الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

حزب أعداء المتعة

4 مايو 2010 23:48
جرت العادة حينما نشاهد منازلات المصارعة الحرة أو الملاكمة أن نتعاطف مع الطرف الأضعف، لا لشيء سوى لأنها فطرة إنسانية بسيطة، ولكن في كرة القدم لا يمكننا تطبيق هذه القاعدة العاطفية، وهو ما جعلني أشعر بالدهشة من حجم التعاطف الكبير مع أي فريق يحاول إيقاف سحر ومتعة كتيبة الإبداع الكتالونية المعروفة باسم فريق برشلونة، وقد حدث ذلك الأسبوع الماضي حينما نجح فريق الإنتر في إنهاء حلم ميسي ورفاقه في الاحتفاظ بلقب دوري أبطال أوروبا. لم تقتصر حالة التعاطف مع الإنتر التي وصلت إلى حد التشفي و”الشماتة” في البارسا على بعض الزملاء والأصدقاء، بل امتدت إلى الصحف العالمية، ولم تكن هناك صحيفة واحدة في العالم متعاطفة مع برشلونة عدا صحف كتالونيا، على الرغم من وصول نسبة استحواذ البارسا على الكرة خلال مباراته مع الإنتر إلى أكثر من 75%، ونجاح نجومه في تمرير الكرة 555 مرة مقابل 76 مرة فقط للفريق الإيطالي، وبالمناسبة فإن نسبة استحواذ برشلونة على الكرة في أي مباراة خلال العامين الأخيرين لا تقل عن 55 % وتصل إلى 80 % في بعض الأحيان بصرف النظر عن هوية الفريق المنافس. لم أتمكن من استيعاب هذه الروح العدائية ضد البارسا، وهو أحد الروافد الأصيلة للمتعة الكروية على مدار فترات طويلة من تاريخه، وخاصة في عهد كرويف، ورايكارد، ثم جوارديولا، وهو ما يجعلني أتعجب من أن يكون هناك عاشق لكرة القدم يكافئ المتعة بروح عدائية، إلا إذا كان هذا الشخص أحد الأعضاء المؤسسين لحزب أعداء المتعة المنشق عن حزب أعداء النجاح. قد نتعلق بفريق آخر، وقد نتمني الهزيمة لبرشلونة لمزيد من الإثارة، ولكي نقنع أنفسنا أن هناك من يمكنه قهر البارسا، ولكن لا يوجد منطق في اتخاذ هذا الفريق كعدو. كما تعجبت من انتقاد البعض لما أعلنته في هذه الزاوية الأسبوع الماضي حينما قلت أن وجود برشلونة في مونديال الأندية بأبوظبي نهاية العام الجاري كفيل بنجاح البطولة جماهيرياً، ويضمن جذب أنظار العالم إلى أبوظبي، فهل تجاوزت المنطق حينما قلت ذلك؟ ومع كل الاحترام لفريق الإنتر “المجتهد” ومدربه الداهية مورينيو هل يمكن لهذا الفريق أن يجعل عيون العالم معلقة بأبوظبي مثلما فعل البارسا في النسخة الماضية لمونديال الأندية؟. وهل يمكن لإيتو وميليتو وشنايدر أسر القلوب ونثر السحر في أبوظبي كما فعل ميسي ورفاقه هنا؟ أزعم انه لا يوجد سوى عدد قليل من الأندية يمكنها إحداث الفارق الجماهيري والإعلامي والتسويقي مع أي بطولة يشاركون بها، وعلى رأس هذه الأندية برشلونة، وريال مدريد، ومانشستر يونايتد، وايه سي ميلان، وبكل أسف لن يأت أي من هؤلاء العمالقة إلى أبوظبي نهاية العام الجاري. كلمة الحسم: بعد أن خسرنا وجود ميسي ورفاقه بيننا، سيكون مونديال أبوظبي للأندية أمام مأزق جماهيري إذا فشل فريق عربي واحد على الأقل من بين أندية (الأهلي المصري، والهلال والمريخ السودانيين، وهلال السعودية) في التأهل للمونديال مع كل الاحترام لجميع الأندية الأخرى. محمد حامد | egyman73@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©