إسرائيل تُصعِّد في قطاع غزة وتقصف أنفاق رفح

في تصعيد واضح ومفاجئ، قصف الطيران الاسرائيلي امس، الانفاق في مدينة رفح، كما اطلقت السفن الاسرائيلية الحربية نيرانها على زوارق الصيادين قرب سواحل مدينة غزة، بينما تقدمت آليات عسكرية وقامت بأعمال تجريف في الاراضي الحدودية لقطاع غزة. فقد قامت طائرات الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس، بقصف منطقة الأنفاق الممتدة على الشريط الحدودي بين مصر وقطاع غزة. وأفادت المصادر أن طائرة إسرائيلية أطلقت صاروخين على الأقل، استهدفت منطقة الأنفاق جنوب البرازيل، مشيرة أن القصف لم يسفر عن إصابات في صفوف الاهالي. واكدت متحدثة عسكرية اسرائيلية الغارة وانها «استهدفت نفقا للتهريب». واضافت ان الغارة نفذت ردا على اطلاق صاروخ وقذائف هاون يوم الاحد، على اسرائيل لم تسفر عن وقوع اصابات. وتنتشر الانفاق على الشريط الحدودي بين شطري مدينة رفح الفلسطيني والمصري وتستخدم لتهريب البضائع والمواد الغذائية والوقود الى قطاع غزة الخاضع لحصار اسرائيلي منذ ان سيطرت عليه حركة «حماس» في يونيو 2007 وتقول اسرائيل ان هذه الانفاق تستخدم لتهريب الاسلحة. وحذر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو مرارا خلال الاسابيع الاخيرة، من ان الجيش الاسرائيلي «سيرد على اطلاق كل صاروح او قذيفة هاون» من قطاع غزة. وكان الجيش الاسرائيلي قد شن هجوما واسع النطاق على قطاع غزة بين 27 ديسمبر و18 يناير، كان الهدف الرسمي منه وقف عمليات اطلاق الصواريخ على اسرائيل. واوقع الهجوم اكثر من 1400 شهيد فلسطيني معظمهم من المدنيين، وخمسة آلاف جريح، وألحق دمارا هائلا بمناطق كبيرة من القطاع المكتظ بالسكان. واطلق ما يزيد على 200 صاروخ وقذيفة هاون بحسب الجيش الاسرائيلي من غزة على إسرائيل منذ نهاية الهجوم الاسرائيلي. وقالت صحيفة «يديعوت احرنوت» ان اطلاق الصاروخ وقذائف الهاون جاء بعد هدوء منذ 16 يوليو الماضي، حيث سجل اخر صاروخ اطلق من قطاع غزة في هذا التاريخ، دون وقوع اصابات او اضرار ايضا. وكانت قذيفة هاون قد سقطت في منطقة النقب الغربي صباح اليوم دون وقوع اصابات او اضرار، وأعلنت «كتائب أبو علي مصطفى» الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، و«كتائب المقاومة الوطنية» الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، مسؤوليتهما المشتركة عن قصف معبر «إيريز» بقذائف الهاون عيار 90 ملم. وقال الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي ان سفناً من سلاح البحرية الاسرائيلية اطلقت عيارات نارية تحذيرية باتجاه زورق صيد دخل المنطقة المحظورة للزوارق الفلسطينية قبالة سواحل مدينة غزة. وذكرت مصادر اسرائيلية، ان مصادر فلسطينية قالت ان زوارق اسرائيلية قصفت زوارق صيد فلسطينية قبالة شاطئ السودانية شمال غرب مدينة غزة دون وقوع اصابات. كما توغلت عدة آليات عسكرية إسرائيلية لمسافة محدودة شرق مدينة بيت حانون شمال قطاع غزة. وذكر الاهالي أن 8 دبابات عسكرية وجرافتين توغلت لمسافة 100 متر، وقامت بأعمال تجريف واسعة في الأراضي الزراعية وسط إطلاق نار مكثف على منازل المنطقة. ومن جهة اخرى، أكدت حركتا «الجهاد الإسلامي» و«حماس» امس، ان تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يوم الأحد عن خطأ الانسحاب من غزة تظهر النوايا العدوانية للاحتلال، وقال الشيخ خضر حبيب القيادي في حركة «الجهاد الإسلامي» ان هذه التصريحات «تظهر نوايا الاحتلال الحقيقية تجاه شعبنا وإصراره على إسقاط حق شعبنا في الاستقلال واستعادة كافة حقوقه المسلوبة، مشددا على ضرورة التوحد والالتفاف حول خندق المقاومة كونها السبيل الوحيد لاستعادة كافة الاراضي. وقال حبيب ان «الاحتلال لن ينسحب من الضفة الغربية بمحض إرادته، إنما بالمقاومة وضربتها التي طردته من أراضي غزة» واعتبر حبيب أن وقت صدور مثل هذه التصريحات يتزامن مع الانقسام القائم وتكريس وقائع في ظل الظروف الحالية، موضحا أن نتنياهو «يضع العثرات أمام مطالب العالم اجمع بإعادة الانسحاب وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الـ76 ». مؤكدا أن جميع الذين راهنوا على حسن نوايا الاحتلال خاسرون، كون الأرض التي اغتصبت بالقوة لا تسترد إلا بالمقاومة. وقال مشير المصري، القيادي في «حماس» إن «أكبر مثال على كذب نتنياهو ما أكده شارون سابقًا والقيادات الصهيونية، بقولها إن القطاع أصبح عبئاً أمنياً كبيراً على كيان الاحتلال». وأضاف المصري أن «نتنياهو بتصريحاته يضرب عرض الحائط بكل الأوهام التي يعيشها فريق المفاوضات، وما يقوم به من محاولات الاستجداء والاستعطاف»