الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مقتل محسود: معضلة الخلافة وعمليات وزيرستان

مقتل محسود: معضلة الخلافة وعمليات وزيرستان
10 أغسطس 2009 01:22
في فراغ السلطة، الذي خلفه ما يبدو أنه موت زعيم حركة «طالبان» باكستان بيت الله محسود، اندلعت يوم السبت معركة بالأسلحة النارية بين اثنين من زعماء الحركة يتنافسان على شغل منصبه في المناطق الحدودية القبلية، كما يقول مسؤولون باكستانيون، وذلك ضمن أول مؤشر على صراع يمكن أن يدفع المقاتلين إلى عبور الحدود إلى أفغانستان. وفي هذا الإطار، يقول الجنرال ستانلي ماكريستال، قائد القوات الأميركية في أفغانستان، إن تأثير ما يبدو أنه موت محسود الذي كان يسخّر قواته بالخصوص لمهاجمة أهداف باكستانية، «يتمثل في إمكانية تحرير المقاتلين لدخول أفغانستان». وقال ماكريستال في حوار يوم السبت: «كان بيت الله محسود يمثل ضغطاً كبيراً جداً على الحكومة الباكستانية إلى درجة أنني لا أعلم ما إن كان خلفه أو من سيخلفونه سيفعلون الشيء نفسه». وشدد ماكريستال على أنه من الصعب في هذه اللحظة التنبؤ بالكيفية التي سيرد بها مقاتلو محسود على مقتله. بيد أن احتمال تدفق عددٍ أكبر من المقاتلين على أفغانستان يأتي في وقت حرج ودقيق على نحوٍ خاصٍ بالنسبة للقوات الأميركية وقوات «الناتو»، وذلك على اعتبار أن قوات المارينز منهمكة حالياً في محاربة «طالبان» في إقليم هلمند الجنوبي في حين يهدد المتمردون بإطلاق مزيد من أعمال العنف قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في العشرين من أغسطس الجاري، حيث تلقى الجيش الأميركي تقارير تفيد بأنه إضافة إلى الهجمات الانتحارية وغيرها من الهجمات الكبيرة، فإن «طالبان» تخطط لترهيب الناخبين وحملهم على الإحجام عن المشاركة في الانتخابات، كما يقول كريستال. ولليوم الثاني على التوالي، منذ الضربة الصاروخية التي نفذتها طائرة أميركية بدون طيار يوم الأربعاء والتي يقول مسؤولون باكستانيون وأميركيون إنهم يعتقدون أنها قتلت محسود، اجتمع مقاتلو «طالبان» في منطقة جنوب وزيرستان القبلية يوم السبت من أجل اختيار زعامة جديدة. غير أنه خلال الاجتماع الذي جرى في منطقة يارا روجا، اندلع خصام وإطلاق للنار بين مرشحين لخلافة محسود، هما ولي الرحمن محسود وحكيم الله محسود، كما يقول مسؤولان باكستانيان. وفي هذا السياق، قال وزير الداخلية رحمان مالك في حوار معه: «إن التقارير تشير إلى أن تبادل إطلاق النار حدث بين مرشحين بارزين لشغل منصب زعيم حركة طالبان»، مضيفاً: «وحسب المعلومات، فإن أحدهم قُتل، لكننا في الوقت الراهن لا نستطيع تحديد من يكون». ومن جانبه، قال مسؤول حكومي في جنوب وزيرستان إن بعض التقارير الإخبارية تشير إلى أن الرجل الذي قُتل يوم السبت هو حكيم الله محسود، وهو أحد مساعدي بيت الله المقربين، والذي يرى البعض أن له علاقة بالهجمات على قوافل «الناتو». غير أن وكالة «أسوشيتد بريس» للأنباء أعلنت أنها تلقت مكالمة هاتفية من حكيم الله محسود صباح السبت. وفي مؤشر آخر ممكن على تفكك صفوف «طالبان» باكستان، اتصل بعض مقاتلي الحركة بصحافيين يوم السبت وأكدوا لهم أن بيت الله محسود مازال حياً يرزق، حيث اتصل أحد مقاتلي «طالبان» بمراسل «واشنطن بوست» ليقول له إنه واثق من ذلك مئة في المئة، رغم أنه لم يقدم دليلاً على ذلك. كما قال عضو سابق في الجمعية الوطنية من جنوب وزيرستان، هو مولانا ميراج الدي، إنه تلقى مكالمة هاتفية من «مصدر موثوق به جداً» يقول إن بيت الله محسود مازال حياً. غير أن زعيماً آخر من قبيلة محسود وينتمي إلى المنطقة نفسها قال إن هذه التأكيدات ليست سوى محاولات هدفها زرع البلبلة والتشويش على الحقيقة، مضيفاً أن «طالبان تتعمد التغطية على المسألة وترك الأمور غامضة ومبهمة من أجل الحفاظ على سلامة (طالبان باكستان) التي تربطهم بها صلات فضفاضة». إلى ذلك، من المرجح أن تكون لموت محسود المفترض تداعيات كبيرة على الحرب التي يخوضها الجيش الباكستاني مع «طالبان»، حيث يشير بعض المراقبين إلى أن الجيش قد يعمد إلى تعليق هجوم بري في جنوب وزيرستان واتباع سياسة أقل حدة. وفي هذا الإطار، يقول زعيم آخر من قبيلة محسود من جنوب وزيرستان وافق على التحدث شريطة عدم تحديد هويته: «من المتوقع أن يتم تقديم زعامة جديدة لـ(طالبان) ذات صورة أكثر ليْناً ونعومة من أجل حشد دعم الجمهور في البلاد»، غير أن الجيش قد يحاول «استقطاب بعض العناصر المعتدلة». وفي هذه الأثناء، يرى مسؤول من الاستخبارات الباكستانية أن مستقبل العملية العسكرية في جنوب وزيرستان أمر رهين بالنحو الذي سيرد به مقاتلو محسود على مقتله، إذ يقول: «إذا حدث ارتفاع في الهجمات الانتحارية والأعمال التخريبية مرة أخرى، فإن الهجوم قد ينفذ قريباً». جوشوا بارتلو وحق نواز خان - كابول ينشر بترتيب خاص مع خدمة «لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©