الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

باريس الباكية.. وموناكو المتبسمة

3 مايو 2017 22:30
باريس التي اعتدت أن أشاهدها فرحة وجذلانة مع إطلالة موسم الربيع، حيث تتخلص السماء من غماماتها السوداء التي تكتئب لرؤيتها النفوس، وجدتها هذه المرة غارقة في حزنها، كيف لا وأمراء الحديقة أخفقوا من جديد في جلب كأس الأبطال لعاصمة الأضواء والعطور، على الرغم من المبالغ الهلامية التي صرفت لجلب لاعبين فلكيين، وللتعاقد مع مدربين قيل إنهم أعرف الناس بالوصفات السحرية التي تفتح خزائن الألقاب بالقارة العجوز. الصحف الفرنسية التي طالعتها قبل أسابيع، لم تكن تتحدث إلا عن باريس سان جيرمان بصيغة اليقين قبل الاحتمال، تقول إن الأبواب الأوروبية التي كانت على الدوام موصدة، ربما فتحت اليوم في وجه الفريق الباريسي، وما وصلت الصحف الفرنسية لدرجة اليقين الخادع، إلا لأنها رأت صورة هلامية للفريق الباريسي عند مواجهته هنا بحديقة الأمراء لبرشلونة الإسباني في ذهاب الدور ثمن النهائي لعصبة الأبطال، المواجهة التي انتهت برباعية رفعت سان جيرمان لعنان السماء، قبل أن تنزله أرضاً بعد سداسية الإياب المشينة بالكامب نو هناك ببرشلونة. هذه الصحف نفسها طالعتها اليوم، فلم أجدها تتحدث سوى عن فريق الإمارة المعجزة، موناكو الذي كسر المنطق والتقاليد وحتى المراهنات بوصوله إلى مربع الأبطال، فيما الحديث عن سان جيرمان كله لوعة وحرقة، وسؤال شقي عن صيف باريس الذي سيكون ساخناً في مناخه وفي القرارات المؤلمة التي تتمخض في القاعات المغلقة لإدارة النادي الباريسي، لمواجهة ما يوصف اليوم بأنه فشل ذريع. ويحق لصحافة فرنسا أن تعقد المقارنات المريرة بين ناد باريسي رصدت له مبالغ فلكية، واستقدم له لاعبون متخصصون في ملاحقة الألقاب الأوروبية، ولا يتوصل في كل محاولاته إلى دخول مربع الأقوياء، وبين فريق موناكو الذي سيتمكن بثلث ما أنفق على نادي العاصمة من التوقيع حتى الآن على موسم هلامي، فهو اليوم بين الأربعة الكبار أوروبياً، ومن يدري قد يتخلص من السيدة العجوز ليصبح طرفاً في النهائي الحلم، وهو أيضاً متقدم بخطوات على سان جيرمان في السباق المثير نحو لقب الدوري الفرنسي. شخصياً، لن تتعبني المقارنات، فما تفوق فيه موناكو على «الباريسي» رؤية رياضية، تم تنزيلها بإحكام عبر استراتيجية استفادت من منظومة التكوين التي أنتجت لاعبين مهاريين، وتوفقت لأبعد الحدود في انتداب لاعبين بمقاسات فنية متطابقة ونجحت في انتداب مدرب برتغالي ملهم ومتعطش للتميز والتفرد، فكانت المحصلة النهائية، فريقاً هو الأنضج والأجود والأبدع في أوروبا حتى من دون أن يوضع على رأسه تاج الأبطال.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©