أبوظبي للإعلام توقع اتفاقية مع أسنت لحفظ وتحديث 16 ألف ساعة من التسجيلات المرئية

وقعت شركة أبوظبي للإعلام، اتفاقية مع شركة ''أسنت ميديا'' للخدمات التكنولوجية، لحفظ أرشيف المكتبة المرئية الخاصة بالشركة، والتي تضم تسجيلات مرئية ''فيديو'' لحوالي 16 ألف ساعة، تسجل تاريخ الدولة والمنطقة منذ منتصف القرن الماضي حتى الآن· وذكر مسؤولون في الشركة لـ''الاتحاد'' أن الفترة الممتدة ما بين العام 1950 حتى قيام الدولة تشكل حوالي 40% من المواد، فيما تتضمن الملفات المرئية الأخرى حقبة تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة ومراحل تطورها حتى الآن، الى جانب تاريخ منطقة الخليج العربي خلال الفترة المذكورة· وتأتي أهمية الاتفاقية التي تم توقيعها في مقر ''أبوظبي للإعلام'' الخميس الماضي، من كونها ستعمل على حفظ تاريخ المنطقة وتحويل الملفات المرئية من وسائل الحفظ القديمة الى وسائل حديثة ومتطورة تضمن المحافظة عليها، الى جانب العمل على تحسين جودة هذه الملفات ومعالجتها بطرق تقنية متطورة، كما تعتبر هذه الخطوة الأولى على مستوى المنطقة لحفظ مواد مرئية بهذا الحجم وهذه الأهمية· وتملك شركة أبوظبي للإعلام مجموعة من الأفلام والوثائق التي كانت تحفظ على شرائط فيديو وتؤرخ لدولة الإمارات منذ العام 1950 حتى الآن، وتشمل محفوظات نادرة كانت مهددة بالتلف بمرور الزمن، وهو ما دفع الشركة للعمل على تنقية محتوى هذه الشرائط ضمن استراتيجية الشركة للمساهمة في التطوير وبرامج التنمية المستدامة من خلال أرشفة تاريخ الدولة، فيما تستغرق فترة تنفيذ المشروع مراحل تمتد على حوالي 14 شهرا· وأكد محمد خلف المزروعي رئيس مجلس إدارة شركة ابوظبي للإعلام حرص الشركة على مواكبة أحدث التقنيات وآخر ما توصلت إليه التكنولوجيا المعاصرة، مشيرا الى انه من خلال هذه الاتفاقية يمكن الاعتماد على ذخيرة الشركة الكبيرة من المواد الأرشيفية، وتضمينها في عمليات إنتاج حديثة· وأضاف المزروعي: ''نحن واثقون بأن شركة ''أسنت'' تملك القدرة والمعرفة التكنولوجية لتصميم وتنفيذ هذا المشروع الذي يساهم في الحفاظ على تراث الدولة بأفضل التقنيات''· وتمتلك شركة أبوظبي للإعلام وتدير تلفزيون أبوظبي، والقنوات الرياضية في تلفزيون أبوظبي، وقناة تلفزيون الإمارات، وإذاعة أبوظبي، وإذاعة إمارات أف أم، والقرآن الكريم، وصوت الموسيقى، وجريدة الاتحاد، ومجلة زهرة الخليج، ومجلة السوبر، ومجلة ماجد، بالإضافة إلى أعمال أخرى مثل الشركة المتحدة للطباعة والنشر· وأكد ادوارد بورجرادينج، الرئيس التنفيذي في شركة أبوظبي للإعلام في تصريحات بعد توقيع الاتفاق أهمية المحافظة على هذه الملفات التي تشمل 16 ألف ساعة مصورة توثق لتاريخ الإمارات، مشيرا الى أن هذه المواد ستتم الاستفادة منها لاستخدامات أكاديمية وإعلامية والتعرف على تاريخ الدولة، كما يمكن استخدامها للأخبار والمواضيع التي تتناول تاريخ الدولة· وفي تصريح لـ ''الاتحاد'' أكد عبدالهادي