الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رجع الصدى تخاريف صيفية (3)

رجع الصدى تخاريف صيفية (3)
10 أغسطس 2009 00:56
الضحك علاج وشفاء ووقاية، «القهقهة» صحة وعافية وسعادة وبهجة، ضحكة من القلب تنشط عضلات الوجه وتنعش القلب وتبعد عنه شر الأزمات وتعدل «القولون العصبي» مزاجه، هذا ما يجمع عليه الأطباء وما يروج له العلماء. حرارة الطقس الملتهبة والتي حولت القاهرة إلى «ساحة شواء» مترامية الأطراف، وزحام السياح والعائدين من الخارج لقضاء العطلة الصيفية، جعلاني مضطرا أن أقضي ساعات وساعات أسيرا لأي مكان أو شيء مكيف الهواء، أتنقل من «مول» إلى آخر، أو أعتكف في غرفة مكيفة من غرف البيت، ولأنني أعاني من كراهية فطرية للأماكن المغلقة، سببها في الغالب شبح «غرفة الفئران» التي كانت تصيبنا، في الصغر، بالرعب مع كل تهديد بإلقائنا فيها عقابا على «شقاوتنا»، فقد أصابني الضجر وجافاني الضحك والفرح حتى خشيت على نفسي من وجع القلب وتقلص القولون وضعف القدرة. البحث عن ضحكة كان شعار مرحلة ضجر البيات الصيفي في الغرف المكيفة، استعنت بمؤلفات نوابغ الكتابة الساخرة، قرأت «ابتسم للدنيا» و«ضحكات صارخة» لمحمد عفيفي، التهمت «الحب وسنينه» و«كلام فارغ» لأحمد رجب، استغثت بيوسف معاطي وأسلمت نفسي لـ«بنت الإيه» و«آه يا دماغي».. ومع ذلك لم أتخلص من حالة الضجر، فقد قرأت هذه الكتب مرات ومرات، واستنفدت كل رصيدها عندي من الإضحاك. خلال رحلة البحث عن «مضحكات» بديلة، اكتشفت أن الأدب الساخر يكاد ينقرض، وأنه مقابل كل مليون كتاب يروج للنكد ويشيع المخاوف والقلق والتوتر والانقباض، يمكن أن نعثر على كتاب واحد ينتصر للتفاؤل ويزرع ابتسامة على وجوه قارئيه. الأطباء ينصحون بالضحك والتفاؤل لترويض هموم العصر الصحية والانتصار على الأمراض المزمنة والمستعصية، العلماء يؤكدون أن سلامة أكبادنا وقلوبنا مرتبطة باعتدال المزاج وانشراح البال.. دون أن يصفوا لنا علاجا للقلق والتوتر والتوجس والخوف، دون أن يخترعوا دواء ينعش المزاج ويبهج النفس. أعود إلى كتب الإضحاك.. أتوقف عند بعض الـ»حكم» الباسمة: «السيدة الوحيدة التي يمكنها أن تجزم بأن زوجها لا يخونها الآن.. هي أرملته».. «هناك مؤلفات كثير يجب أن تترجم إلى اللغة العربية في مقدمتها مجلة المجمع اللغوي».. و.. ابتسم مرغما. صلاح الحفناوي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©