الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صلاة التراويح.. أجواء إيمانية ونسمات رمضانية

صلاة التراويح.. أجواء إيمانية ونسمات رمضانية
15 يونيو 2016 20:28
أحمد السعداوي (أبوظبي) التراويح.. اسم يدل على كل معاني الراحة للروح والبدن، ومن هنا تحتل صلاة التراويح أهمية خاصة لدى الصائمين في مشارق الأرض ومغاربها، ويترقبونها بشغف وحب كل عام مع حلول شهر رمضان الفضيل، لتزدان أمسياته بتأدية صلاة التراويح بكل ما لها من فوائد روحية وتحصيل عظيم الأجر والثواب من العلي القدير، وما تحمله من أبعاد اجتماعية وتربوية يشعرها كل من يحرص على التردد على المساجد، ومشاركة جموع المصلين هذه النافلة العظيمة التي أرساها الرسول الكريم قبل 1400 عام. نهر الحسنات ويقول أحمد عبد الراضي، موظف بأحد البنوك: إن شهر رمضان بكل ما فيه من خيرات نهر للحسنات والأعمال العظيمة يجب أن يستفيد منه كل مسلم، إلى جانب ما فيه من راحة نفسية كبيرة وأجواء من المحبة والسلام تنتشر بين الناس في كل مكان وأهمها المساجد نتيجة تردد المصلين بأعداد كبيرة عليها خلال شهر رمضان وبالتالي تصبح هناك فرصة للتعارف بين كثير من الناس خاصة من جيران الحي الواحد، التي ربما شغلتهم الحياة عن التعارف إلى بعضهم غير ان التواجد المستمر في المساجد طوال الشهر تقريباً يتيح لهم فرصة للتعرف إلى بعضهم بعضاً، وهو ما يلمسه بنفسه حين يذهب إلى أي مكان يسكن فيه، لكونه يعمل في الإمارات من نحو 7 سنوات وغير مكان سكنه أكثر من مرة. وأشار إلى أن صلاة التراويح لها ميزة أخرى تختلف عن باقي الصلوات، وهي أن كل أفراد الأسرة يذهبون سويا لتأديتها، فيعطي الأب القدوة والمثل الصالح لأبنائه الصغار أن يشبوا على الدين وطاعة الله، وأن تكون علاقة كل البيت بالمسجد علاقة قوية تزداد وضوحاً وترسخاً خلال شهر رمضان، وهو ما يفعله مع أولاده الصغار، حيث يصحبهم معه إلى المسجد لتأدية ما يستطيعون من صلاة التراويح ثم يجلسون في المسجد إلى أن ينتهي الوالد من الصلاة فيعود بهم إلى البيت بعد هذه الرحلة الإيمانية الجميلة التي تشيع جو من الألفة وقواعد التربية السليمة داخل بيوت المسلمين. اصطحاب الأبناء من جهتها تقول هدى سعد، ربة منزل: إن تأدية صلاة التراويح في أحد المساجد القريبة من منزلها، أتاح لها للمرة الأولى منذ وجودها في الدولة منذ فترة أن تتعرف إلى عدد كبير من نساء المنطقة التي تقيم فيها، وتصبح علاقتها بهن قوية إلى حد تبادل الزيارات المنزلية وتبادل الأطباق المنزلية أيضاً، وفي هذا بعد اجتماعي جميل وراقٍ ويجعل من المجتمع المسلم ذو خصوصية متفردة، خاصة خلال شهر رمضان، ولذلك تعتبر أن قيامها بصلاة التراويح من أفضل ما استمتعت به وصنع لها ذكريات جميلة لن تنساها وترك انطباعاً رائعاً عن طيبة وكرم أهل الإمارات وحسن معاملتهم للآخرين، إلى حد انهم يشعرون أنهم يقيمون في بلدانهم الأصلية. أما علي الزعابي، «موظف» فأشار إلى أن صلاة التراويح له معها تجربة مميزة وفضل كبير عليه في حياته، لكون أول مرة قام بصلاة التراويح بانتظام قبل سنوات عدة تغيرت حياته بعدها إلى الأفضل، وصار أكثر قرباً من الله والتزاماً بأوامره ونواهيه، وأصبح أكثر شعوراً بعظمة آيات القرآن الكريم، وهو يستمع إليها بالأصوات الخاشعة لأئمة المساجد على مدار الشهر الكريم، وأصبح بعد الانتهاء من التراويح معتادا على زيارة الأهل والأقارب من أجل كسب ثواب صلة الأرحام، بدلاً من الجلوس على المقاهي أو الذهاب إلى أماكن اللهو والتسلية، كما كانت الحال في مطلع شبابه، حيث صارت صلاة التراويح لها مكانة خاصة في قلبه، ويستغلها فرصة لمزيد من القرب من الله وتعويد أبنائه على الصلاة في المسجد، وأهمية تأدية الفروض في وقتها وعدم تأجيلها، حيث يسارع بأخذ أبنائه معه إلى المسجد فور رفع الأذان ليصلوا العشاء ثم الانتظار حتى الانتهاء من صلاة التراويح والحصول على جرعة إيمانية عالية ونيل رضاء الله عز وجل. جمع «ترويحة» من ناحيته، يقول الدكتور حسن المرزوقي، رئيس قسم الشريعة والدراسات الإسلامية في كلية القانون بجامعة الإمارات: إن صلاة التراويح أو صلاة القيام في رمضان هي سُنّة مؤكدة للرجال والنساء، تؤدي في كل ليلة من ليالي شهر رمضان بعد أداء صلاة العشاء ويستمر وقتها إلى قبيل الفجر، وقد حث النبي «صلى الله عليه وسلم» على قيامها