الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

نورة الكعبي: المرأة شريكة في السياسة والعمل وصنع واتخاذ القرار

نورة الكعبي: المرأة شريكة في السياسة والعمل وصنع واتخاذ القرار
14 يونيو 2016 13:54
لمياء الهرمودي (الشارقة) أكدت نورة الكعبي، وزيرة دولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، أن ما تحقق من الكثير من الإنجازات النوعية للمرأة الإماراتية يعود إلى دور القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، لدعم المرأة وتمكينها، إلى جانب دور المرأة وأهمية توظيف خبراتها وقدراتها في تحقيق رؤية الإمارات في الريادة والتميز وتعزيز ثقافة الإبداع والابتكار بما يتلاءم مع توجيهات قائد مسيرة الابتكار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والذي قال لنا قبل أيام «أنا وياكم»، وهو ما شكّل دور المرأة الإماراتية كركيزة من ركائز تطور العمل الحكومي الذي تشهده دولة الإمارات، وبالتالي تمكّنت المرأة من تحقيق التميز في كثير من المجالات التي كانت في وقت سابق ينظر لها على أنها لا تتناسب مع المرأة، عبر المسؤولية الكبيرة للمرأة الإماراتية في المساهمة الفاعلة بمسيرة التميز والريادة التي تسعى لتحقيقها دولة الإمارات العربية المتحدة. جاء ذلك خلال الأمسية الأولى للمجالس الرمضانية لمركز الشارقة الإعلامي للعام 2016 بعنوان «حوار المرأة وريادة التميز»، والتي تأتي تحت شعار في ثقافة الحوار. رعى الأمسية نادي سيدات الشارقة، ومؤسسة الشارقة للإعلام كراعٍ إعلامي. شاركت في الجلسة كل من خولة الملا رئيسة المجلس الاستشاري في الشارقة، والدكتورة منى البحر المدير التنفيذي لمركز الجليلة لثقافة الطفل في دبي، وأدارت الجلسة الإعلامية عائشة سلطان، ومديرة دار ورق للنشر. حضر الجلسة كل من الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق»، والشيخ سالم بن عبد الرحمن القاسمي، رئيس مكتب صاحب السمو حاكم الشارقة، وعدد من المسؤولين وسيدات المجتمع والإعلاميين والإعلاميات وجمهور من المهتمين. وتناولت وزيرة الدولة لشؤون المجلس الوطني خلال حديثها الدعم المتواصل لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات» رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة للمرأة ومساهمتها في تعزيز مكانة المرأة الإماراتية محلياً وإقليمياً وعالمياً، مشيرةً إلى أن اهتمام قيادة دولة الإمارات بالمرأة والنظر إليها على أنها إحدى ركائز المجتمع، وتمكينها من القيام بدورها الفاعل في مسيرة التنمية هي الأساس في تحقيق المرأة الإماراتية لهذا التميز والإنجازات الكبيرة، لافتة إلى أنه بفضل هذه الرؤية حصلت دولة الإمارات العربية المتحدة على المرتبة الأولى في تمكين المرأة قيادياً وبرلمانياً، وفقاً للتقرير السنوي 2014 لمركز دراسات مشاركة المرأة التابع لمؤسسة المرأة العربية. وأشارت الكعبي إلى أن تجربة المرأة في دولة الإمارات تجربة غنية ومهمة، وبدأت مع قيام دولة الاتحاد على يد المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مشيرةً إلى الدعم الكبير لقيادة دولة الإمارات ومنذ تأسيسها للمرأة لتأخذ دورها كاملاً في المجتمع. . وقالت «سر تطور المرأة في دولة الإمارات يعود إلى إيمان المجتمع بها كشريكة حياة للرجل، لأن إيمان أي مجتمع من المجتمعات بقدرات المرأة ومنحها الفرص للقيام بدورها الفاعل وتزويدها بالأدوات التي تساعدها على ذلك، هو الأساس في تحقيق المرأة للتميز والنجاح، فلا يمكن لأي مجتمع أن يرتقي إذا لم يكن طرفا المعادلة فيه، المرأة والرجل، يقومان بدورهما كاملاً بجدٍ وإخلاص في سبيل خدمة الوطن وتحقيق التطور له». وتناولت الكعبي خلال حديثها دور المؤسسات في دعم المرأة، إلى جانب التشريعات والقوانين التي تعمل كلها من أجل هدف واحد هو الوجود الفعلي للمرأة في المجتمع، حيث صارت الآن هناك شراكة، شراكة سياسية، شراكة في العمل، شراكة في صنع واتخاذ القرار. وأضافت: من أهم المميزات للمرأة الإماراتية، والمجتمع الإماراتي بشكل عام هو المحافظة على الهوية والتي تمثّل أهم مميزات المحيط الأسري وأسلوبه في الحياة، كما أن تواضع أصحاب السمو الشيوخ وحرصهم على التعامل الإنساني مع كل الناس، كل ذلك جعل دولة الإمارات تمثل نموذجاً محلياً وعالمياً أينما