الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

البريطانيون يرون بوادر على انتهاء الأزمة الاقتصادية

10 أغسطس 2009 23:53
لندن (د ب أ) - هل هناك علاقة بين اللحوم المدخنة التي عرفت بها مقاطعة ويلتشير والأزمة المالية!؟ نعم.. هناك علاقة واضحة، على الأقل في بريطانيا التي أصبح هذا اللحم يباع فيها بكثرة في الآونة الأخيرة رغم أنه معروف بارتفاع ثمنه مقارنة بغيره من اللحوم، وذلك حسبما ذكرت سلسلة محلات «تيسكو» البريطانية. ويرى مايك ويتكينز، من مركز نيلسن لأبحاث السوق، أن من أسباب رواج هذه اللحوم مرتفعة الثمن هو تزايد اعتقاد الناس بأن الاقتصاد يشهد تحسناً، مقارنة بما كان عليه الوضع قبل ستة أشهر، ويؤكد ويتكينز أن عودة الإقبال على هذه اللحوم مؤشر له دلالاته على تنامي الأمل والتفاؤل في بريطانيا، بأنها قد اجتازت الأسوأ في الأزمة الاقتصادية. غير أن هناك خبراء يحذرون من الإفراط في الأمل والتفاؤل قائلين إن بريطانيا تتلهف لأي رسالة مبشرة بزوال الأزمة بعد عامين من الرسائل الكئيبة والمحزنة وبعد سلسلة من إفلاس البنوك وبرامج التحفيز التي اعتمدتها الحكومة البريطانية لدفع عجلة الاقتصاد، فهل لهذا التفاؤل ما يبرره! و«هل سنكون شهداء على بزوغ شمس يوم جديد بعد ليل طويل دامس!»؟، هكذا تساءل معلق صحيفة «الاندبندنت» البريطانية اليومية مؤخراً. وكان سبب التساؤل هو بيانات أداء البنوك البريطانية التي أعلن عنها الأسبوع الماضي، حيث ألمحت مصارف «باركليز» و«اتش اس بي سي» و«لويدز» الذي تمتلك دولة بريطانيا النسبة الأكبر فيه، إلا أن الاقتصاد البريطاني ربما تجاوز بالفعل النقطة الأدنى في مؤشر أدائه ليتجه للصعود. ورغم أن البنوك البريطانية لا تزال تعاني من خسائر بالمليارات، إلا أن رد فعل البورصة على هذه البيانات كان إيجابيا للغاية لدرجة أن الحياة دبت من جديد في كلمة «تفاؤل» بعد أن كانت الكلمة حذفت منذ وقت طويل من مفردات العاملين في القطاع المصرفي. كما أصبح العاملون في البنوك الاستثمارية وسط لندن يتطلعون لتحقيق أرباح، وساهم قطاع المصارف الاستثمارية بشكل كبير في زيادة فرص هذه الأرباح، على الأقل فيما يتعلق بمصرفي باركليز واتش اس بي سي اللذين لم يضطرا للجوء للمساعدات الحكومية في خضم الأزمة المالية. وحاول أحد المصرفيين في بنك باركليز كابيتال، والذي فضل عدم ذكر اسمه، وصف ما يعتقده من ازدهار في قطاع البنوك قائلاً «أصبح هناك الكثير من العمل، بدأت أنهي عملي في الثانية من صباح اليوم التالي بعد أن كنت أذهب للمنزل في الخامسة بعد الظهر». كما تسبب خبر تحقيق مصرف «رويال بنك اوف سكوتلاند» (ار بي اس) أرباحا قبل خصم الضرائب في إحداث جلبة إعلامية على مستوى قطاع البنوك أكثر مما تسبب فيه خبر تعرض البنك لخسارة صافية، وذلك بعد أن بلغت خسائر البنك مستوى قياسيا العام الماضي، مما اعتبر وكأنه بمثابة بعث جديد للمصرف الذي تمتلك الدولة أغلبه. غير أن ستيفان هيستر، رئيس «ار بي أس» سرعان ما عكر صفو هذه الفرحة قائلاً «أحيانا تكون أولى طيور الربيع المغردة هي تلك التي كانت تعاني أكثر من الصقيع وتخشى الموت». كما أثبت قرار البنك المركزي البريطاني ضخ 50 مليار جنيه استرليني أخرى لتحفيز الاقتصاد أن الأزمة لم تنته بعد وأنه ما زال هناك وقت طويل حتى يتعافى الاقتصاد من الأزمة بشكل تام مما جعل البعض يقول إن الركود «أصاب الاقتصاد بشكل أكبر مما كان يعتقد حتى الآن». يضاف إلى ذلك أن الشركات ما زالت تعاني من تردد البنوك في منح القروض وأن تسريح العمال لم يتوقف لدى الكثير من الشركات، غير أن أحد أهم الرسائل التي بعثت بها الأجواء الاقتصادية الحالية في بريطانيا هي أن سوق العقارات أخذ يبدو وكأنه يتعافى، وهو السوق الذي سبب انهياره الأزمة المالية والاقتصادية العالمية، حيث أفاد مصرف «هاليفاكس» المتخصص في الاستثمار العقاري بأن أسعار العقارات ارتفعت خلال الأشهر الثلاثة السابقة حتى يوليو الماضي قد ارتفعت بواقع 1% تقريباً، وهذا هو أول ارتفاع في الأسعار منذ أكتوبر عام 2007. ورغم أن البنك يتوقع أن تتراجع نسبة الزيادة في الأسعار على مستوى العام كله بمقدار 7% حتى نهاية العام، إلا أن التنبؤات الأولية السابقة كانت تحذر من تراجع بواقع 15%، أما أهم إشارة وصلت للبريطانيين من خلال هذه التكهنات فهي أن انحدار الاقتصاد لأسفل توقف على الأقل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©