتندفع بكل عنفوان المقاومة إلى الأمام فيما تندفع عباءتها بالهواء إلى الخلف، وهى تذكرنا بشراع المركب في النيل، مع فارق جوهري وهو أن الريح تدفع الشراع والمركب بالتالي من الخلف إلى الأمام، فيما تدفع المرأة من الأمام إلى الخلف، ومن هنا تبدو بسالة المقاومة! وحتى في تماثيله الميدانية لزعيم الأمة سعد زغلول، فإنه شكل لوحات من النحت الغائر على جدران قاعدة تمثاله أمام كوبري قصر النيل بالقاهرة، تستلهم صور الحياة والعمل على شاطئ النيل، بأسلوب يستحضر روح أجداده الفراعنة ويستعيد أسلوبهم، بما يتضمنه من حركة إيقاعية منتظمة للمجاميع وهم في وضع جانبي، عصري وحداثي، أما في تمثاله للزعيم المقام بمحطة الرمل بالإسكندرية، فقد وضع عند قاعدته تمثالاً للإلهة إيزيس ربة الخصوبة والخير والوفاء، وهي تنشر جناحيها الهائلين كراعية لمصر، باعتبارها الرمز لإرادة البعث حين جمعت أشلاء زوجها الشهيد أوزيريس من شتى أنحاء البلاد ووهبته الحياة من جديد. كان مختار اختزالا لعصر بأكمله يتجه نحو النهضة، ولذلك كان رائدا لعشرات الفنانين الذين استمدوا منه روح الانتماء والقدرة على استلهام التراث الحضاري بأسلوب معاصر، ولا يكاد نحات مصري ـ خلال النصف الأول من القرن العشرين على الأقل ـ إلا وتأثر بمختار بشكل أو بآخر. والنموذج الثاني يعد حركة جماعية لعدد غير قليل من الفنانين عام 1964 عند بناء السد العالي، حيث فرضت الضرورة تهجير أهالي النوبة من قراهم التي سوف تغرقها مياة بحيرة السد.. وتلك مفارقة درامية من الطراز الأول.. إذ كان على قطاع من أبناء الوطن أن يضحي باستقراره وانتمائه على أرضه وأرض أجداده بالهجرة بعيدا عنها والعيش في ظروف قاسية، ثمنا لأن يعيش كل الوطن في رخاء سوف يأتي به السد... وجاءت الدعوة من وزير الثقافة ـ أنذاك ـ د. ثروت عكاشة للفنانين والكتاب والشعراء والمفكرين والموسيقيين والباحثين في التراث الشعبي، كي يذهبوا إلى قرى النوبة قبل غرقها، ليقوموا بتسجيلها ثم التعبير عن هذا الحدث التاريخي الفذ، كلٌ بما يتراءى له بعيدا عن الدوافع الدعائية للدولة، ولا أغالي إذا قلت إن هذه الرحلة الفنية والثقافية التي أستغرقت شهرا تقريبا، قد تركت أثرها على عشرات الفنانين المشاركين فيها على امتداد مراحلهم الفنية، أمثال الفنانين سيف وأدهم وانلي، حسين بيكار، عفت ناجي، صلاح طاهر، عبد الغني أبو العينين، سيد عبد رب الرسول، تحية حليم، وفيما بعد امتد تأثيرهم على غيرهم ممن لم تتح لهم فرص السفر إلى النوبة، وصبغت هذه التجربة حركة الفن التشكيلي بطابع قومي لم يحدث من قبل بهذه الصورة الجماعية.. وقد رحل أصحاب هذه التجربة ـ أو أغلبهم ـ تباعا عن عالمنا، لكن تراثهم لا يزال باقيا، كمدرسة فنية جمعت بين عمق الجذور المحلية ورحابة الآفاق العالمية، مع تفرد كل فنان بأسلوبه ومذاقه وبصمته. في الشعر الإسلامي وفي رأي الدكتور عوض الغباري