أنور الخطيب يُعدّ لإصدار فتنة الكارنيليان

يستعد الكاتب والروائي أنور الخطيب حالياً لإصدار رواية جديدة تحت عنوان مؤقت هو ''فتنة الكارنيليان'' والتي اشتغل عليها على مدار ثلاث سنوات، و''الكارنيليان'' كلمة إنجليزية تعني باللغة العربية العقيق الذي يميل إلى الأحمر الداكن· ويقول الخطيب عن عنوان روايته: حتى الآن لم أستقر على اسم الرواية، ولكن قد أسميها ''فتنة الكارنيليان'' نظراً لولع بطلة الرواية وهي ليست عربية، ولا مسلمة بالعقيق، بما يشاع عنه بأنه يقوي الشخصية ويجلب الحظ ويشحن الذاكرة، وما يدور عنه من قصص أسطورية، وربما أنظر إلى العنوان على أنه يعكس واقع احتكاك أو تفاعل الثقافات، وأزمة الإنسان في الحياة المعاصرة، في هويته وثقافته في خضم الطروحات المحلية أو العالمية أو العولمية، أو ربما أعجبني إيقاع الكلمة ذاتها ''الكارنيليان''، بحيث تحمل شيئاً من الغموض· وعن الرواية يقول: تتحدث الرواية بشكل عام عن الحراك المصيري الآخذ في التصاعد في المنطقة العربية، ويشمل زلزلة الثوابت واستحداث علاقات جديدة، وتغيير المسميات والمصطلحات، حيث تغيرت العلاقات بين أطراف الصراع في المنطقة العربية، ويهيمن فكر ينسجم مع، أو يرضخ لثقافة العولمة المفروضة على الإنسان العربي· والرواية تدور أحداثها في أبوظبي، كونها تجسد العولمة الثقافية، والتي استطاعت كسر الحدود بين الثقافات وإقامة حوار إنساني بين عشرات الجنسيات، وفي هذه الظروف، قد يقابل الفرد منا أي جنسية أخرى، أو تنتمي إلى معتقد آخر، دون أن تسقط الرواية في فخ التطرف والعنصرية، لكن الحوار الأكثر سخونة هو بين بطلي الرواية، حيث قد يعتبر إعجاب البطل بالبطلة خيانة وطنية أو تاريخية، إلا أنني أنظر إلى المسألة من منظور إنساني ثقافي، ورغم هذه النظرة، فلم أستطع تغليب العاطفة الإنسانية على الموقف المبدئي، رغم إعجاب البطل بالبطلة واشتهائه لها، إلا أن حاجزاً ظل يفصل بينهما، قد يكون التاريخ الدموي الطويل، وقد يكون الثقافة الأحادية التي نشأ عليها البطل وغيرها· وعن الكتب والموضوعات التي طالعها الكاتب، وساعدته في إعداد مؤلفه الجديد، يقول: قرأت بعض الكتب التي تدور حول الحروب الدينية في أوروبا، والهنود الحمر في أميركا أو العالم الجديد، والطوائف اليهودية والفرق بينها وأماكن وجودها، وكذلك قرأت عن العقيق وأماكن وجوده، فضلاً عن مجموعة من الكتب ذات الصلة بالأدب الإنجليزي· وحول جهة طباعة ونشر روايته الجديدة، قال: لا أجد أي صعوبة في طباعة ونشر الرواية، نظراً للتقدم الكبير الحادث في وسائل الطباعة والنشر· وعن القضايا التي تشغله، يقول: هناك عدد من القضايا، وأولاها مصير الفرد خاصة في الوطن العربي والعالم الثالث، حيث لم يعد يعتمد فقط على ما يحدث في مدينته أو قريته الصغيرة؛ لأن ما يـــحدث في العالم مهما كان بسيطاً، لابد وأن يؤثر عليه، خاصة أن مستقبل الفرد، ودون مبالغة أصبح يعتمد على السياسات الدولية ذات الصلة بالقضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، حتى أن الاحتباس الحراري بات من ضمن القضايا الملحــــة التي تشغل الفرد، ويتوقف عليها مصيره ومصير أبنائه، فضلاً عن تشويه صورتنا في العالم والنظر إلينا كإرهابيين، كل هذا من شأنه أن يؤثر على حركة الفرد، واختياره لمكان إقامته، ومكان عمله وإجازته، ومكان تعليم أبنائه· والكاتب أنور الخطيب فلسطيني الأصل، ولد في لبنان عام 1954 ويعيش ويعمل حالياً في الإمارات، وصدر له عدد من المجموعات القصصية والشعرية، وله من الروايات: ''رحلة الجذور''، و''رائحة النار''، و''صراخ الذاكرة''، و''أبابيل''، و''ند القمر''، و''المدثر''، و''مندل''·