السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

إسقاط طائرة حربية سورية بنيران تركية قرب اللاذقية

إسقاط طائرة حربية سورية بنيران تركية قرب اللاذقية
24 مارس 2014 13:32
عواصم (وكالات) - أسقطت مضادات الجيش التركي، مقاتلة حربية سورية قرب منطقة معبر كسب الحدودي في ريف اللاذقية الشمالي، حيث تدور معارك طاحنة بين مسلحي المعارضة المناهضة لنظام دمشق والجيش الحكومي، الأمر الذي أكده رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الذي هنأ جيشه على إسقاط الطائرة، محذراً الرئيس بشار الأسد بـ«رد قاس» إذا تم انتهاك المجال الجوي لبلاده. في حين أقرت دمشق بالحادثة قائلة على لسان مصدر عسكري بعد ظهر أمس، «في اعتداء سافر يؤكد تورط أردوغان في دعم (العصابات الإرهابية)، أسقطت الدفاعات الجوية التركية طائرة مقاتلة أثناء ملاحقتها (العصابات الإرهابية) داخل الأراضي السورية في منطقة كسب بريف اللاذقية»، بينما نقل التلفزيون الرسمي عن المصدر نفسه، أن الطيار قفز بالمظلة. من ناحيتها، اتهمت الخارجية السورية حكومة تركيا بالقيام بـ«عدوان عسكري غير مسبوق ولا مبرر له على الإطلاق» ضد سيادة وحرمة الأراضي السورية بمنطقة كسب الحدودية. في الأثناء، استمرت أعمال العنف في الأنحاء السورية الأخرى المضطربة، حيث أكد المرصد الحقوقي أن مقاتلي «جبهة النصرة» وكتائب معارضة أخرى تمكنوا من دخول معبر كسب الحدودي وإخراج القوات النظامية و«جيش الدفاع الوطني» منه، لكن لا يمكن الحديث عن سيطرة كاملة، لأن المعارك لا تزال عنيفة في محيطه وعلى بعد عشرات الأمتار منه في مدينة كسب التي تتواجد فيها القوات النظامية. وفيما أحصى الناشطون الميدانيون سقوط 35 قتيلاً، تصاعدت عمليات القصف الجوي، خاصة بالبراميل المتفجرة «براميل الموت» التي طالت مناطق البريج والشقيف والليرمون والمرجة وجمعية الزهراء والكاستيللو وجبل بدرو في حلب، حاصدة 11 قتيلاً وعشرات الجرحى بمجزرة جديدة في حي السكري تزامناً مع قصف مماثل في مدن وبلدات حريتان وعندان وكفر حمرة ومعارة الأرتيق بالريف الحلبي. كما قصفت قوات النظام بلدة كفر كمين بريف حلب مستخدمة صواريخ «أرض-أرض»، تزامناً مع قصف بالبراميل المتفجرة طال النعيمة وعتمان في درعا، وداريا والزبداني بريف دمشق التي شهد وسطها وقوع انفجارين في منطقتي أبو رمانة والعفيف نجما عن سقوط عدة قذائف. وفي جبهة إدلب، تمكن الجيش الحر من تحرير حواجز النمر والسريتل والغدير والمعرزافي الأمنية بمنطقة خان شيخون، كما غنم مركبة بي ام بي و3 مدافع 130. وفيما تواصلت المعارك الضارية بين الجيش النظامي وميليشياته وقوات المعارضة في محيط معبر كسب الحدودي بريف اللاذقية، أكدت أنقرة ودمشق إسقاط الجيش التركي مقاتلة حربية سورية اخترقت الأجواء التركية، بحسب القوات المسلحة التركية. وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في مؤتمر حاشد لأنصاره شمال غرب تركيا قبل الانتخابات المحلية المقررة في 30 مارس الحالي، «انتهكت طائرة سورية مجالنا الجوي». وأضاف «طائراتنا طراز إف 16 أقلعت وأسقطت هذه الطائرة. لماذا؟ لأنك إذا اخترقت مجالي الجوي فإن صفعتنا بعد ذلك ستكون قاسية». وفي 16 سبتمبر الماضي، أعلنت أنقرة إسقاط مروحية سورية انتهكت أجواءها الجوية. كما أسقطت دمشق في يونيو 2012 مقاتلة تركية، قائلة إنها خرقت مجالها الجوي فوق مياه المتوسط. واتهمت سوريا جارتها الشمالية بارتكاب «اعتداء سافر يؤكد تورط أردوغان في دعم العصابات الإرهابية»، بحسب وصفها لمقاتلي المعارضة. ومنذ الجمعة الماضي، يحاول مقاتلو المعارضة السيطرة على معبر كسب الحدودي مع تركيا بريف اللاذقية الشمالي، وقد حققوا تقدماً إلى عدد من المباني والنقاط العسكرية، مما ينذر بتطورات في «معركة الساحل» الذي يعتبر مركز ثقل لنظام الأسد. وقال مصدر عسكري سوري بعد ظهر أمس، «في اعتداء سافر يؤكد تورط رئيس الوزراء التركي في دعم العصابات الإرهابية، أسقطت الدفاعات الجوية التركية طائرة مقاتلة أثناء