أستاذ أدب مصر الإسلامية ـ كلية الآداب، جامعة القاهرة، ومدير مركز جامعة القاهرة للغة والثقافة العربية أن الأدب المصري في العصور الإسلامية عبر عن ذات مبدعه إنسانا وفنانا، يتجاوب، بأسلوبه الأدبي، وذوقه الفني، مع معطيات ثقافته، وحاجات عصره، وقضايا مجتمعه، كما نجد من أدب الطبيعة المصري، ما يجسِّد آلام وآمال مبدعه، بحيث يتفاعل الأديب مع الطبيعة التي يصورها تصويرا إنسانيا يقدِّم به موقفه من الحياة، وفلسفته متمثلة في وعيه بمتناقضاتها. وعلى ذلك نجد تميم بن المعز لدين الله الفاطمي، وهو شاعر مصري في العصر الفاطمي، وهو يرى في النيل البهجة والسرور، فيصوِّره بقوله: نظرتُ إلى النيل في مده كأن معاطف أمواجه بموج يزيد ولا ينقص معاطف جارية ترقص كذلك تتعدد صور النيل عند هذا الشاعر، مثالا للشعراء المصريين، في قوله: كأنّ تياره ملك رأى ظَفَرا من المياه فجاءت وهى تستبق مدائنٌ فُتِحت فاحتازها الغرق فكرّ إثر الأعادي محنق نزق ومن العصر الفاطمي إلى العثماني يقول د. عوض: ينقلنا الشيخ عبد الغني النابلسي في رحلته إلى مصر إلى النيل وأدبه أواخر العصر العثماني، ففي الرحلة إلى الحج، وفد إلى مصر، وصوّر مساجدها، وترجم لأولياء الله الصالحين فيها، ووصف الحياة الاجتماعية، والحياة الأدبية والثقافية والتصوف في مصر في كتابه: “الحقيقة والمجاز في رحلة بلاد الشام ومصر والحجاز”. وقد تمثل الشيخ عبد الغني النابلسىي، وقد أقبل على مصر متشوقا لها، بقول الشاعر: خلّفت بالشام حبيبى وقد والأرض قد طالت فلا تبعدي يممّت مصرا لِعنًا طارق بالله يا مصر على العاشق أحبَ النابلسي مصر ، وكتب في نيلها أشعارا كثيرة منها قوله: يا حبذا مصر في المعمور من بلد صبغت وجه عذولي فيه بالنيل مع النسيم فأبدى أحسن القيل عليه ما بين تخفيف وتثقيل مرفوعة وهي تمشي مشية الفيل تحوي الجمال بإجمال وتفصيل فالمراكب تخطر، فى هذه الأبيات، على صفحة النيل، بنسيمه العليل، وقد بدت قلوعها كصواري الجند، وبدت حركتها كمشية الفيل، وازدانت مصر بالنيل، في إجمال وتفصيل. النيل والشعر العربي ويرى الناقد د.مصطفى الضبع أنه من بين عشرات الشعراء العرب الذين ارتبطت أعمالهم بالنيل بدرجة أو بأخرى يبرز عدد من الشعراء المصريين أولا، وهي قائمة صغيرة العدد كبيرة التأثير الشعري، يمثل كل منهم محطة في سياق الصورة الشعرية للنيل، وتؤكد تجربة كل منهم العلاقة الوطيدة بين الإنسان المصري والنيل، (أحمد شوقي، حافظ إبراهيم، أحمد محرم ، محمود حسن إسماعيل، عبد المنعم عواد يوسف، حسن طلب)، وهم بهذا الترتيب التاريخي يمثلون ثلاث مدارس شعرية كبرى في إطار القصيدة العربية (ثلاثة يمثلون المدرسة الكلاسيكية، والرابع يمثل المدرسة الرومانسية، والشاعران الأخيران يمثلان المدرسة الواقعية وقصيدة التفعيلة خلافا للشعراء السابقين الذين يجمع بينهم الإطار العمودي للقصيدة الشعرية). يمثل