بقوله «صلى الله عليه وسلم» «من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، وقد صلاها «صلى الله عليه وسلم» في جماعة ثم ترك الاجتماع عليها - مخافة أن تفرض على أمته. ويذكر أن تعريف التراويح، جمع ترويحة وسميت بذلك لأنهم كانوا أول ما اجتمعوا عليها يستريحون بين كل تسليمين، وعن عدد ركعات صلاة التراويح، أورد أنه لم يثبت عن النبي «صلى الله عليه وسلم» شيء من عدد ركعات صلاة التراويح، إلا أنه ثبت من فعله «صلى الله عليه وسلم»، أنه صلاها إحدى عشرة ركعة كما هو عادته دائماً. وقد أحصى الحافظ بن حجر رحمه الله في فتح الباري، الأقوال وهي إحدى عشرة ركعة مع الوتر بثلاث ركعات، ثلاث عشرة ركعة مع الوتر بثلاث ركعات، إحدى وعشرون ركعة مع الوتر بثلاث ركعات، ثلاث وعشرون ركعة مع الوتر بثلاث ركعات، تسع وثلاثون ركعة مع الوتر بثلاث ركعات. وعن كيفية صلاة المرأة للتراويح في بيتها، يبين أنه يمكن لها أن تصلي بحسب ما يتيسر لها وتراعي السنة قدر المستطاع، فإن كانت حافظة لكتاب الله، وفي استطاعتها إطالة الصلاة، فنعم وإلا حسب التيسير. وتصلى إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة، لكن مثنى مثنى وتوتر آخر الصلاة، وفي حالة عدم استطاعتها الإطالة فإنها تصلي مثنى مثنى ما كتب الله لها أن تصلي حتى إذا ما رأت أنه قد أتت بما تقدر عليه ثم توتر. وقال: إن حكم صلاة التراويح في جماعة مشروع، سنّه رسول الله «صلى الله عليه وسلم»، ولم يداوم عليه خشية أن يفرض. ولما مات «صلى الله عليه وسلم» وآمن فرضيتها أحيا هذه السنة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، مشيراً إلى كيفية حصول المرء على الأجور العظيمة في هذا الشهر المبارك من خلال أعمال عديدة، ومنها صلاة التراويح باعتبارها إحدى الأعمال العظيمة التي يمتاز بها شهر رمضان، ولكن لا بد من الاهتمام بالنيات والمعاني السامية التي تساعد المرء على القيام بأي عمل جاد ومثمر في هذا الوقت الفضيل. ولنقف مع قوله «صلى الله عليه وسلم»: «من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه»، (متفق عليه)، فنبه «صلى الله عليه وسلم» على الاحتساب. فوائد كبرى وإلى جانب النواحي الإيمانية لفت إلى فوائد كبرى من الانتظام في أدار صلاة التراويح خلال شهر مضان، منها الشعور الكبير بالراحة النفسية نتيجة طول الفترة التي يقضيها الإنسان في المسجد والحالة إيمانية العالية التي يعيشها، وبقاؤه بعيداً عن الضغوط المعتادة، كما أن لياقته البدنية تكون أفضل نتيجة المجهود البدني الذي يبذله في الصلاة، وربما لا تتاح له هذه الفرصة طوال العام إلا خلال الشهر الكريم، خاصة بالنسبة للمسنين أو من لديهم أشغال كثيرة. وأوضح أن صلاة التراويح تفتح المجال واسعاً للعلاقات الاجتماعية القائمة على الحب في الله، والرغبة في طاعته، عبر التعرف إلى غيره من المصلين المترددين على المسجد طوال أيام شهر رمضان، وأخيراً وليس آخراً هناك قيمة تربوية عظيمة من وراء انتظام أي ولي أمر في تأدية صلاة التراويح في الجامع على مدى أيام رمضان حين يصطحب أبناءه معه باستمرار، وبالتالي يعطي لهم القدوة الصالحة بشكل عملي في ضرورة أداء الصلوات في المسجد في أوقاتها، وفي الوقت نفسه البعد عن سلوكيات البعض في رمضان، والتي تقلل من استفادة الإنسان بنهر الخير والحسنات التي ينهل منه المسلمون كل عام مع حلول شهر رمضان. فضل صلاة التراويح يقول الدكتور حسن المرزوقي، رئيس قسم الشريعة والدراسات الإسلامية في كلية القانون بجامعة الإمارات، إن صلاة التراويح لها أجر عظيم من أمور عديدة ينويها المسلم ويحتسبها عن أدائه للتراويح منها: . إذا خرج لصلاة العشاء والتراويح فليحتسب أجر حجة وعمرة. وقال «صلى الله عليه وسلم»: «مَنْ مشى إلى صلاة مكتوبة في الجماعة فهي كحجة ومن مشى إلى صلاة تطوع فهي كعمرة نافلة»، (أخرجه الطبراني في معجمه الكبير وحسنه أهل العلم). . أن تكتب لك قيام الليلة كلها، وذلك بأن تصلي حتى ينصرف الإمام . . عظيم الأجر عند الله تعالى والحصول على فضل قيام الليل كونه من أسباب النجاح والفلاح والفوز بالجنة . يحتسب بأن يلتحق بركب الصالحين والصديقين والشهداء.. تثبيت الإيمان والإعانة على جليل الأعمال. . يحتسب بأن يعزه الله ويكون من أشرف العباد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©