نحو السماء..

شقّت دولة الامارات طريقها نحو السماء أو الفضاء الخارجي من خلال اطلاق اول قمر اصطناعي «دبي سات 1».. الذي كان بمثابة رسالة واضحة بمدى التطور والرقي الذي وصلت اليه الدولة في مجال العلوم والتطبيقات المتطورة والدقيقة عالمياً. الإمارات تتجه نحو الفضاء لأغراض علمية بحتة.. ولعل التوقيت الذي أطلق فيه هذا القمر يحمل رسائل أخرى.. فالعالم بأسره يمر بأزمة اقتصادية عصفت بالأخضر واليابس.. وكثرت خلالها الاقاويل عن مدى تأثر اقتصاد الدولة بهذه الأزمة.. وربما ذهب البعض الى مكان بعيد حين شكك بماهية وبنية اقتصاد الدولة.. وخصوصا اقتصاد دبي، وأفرطوا في الحديث عن تركيزها على قطاعات اقتصادية محدودة تأثرت بالازمة.. فجاءت هذه الخطوة لتؤكد ان هذا الاقتصاد ليس مجرد أبراج عقارية.. بل اقتصاد شامل ومتكامل.. لطالما مثل اقتصاد الامارات خلال السنوات الماضية.. أملاً للكثير من الاقتصادات الناشئة الأخرى.. بعد أن اثبت ان لا مكان للمستحيل.. واليوم يعود هذا الاقتصاد ليثبت مجدداً.. أنه مستمر في لعب هذا الدور دون كلل او ملل. إطلاق «دبي سات 1» والاستعداد لإطلاق القمر الثاني ليس سوى بداية لعهد جديد.. فدخول مجال الفضاء بحد ذاته ليس إنجازاً بالغ الاهمية.. ولكن ما سيحدث خلال السنوات القادمة سيحمل الكثير من الفرص والتحديات أمام المؤسسات والأفراد من الكوادر التي تعمل على المشروع، لتحقيق نتائج حقيقية تصب في صالح الدولة والمنطقة والعالم. الإمارات تسير بخطوات ثابتة نحو المستقبل.. واقتصادها الحقيقي يزداد قوة كل يوم.. فمن تطوير السياحة إلى تعزيز الخدمات والبنى التحتية والإنشاءات.. إلى تطور قطاعي الموانئ والمطارات.. إلى الصناعات المختلفة.. والتوجه نحو صناعات نوعية منها صناعة الطائرات.. إلى الانطلاق نحو الفضاء.. إضافة لتطور القطاع النفطي ودخول مجالات جديدة للطاقة.. نعم.. نحن نسير نحو مستقبل أفضل.. ونحو اقتصاد أفضل. «دبي سات» فرصة مهمة لتحقيق جزء من الآمال.. ولعل أهم ما في هذه الفرصة ليس النتائج المباشرة للمشروع.. بل تلك الكوادر البشرية الشابة من أبناء الدولة.. الذين حلا للبعض أن يتعجل ويسميهم «علماء».. ونحن ننتظر أن نرى منهم «علماء فضاء» يكونون نواة لجيل جديد يتقدم بنا مسافات نحو الأمام. حسين الحمادي hussain.alhamadi@admedia.ae