الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زيارة رفع العتب: «هيلاري» في بلاد «زوما»!

زيارة رفع العتب: «هيلاري» في بلاد «زوما»!
10 أغسطس 2009 01:23
سعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بتوقفها في جنوب أفريقيا يوم الجمعة الماضي إلى تحسين علاقات بلادها المتوترة مع تلك الدولة، التي تُعد أكبر اقتصاد في القارة الأفريقية. ومن أهم ما حققته الزيارة اتفاق الطرفين على توثيق وتعزيز التعاون بينهما في عدد من القضايا المشتركة، بما فيها مواجهة مخاطر التغيُّر المناخي والاضطرابات السياسية في الجارة الأفريقية زيمبابوي. وتعليقاً على ما تم التوصل إليه بين الطرفين، قالت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا «ماتي نكوانا ماشاباني» خلال مؤتمر صحفي عقدته يوم الجمعة نفسه: «لقد اتفقنا ضمن أمور أخرى على رفع مستوى علاقاتنا الدبلوماسية الثنائية إلى مستوى أعلى مما هي عليه الآن». واستطردت الوزيرة في التوضيح بقولها: «لم يكن مستوى التعاون الثنائي بيننا في عهد إدارة بوش السابقة، يقوم على ما ينبغي من تنسيق وترتيب». يذكر أن لقاء هيلاري بنظيرتها الجنوب أفريقية قد تم خلال توقفها الثاني في إطار جولتها الأفريقية التي شملت سبعاً من دول القارة بهدف تحسين وتطوير علاقات واشنطن معها، إلى جانب التصدي للمشكلات الأمنية والاقتصادية والتنموية. كما تشمل أولويات كلينتون بناء وتحسين العلاقات أيضاً مع ما تصفها بأنها «قوى رئيسية صاعدة». وتشمل قائمة هذه الدول كلاً من جنوب أفريقيا والهند والصين والبرازيل. وكانت العلاقات بين واشنطن وجنوب أفريقيا قد توترت خلال السنوات الماضية وأصابها بعض الفتور بسبب الخلافات بينهما حول عدة قضايا من أبرزها الغزو الأميركي للعراق، وموقف جنوب أفريقيا من الأزمة السياسية المستمرة في جارتها زيمبابوي، إضافة إلى الخلاف بينهما حول استراتيجيات التصدي لوباء الإيدز وفيروس HIV المسبب له. وخلال العامين الماضيين كثيراً ما صوتت جنوب أفريقيا ضد المواقف الأميركية في مجلس الأمن الدولي، مدفوعة في ذلك بتعارض سياساتها مع سياسات إدارة بوش السابقة. ولكن إثر تغير الإدارتين في واشنطن وبريتوريا، بدأت الأولى تأمل في فتح صفحة جديدة مع أقوى دولة في القارة السمراء. وقالت كلينتون في إطار المساعي الجادة التي تبذلها في هذا الاتجاه، إن الدولتين ستعملان على إنشاء آلية خاصة لتأمين المزيد من التشاور في شتى القضايا والمصالح المشتركة بينهما. وألمحت إلى أن انضمام «إريك كوسبي» -المنسق الدولي الأميركي لجهود مكافحة الإيدز- إلى جولتها الأفريقية هذه، خاصة توقفها في بريتوريا، يؤكدان مدى حماس وحرص أميركا تجاه توسيع وتعميق علاقاتها مع حكومة جنوب أفريقيا الجديدة بقيادة رئيسها جاكوب زوما. يذكر أن جنوب أفريقيا تزيد على دول جميع العالم من حيث معدلات إصابة مواطنيها بفيروس HIV المسبب للإيدز. فهناك مصاب واحد بين كل خمسة من مواطنيها. وضمن أكثر ما تسبب في توتر العلاقات بين واشنطن وبريتوريا في ظل إدارة الرئيس السابق ثابو مبيكي، تشكيك مسؤولي تلك الإدارة في المسببات الفيروسية للمرض، وعدم اقتناع وزيرة الصحة بأهمية استخدام الحقن والمحاليل الوريدية لعلاج المرضى. وبدلاً من تلقي العلاج الضروري للمرض، كانت وزيرة الصحة السابقة تحث المرضى على تناول الليمون والبنجر والثوم لاسترداد صحتهم وعافيتهم. وقد أدت تلك السياسات المعادية للعلم إلى وفيات مبكرة حصدت أرواح 365 ألفاً من المرضى، وفقاً لإحصاءات دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة هارفارد. غير أن إدارة الرئيس الجديد جاكوب زوما أجرت تعديلاً جوهرياً على تلك السياسات، وقطعت تعهداً على نفسها بخفض معدلات الإصابة بفيروس HIV في البلاد بمعدل 50 في المئة. يذكر أن للولايات المتحدة الأميركية برنامجاً رئيسياً لمكافحة الإيدز في جنوب أفريقيا، تنفق الخزانة الفيدرالية الأميركية 550 مليون دولار سنوياً بموجبه في برامج معالجة المرضى. ويمثل هذا البرنامج أحد أهم جوانب التعاون الممكن بين واشنطن وبريتوريا. وإلى جانب ذلك، تأمل واشنطن في تعاون بريتوريا معها في ممارسة المزيد من الضغط على حكومة روبرت موجابي المجاورة في زيمبابوي، بهدف التخفيف من تضييقها على معارضيها السياسيين والصحفيين الذين تفرض عليهم قيوداً مشددة وتحاصر نشاطهم الصحفي المستقل. ورداً على هذا الطلب، قالت وزيرة خارجية بريتوريا أثناء مؤتمرها الصحفي المشار إليه آنفاً إن بلادها حثت سلفاً السلطات في زيمبابوي على تسريع تطبيق اتفاق اقتسام السلطة مع المعارضة، الذي تم التوقيع عليه في شهر فبراير من العام الحالي. وأخيراً، تأمل واشنطن في المزيد من تعاون جنوب أفريقيا معها لإنجاح أجندة الرئيس أوباما النووية، مع العلم أن أجندة خفض السلاح والحد من الانتشار النووي تمثل أهم أولويات إدارته. وهنا، ينبغي القول إن إدارة أوباما تسعى تحديداً إلى تعزيز معاهدة حظر الانتشار النووي الدولية، التي تقرر عقد اجتماع دولي لتنقيحها ومراجعتها خلال العام المقبل. ويجدر بالذكر أيضاً أن كلينتون التقت بالزعيم نيلسون مانديلا، بطل مقاومة نظام الفصل العنصري السابق، كما خاطبت عدداً من قادة الأعمال أثناء توقفها في بريتوريا يوم الجمعة الماضي. ماري بيث شيريدان- جنوب أفريقيا ينشر بترتيب خاص مع خدمة «لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©