النيل للشعراء المصريين فعل معايشة يومية داخلة في ثقافة المصري بكل تجلياتها، سواء كانت ثقافة مكتسبة بفعل اليومي ـ في الغالب ثقافة شعبية شفوية متداولة ـ أو مكتسبة بفعل الثقافة الرسمية مما هو مكتوب ومتداول عبر المؤلفات الإبداعية والفكرية، وهؤلاء الشعراء يمثل نتاجهم الشعري علامة على الحضور الشعري للنيل. ويتوقف د. الضبع عند هؤلاء الشعراء شاعرا تلو الآخر فيرى أن نتاج أحمد شوقي صورة أوفى للنيل في القصيدة الكلاسيكية العربية، إحصائيا تكررت مفردة النيل في شعر شوقي (60 مرة)، ويكاد النيل يمثل شخصية مستقلة في شعر أمير الشعراء ليس اعتمادا على مرات التكرار وإنما لأن ثلاث قصائد في شعر شوقي لها طابعها الخاص الذي يجعل رؤية شوقي للنيل وتوظيفه له سابقة عصرها (كبار الحوادث في وادي النيل ـ النيل ـ الأندلسية)، فالشاعر لم يقف عند حد الصورة الكلاسيكية للنيل كما وردت عند مجايليه، تلك الصورة التي تعد جانبا من صورة تشكلت وفق أغراض القصيدة آنذاك فكان النيل عنصرا (مجرد عنصر) في سياق مجموعة من العناصر المشكلة للقصيدة بشكل عام، ولكن شوقي في قصائده تجاوز هذه الرؤية ليجعل من النيل شخصيته المستقلة حينا، أو جاعلا النيل مقصودا لغيره كما فعل شعراء الواقعية، جامعا بين رؤى مجايليه واللاحقين عليه. ولشوقي عدد من القصائد التي استلهم النيل فيها، في مقدمتها كبار الحوادث في وادي النيل” ملحمة شوقي الكبرى التي جعل النيل فيها بمثابة المكان والزمان وجعل حركة الزمن تتوازى وفق حركة النيل وخلوده عبر الزمن، تأتي بعدها قصيدته الثانية: النيل، التي تشكل ملحمة النيل الخالد معددا صفات النيل وما يمثله للبشرية من قيمة. النيل في الأغاني ويقول وجيه ندى: منذ أن غنى موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب للنيل عام 1933 لم يتوقف الغناء لهذا النهر: النيل نجاشي حليوه أســـمر عجب للونه دهب ومرمر ارغوله في ايده يسبح لسيده حياة بلادنا يا رب زيده أيضا تغنى موسيقار الأجيال بعظمة النيل ومن نظم حسين السيد عام 1945 ومن مقام هزام ولم يسجل في الإذاعة وظهر مطبوعا على اسطوانه: اجرى يا نيل واسبق الأشواق وارويها لأجل الشعور الدهب الساقية ويا الارغول والشاغل والمشغول يتقابلوا والليل مشغول أيضا تنغم موسيقار الأجيال بنص قصيدة “النهر الخالد” التي نظمها الشاعر محمود حسن إسماعيل في عام 1956: مسافر زاده الخيال والسحر والعطر والظلال وغنت المطربة حفصة حلمي من كلمات الشاعر عبد الفتاح مصطفى ومن ألحان الموسيقار أحمد صدقي وبصوتها تناشد النيل: يا موج النيل سلم على الأحباب وفكرهم راح احكي لمين نجواهم يا موج النيل غيرك أنت دا طول العمر با هواهم وح يعود الهنا امتى وكان لصوت المطربة رجاء عبده النصيب في الغناء والتغزل في مياهه العذبة حيث غنت من كلمات كمال عمار وموسيقى منير مراد: على كوبري قصر النيل النسمة بتعدي بتجيب