ظهر كان هو البصمة المميزة». وتناولت خولة الملا، رئيسة المجلس الاستشاري في الشارقة، مسيرة المرأة الإماراتية محلياً واتحادياً، مشيرةً إلى أنها لم تأتِ من فراغ، بل جاءت متضمنةً في الدستور منذ قيام الاتحاد، وأن تأسيس الدولة نفسه جاء بناءً على معاني المحبة والسلام والتعاضد والاتحاد. وتاريخ المرأة وتمكينها بدأ مع تأسيس أول مدرسة للبنات في السبعينيات. وأضافت خولة الملا: إنه ومع تمكين المرأة، ظهرت الكثير من الكفاءات، حتى في السابق، كانت المرأة تقوم بدورٍ كبير في المجتمع، تربي الأبناء، وترعى الأسرة، لأن الكفاءة كانت موجودة، وجاء الاتحاد ليصقل هذه الشخصية البسيطة والكفؤة. وقالت خولة الملا: إن تمكين المرأة وتميزها مرّ بعدة مراحل كمشروع، حيث جاء التطور في جميع المجالات، ومن إرادةٍ سياسية وشعبية، وعبر المؤسسات الداعمة، كما أن المرأة نفسها استطاعت أن تغتنم كل ما توفر لها، وتنال كل ما تبتغي، خاصة على مستوى التعليم، ليكون مخرج المشروع مميزاً على مستوى العالم كله، ليس محلياً فقط، وأصبحت المرأة تمثل الشعب في المجالس الاستشارية والاتحادية كنتيجة من نتائج هذا التطور الطبيعي. وتطرقت رئيس المجلس الاستشاري بالشارقة إلى الأدوار العظيمة التي قامت بها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات» وسمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي حرم صاحب السمو حاكم الشارقة، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة رئيسة مؤسسة نماء للمرأة محلياً وعالمياً، وهو من مقومات نجاح المرأة الإماراتية، إلى جانب هويتنا الإسلامية القوية القائمة على التسامح، وليس التشدد، حيث تقوم العلاقات الأسرية بين الرجل والمرأة على كامل الاحترام والثقة، بين الأب وابنته التي يدللها منذ الصغر، وبالتالي صارت العلاقة مشبعة نفسياً واجتماعياً والمرأة تعيش حياة كريمة، وهو سر من أسرار تميز المرأة الإماراتية، حيث إنها لا تحارب الرجل، ولكنها تتكامل معه. بدورها قدمت الدكتورة منى البحر مراجعة تاريخية لمسيرة المرأة ومجتمع الإمارات الذي يرجع تاريخه وحضارته إلى آلاف السنين، قائلةً: سجل التاريخ نماذج مشرفة ومميزة لنساء إماراتيات، على رأس قائمتهن الشيخة سلامة والشيخة حصة اللتان كانتا تقومان بأدوار كبيرة في حل المشكلات، ولعبن أدواراً سياسية حكيمة ظهرت فيها الحنكة السياسية. كما أن المرأة في السابق لعبت العديد من الأدوار السياسية والاقتصادية والاجتماعية، خاصة مع غياب الرجل أغلب الأوقات في رحلات الصيد والسفر، حيث كانت المرأة تقوم بالعديد من الأدوار المجتمعية مثل العلاج والخياطة والصيد ورعاية الأسرة وحل المشكلات، وكل ما كان ممكناً ضمن المؤسسة المجتمعية». وأضافت د. منى البحر: طبيعة الأعمال التي تقوم بها المرأة تطورت مع طبيعة الدولة، أو ما نسميه بالدولة الحديثة، ومع انتشار التعليم ودخول المرأة للجامعة، أصبح هناك مرحلة من النضج والتحول، وقبل ذلك نحمد الله كثيراً أن وهبنا قيادة رشيدة منذ أيام الاتحاد، حيث نظروا نظرة إيجابية إلى المرأة، ووثقوا في مقدراتها، وكانوا يعملون بشكل هادئ على وعي أبناء القبائل على تغيير نظرتهم لقبول دخول الفتاة إلى التعليم، وهي أصلا تمتلك ذكاءً فطرياً، ورزقت قيادةً رشيدة، وبذلك تبوأت مناصبها وأصبحت تلعب دوراً أساسياً في عجلة تطور الدولة». وأشارت د. منى البحر إلى أن المرأة الإماراتية تمتلك شخصية قوية وهي التي تدفعها لتكون في المراتب الأولى، لأنها تحب أن تتعلم، وتتقدم وتتطور، وكل هذه العوامل اجتمعت لتصل بها إلى نضجٍ طبيعي، ليس حرقاً للمراحل في حياة ومسيرة المرأة الإماراتية. وقالت د. منى البحر: إن عوامل تطور المرأة وتمكينها في دولة الإمارات هي: قيادة رشيدة، وقوانين وتشريعات، وتاريخٌ ممتد في العطاء للمجتمع الإماراتي. كما أن طبيعة الإنسان الإماراتي، وطبيعة البيئة التي عاش فيها، جعلته شعباً مضيافاً منذ قديم الزمان، حيث كان هناك تواصل تجاري واجتماعي مع مختلف الدول المحيطة، وهو ما خلق هذا التسامح الكبير الذي تربى عليه المجتمع الإماراتي، ومع وجود مظلة التشريعات اليوم والتي نفتخر بها كثيراً، لأنها تحمي الإنسان وتحفظ حقوقه وكرامته وهو سر من أسرار تطور المجتمع والمرأة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©