الشيخ المدير التنفيذي لشركة ابوظبي للإعلام أهمية المشروع كونه يحفظ أرشيفا ضخما يشمل ملفات صورت بمختلف وسائل التصوير منذ خمسينات القرن الماضي· وأضاف أن الأرشيف يشمل تسجيلات لحقبة ما قبل قيام دولة الإمارات والتي تشكل 40% من إجمالي الأرشيف، فيما تشكل التسجيلات الأخرى مراحل تطور الدولة ومرحلة حكم المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلـــطان آل نهيان ''رحمه الله''، ومراحل تطور إمارة أبوظبي، إضافة الى مراحل قيام الدولة واللقاءات الرسمية بين شيوخ الإمارات، كما يشمل تسجيلات لتاريخ الدول المجاورة· وشدد الشيخ على أن المشروع يعد مبادرة وطنية ومسؤولية أخذتها شركة ابوظبي للإعلام لحماية وحفظ وتجهيز هذا الأرشيف، مشيرا الى أن الهدف من المشروع ليس مجرد نقله من وسائل قديمة الى أجهزة حديثة، بل يهدف المشروع أيضا الى معالجة التأثيرات التي طرأت على التسجيلات نتيجة مرور الوقت والعمل على تحويلها الى مواد رقمية ستستخدم لأغراض مختلفة وسيكون من المتاح استفادة الجهات المعنية بالتاريخ والتوثيق منها· وأشار الى أن هذا المشروع يعد الأول على مستوى المنطقة الذي ينفذ بهذه التقنيات وهذا الحجم، حيث تتم الاستعانة بأفضل الممارسات العالمية للأنشطة الالكترونية· وأضاف انه ستكون هناك مؤشرات لقياس أداء المشروع وستتم مراجعتها بشكل شهري، مشيرا الى أن مراحل تنفيذ المشروع تمتد لحوالي 14 شهرا تشمل شهرين لإنجاز البنية التحتية له وحوالي 12 شهرا لمراحل التنفيذ الأخرى، موضحا أن عمليات التنفيذ ستتم من خلال فريق من شركة ابوظبي للإعلام وفريق آخر من ''أسنت ميديا''· وأشار عبدالهادي الشيخ الى أن الفكرة الرئيسية للمشروع بدأت منذ 16 شهرا، وتم طرح الفكرة على أفضل شركات التكنولوجيا العالمية، مشيرا الى أن 4 شركات تأهلت من اصل 8 شركات كانت متقدمة للمشروع، ثم تمت تصفية شركتين قبل أن تتم ترسية المشروع على شركة ''أسنت ميديا'' في النهاية· وأكد أن التحدي الأبرز سيكون بعد إنجاز المشروع واكتماله، حيث ستكون المواد موجودة ومتاحة للاستخدام من خلال الجامعات والأكاديميات لتحقيق الاستفادة الفعلية منها· من جهته، أكد حسن الغول مدير التطوير في شركة ''أسنت'' لخدمات الإعلام والتكنولوجيا أن المشروع سيسلط الضوء على النواحي العملية والتكنولوجية وكيفية تطبيقها، فضلا عن تطبيق أنظمة تقنية مختلفة· وأشار الغول الى أن الاتفاقية تعتبر فرصة لإيجاد حلول تناسب طلبات مفصلة ومحددة من عملاء الشركة، مشيرا الى أن التحدي لا يقتصر على حفظ المادة الأرشيفية لشركة ابوظبي للإعلام وتأمينها للأجيال القادمة، بل في إيجاد وسائل وطرق سهلة في متناول الجميع من خلال طرق لم تطرح من قبل· ومن المنتظر أن تستخدم معظم المواد الأرشيفية في انتاجات تلفزيونية حديثة، وسيكون من الممكن تخزين هذه المواد وفقا للطرق التقليدية والرقمية في الوقت نفسه، كما يمكن تحويل الأرشيف الرقمي الى طرق أخرى لتخزينه وجعله مادة مستقلة مستقبلا·