وبتودي ومن حبنا بتشيل غنوة مراكبية متقسمة مواويل وتغنت المطربة نجاة الصغيرة لنهر النيل وبكلمات مرسي جميل عزيز ومن الحان الموسيقار محمود الشريف: يا نيل يا سمراني يا اعز الحبايب يا اسمر عطشان والهوى عطشان شرباتك يا ورد وسكر وتغنت أم كلثوم لتحويل النيل من الحان رياض السنباطي: حولنا مجرى النيل ياسلام على ده تحويل ح يكون تحويل لحياتنا مش بس لنهر النيل ومن خلال احداث فيلم “الأحدب” والذي عرض 1946 غنى وأنشد سيد مكاوي موالا بجوار أحد السواقي على ضفاف نهر النيل من كلمات إسكندر منسي وألحان محمود الشريف: اروح لمين اشكيله همي وجروحي ليه بعد عزك رضيت الذل يا روحي الله يجازي السبب في بلوتك روحي قوله يا نيل حبيبه كان زي وردة قطفوها وسابوا الشوك في جروحي ومن خلال فيلم “دنيا” والذى عرض 1946 غنى الموسيقار الشامل جلال حرب ومن ألحانه أيضا وكلمات حسين السيد: محلاك يا نيل اسمر وجميل حواليك برواز اخضر هزاز جواه حبيبين محلاك يا نيل وعبد الحليم حافظ تغنى وأنشد للنيل من نظم سمير محبوب وموسيقى محمد الموجي وكان تلك المغازلة من أولى الألحان للمطرب في الإذاعة: خيرك علينا مالوش آخر يا ساقى وادينا الحياه دا اللى يدوق طعمك مره م المستحيل ابدا ينساه يا نعمه من الخلاق يا نيل دي ميتك ترياق يا نيل وغنى المطرب الشعبى شفيق جلال ومن نظم المؤلف مصطفى الطائر والحان محمد حموده وتغزل الثالوث في النهر العظيم: على شط النيل يسعدني لقاك ان جيت يا جميل افرح بلقاك وتغنى الفنان الشامل كارم محمود ومن كلمات محمد علي حمد وموسيقى المبدع خليل المصري “مركب في النيل”: من شهد رضاك اسقيني عطشان والكاس وياه وامانه عليك ترويني خايف لا يطول بجفاه دا القلب حلف لي عليه قدمته اليك بايديه والنيل فرحان والشط كمان ويا نا يميل كاس النشوه وياك مليان عطشان يا جميل النهر الخالد شعر: محمود حسن إسماعيل مسافر زاده الخيال والسحر والعطر والظلال ظمآن والكأس في يديه والحب والفن والجمال شابت على أرضه الليالي وضعت عمرها الجبال ولم يزل ينشد الديارا ويسأل الليل والنهارا والناس في حبه سكارى هامو على افقه الرحيب آه على سرك الرهيب وموجك التائه الغريب يانيل ياساحر الغيوب ياواهب الخلد للزمان ياساقي الحب والاغاني هات اسقني ودعني أهيم كالطير في الجنان ياليتني موجة فاحكي الى لياليك ما شجاني واغتدي للرياح جارا واحمل النور للحيارى فإن كواني الهوى وطار كانت رياح الدجى نصيبي آه على سرك الرهيب وموجك التائه الغريب يانيل ياساحر القلوب سمعت في شطك الجميل ماقالت الريح للنخيل يسبح الطير ام يغني ويشرح الحب للخميل وأغصن تلك أم صبايا شربن من خمرة الاصيل وزورق بالحنين سارا أم هذه فرحة العذارى تجري وتجري هواك نارا حملت من سحرها نصيب آه على سرك الرهيب وموجك التائه الغريب يانيل ياساحر الغيوب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©