الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العيادة الخالية!

15 يونيو 2008 01:23
ذكر لي أحد الزملاء تجربة فريدة مع أستاذ جامعي متخصص في الأمراض الجلدية، قال إنه أصيب قبل سنوات بمرض جلدي شخّصه الأطباء على أنه أكزيما عصبية، ووصفوا له مضادات تحسس كانت تسبب لها نعاساً وعدم تركيز، ومراهم تحتوي على الكورتيزون، واستمر في العلاج لمدة تزيد على 5 سنوات متواصلة، كانت الأعراض المؤلمة خلالها تختفي بالعلاج ثم لا تلبث أن تعود أشد صعوبة· يقول محدثي: توجهت بناء على نصيحة صديق إلى طبيب شهير، وعندما دخلت عيادته أفزعني الزحام الهائل في قاعة الانتظار، فقررت إلغاء الفكرة والبحث عن طبيب آخر، وللمصادفة كان في الشقة المجاورة تماماً طبيب آخر يعمل أستاذاً جامعياً، وكانت عيادته خالية من المرضى مما جعلني للحظة أشك في قدرات هذا الطبيب· المهم دخلت العيادة، وبالطبع قابلت الطبيب فوراً، وبعد فحص دقيق وطويل لبعض مواضع الإصابة، بدأ يدردش معي ويطرح عليّ تساؤلات حول كل شيء، إلا مشكلتي التي توجهت إليه بسببها· سألني الطبيب عن طبيعة عملي وما إذا كنت أتعرض لضغوط فيه، وعن هواياتي وعلاقاتي مع الزملاء في العمل والجيران، وعشرات الأسئلة التي جعلتني أعتقد أنه يحاول أن ''يسلي'' نفسه بسبب عدم وجود مرضى غيري· ولن أنسى أبداً ما قاله لي بعد ذلك، قال إن حالتي هي نوع من أنواع الحساسية الجلدية، والحساسية ليس لها دواء يقضي عليها وكل ما يفعله الطب هو تخفيف الأعراض وتقليل النوبات، وإن أهم وصفة لتقليل النوبات هي تجنب ما يثير الغضب والقلق والتوتر والشد، ثم كتب لي عبارة شديدة الغرابة وقال: لتكن هذه وصفتك الأولى، قبل وصفة الدواء، قل لكل منغصات الحياة ''طظ''· يقول محدثي: النصيحة الغريبة من الطبيب الكبير فسرت لي سبب خلو عيادته من المرضى، فالطبيب العالم يصف لمرضاه علاجاً افتراضياً لم يعد له وجود·· يصف لهم راحة البال ويتركهم يتساءلون: وهل لها وجود؟· alhefnawi@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©