ملاحقتها العصابات الإرهابية داخل الأراضي السورية في منطقة كسب بريف اللاذقية». وأشار المصدر بحسب ما نقل عنه التلفزيون السوري الرسمي، إلى أن الطيار قفز بالمظلة. وفي وقت سابق أمس، جدد مصدر في وزارة الخارجية السورية اتهام أنقرة بمساندة المجموعات المهاجمة للقوات النظامية في معبر كسب. وقال المصدر، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الرسمية، إن «الحكومة التركية قامت بعدوان عسكري غير مسبوق ولا مبرر له... في منطقة كسب الحدودية الجمعة والسبت». واتهم المصدر نفسه، أنقرة بقصف الأراضي السورية «لتأمين التغطية لدخول العصابات (الإرهابية) المسلحة من الأراضي التركية إلى داخل سوريا»، واضعاً ذلك «في إطار السياسات العدوانية لحكومة أردوغان ودعمها المعلن للمجموعات (الإرهابية) المسلحة التي اتخذت من الأراضي التركية نقطة إيواء وانطلاق وتسليح لها» ضد السوريين. بدوره، أوضح مدير المرصد الحقوقي رامي عبد الرحمن أن مضادات الطيران التركية استهدفت الطائرة «أثناء قصفها مناطق بريف اللاذقية»، مشيراً إلى أن النيران اندلعت فيها «قبل سقوطها داخل الأراضي السورية». وقالت وسائل الإعلام التركية إن الجيش حذر طائرتين مقاتلتين سوريتين كانتا تقتربان من الحدود، وأمرهما بالعودة، إلا أنه أمر بتحليق مقاتلات طراز اف-16 عندما رفضت إحدى الطائرتين الانصياع للأمر. واتصل الرئيس التركي عبد الله غول بريس هيئة الأركان نجدت اوزيل لتهنئته، قائلاً «لقد أظهرت تركيا تصميمها على حماية حدودها»، بحسب الإعلام التركي. كما قال رئيس البرلمان جميل كيشيك إن أنقرة تصرفت ضمن حقوقها بموجب القانون الدولي. وتشهد المنطقة المحيطة بمعبر كسب الحدودي في ريف اللاذقية، معارك عنيفة بين قوات الحكومة السورية ومجموعات المعارضة المسلحة التي تسعى للسيطرة على المعبر الأخير بين تركيا وسوريا والذي يسيطر عليه الجيش السوري، لتأمين موقع لها على البحر لتسهيل وصول الإمدادات. ميدانياً، أفاد المرصد بأن المقاتلين وبينهم «جبهة النصرة» المرتبطة بـ«القاعدة» تمكنوا من دخول معبر كسب وإخراج القوات النظامية وجيش الدفاع الوطني منه، مؤكداً أنه لا يمكن الحديث عن «سيطرة كاملة، لأن المعارك لا تزال عنيفة في محيطه وعلى بعد عشرات الأمتار منه في مدينة كسب». وبث ناشطون شريطاً مصوراً على يوتيوب بعنوان «سيطرة المقاتلين على المبنى الرئيسي في معبر كسب»، يظهر مسلحين بعضهم ملثم داخل مبنى، وقد حمل أحدهم علماً أسود كتب عليه «كتائب أنصار الشام». ووسط صراخ، كان غيره يقوم بتحطيم صور للرئيس الأسد، والدوس عليها، بينما يدعو أحدهم الآخرين إلى عدم تحطيم محتويات المكاتب، إنما الاكتفاء بتحطيم الصور. وأشار المرصد إلى أن القوات النظامية استقدمت «تعزيزات عسكرية كبيرة إلى المنطقة». وتوسعت المعارك في إطار «معركة الأنفال» التي أطلقها مقاتلو المعارضة الثلاثاء الماضي، منذ يومين لتشمل مناطق أخرى في ريف اللاذقية أبرزها قرى خربة سولاس وبيت حلبية والملك الواقعة تحت سيطرة النظام. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، إن مجموعة من المعارضة المسلحة تمكنت من دخول خربة سولاس، إلا أن القوات النظامية تصدت لها بكمائن وقصف جوي، ما تسبب بمقتل 20 مقاتلاً على الأقل وجرح أكثر من 30 آخرين. وبذلك ارتفعت حصيلة المعارك في اللاذقية منذ الجمعة الماضي، إلى أكثر من 80 قتيلاً من الجانبين. وفي مدينة حلب دارت اشتباكات عنيفة في محيط مبنى المخابرات الجوية بجمعية الزهراء، بحسب المرصد الذي أشار أيضاً إلى تقدم مقاتلي المعارضة في حي الليرمون المجاور. وتأتي هذه الاشتباكات غداة سيطرة المعارضين على تلة جبل الشويحنة الاستراتيجية شمال غرب حلب التي تعد خط الدفاع الرئيسي للنظام عن مدفعيته في جمعية الزهراء والتي منها تقصف قرى وبلدات في ريف حلب الشمالي والغربي. وحصدت معارك أمس في حلب، 15 عنصراً من القوات النظامية وجيش الدفاع الوطني، و6 مقاتلين معارضين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©