السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«بابل» و«تدمر» .. حكاية ممشى منتدى الإعلام العربي

«بابل» و«تدمر» .. حكاية ممشى منتدى الإعلام العربي
3 مايو 2017 02:19
شروق عوض (دبي) ما أن يدخل المشاركون في منتدى الإعلام العربي بدورته الـ 16، الممشى الإعلامي المقام على هامش المنتدى للمرة الثالثة على التوالي حتى تأخذهم الأفكار المبتكرة الجميلة والمختلفة هذه المرة حيث التركيز على حضارتي بابل وتدمر. وجاء التركيز على هاتين الحضارتين في العراق وسوريا من خلال الجداريات والجماليات التي تعكس عراقة الحضارتين ومنجزاتها، و إقامة المسارح التي تستقبل المشاركين في جلسات حوارية قصيرة تثري المنتدى وتشكل إضافة نوعية للمحتوى. ولا يتابع الحضور السير وصولاً إلى قلب مسارح هاتين الحضارتين من دون المرور من أمام مسرح بابل ليدقق بتفاصيل ديكورات بنيان هذه الحضارة القائمة حتى الآن في العراق، وما فيها من جمال يشهد على عظمتها على مر التاريخ، وهي مدينة حضارية منذ القدم، حيث تزخر بآثارها القديمة، فإذا كانت العراق مهداً للحضارات القديمة، فبابل من أكثر هذه المناطق أهمية تاريخية، إذ تضم أبرز المعالم الحضارية في العراق، ومن أهمها حدائق بابل المعلقة بطريقة فنية وباب عشتار ومسلة حمورابي و بابليون وبرج بابل والقصور البابلية وأسد بابل. أما حضارة تدمر، وجد فيها المشاركون الكثير من العراقة والأصالة والإرادة، حيث يذكر التاريخ بأنها مدينة سورية أثرية، وكانت تشكل واحة في العصور الغابرة وملتقى للقوافل التجارية، كما جذبت أشخاصاً من ثقافات وبلدان متنوعة أثناء ترحالهم بين فارس في الشرق، وروما في الغرب، واستولى الرومان على هذه المدينة في القرن الأول بعد الميلاد، واستطاعوا حمايتها من هيمنة منافسيهم من الفرس، وحكمت المدينة في منتصف القرن الثالث ملكة تدعى زنوبيا، حاولت توسيع مملكتها، والاستيلاء على مصر، وآسيا الصغرى -تركيا- ولكنها هزمت، ووقعت في قبضة الرومان الذين دمروا مدينتها. وما زالت مدينة تدمر غنية بالآثار التاريخية، ففيها أطلال مدينة قديمة، كانت مركزاً ثقافياً كبيراً في الماضي، اتسمت تدمر بفن معماري فريد، يجمع بين فنون عمارة الحضارات المختلفة التي عاشت حول هذه المدينة، فبرزت فيه عناصر من العمارة الرومانية واليونانية، امتزجت مع الثقافة المحلية، وتأثرت بالفن الفارسي، ويمر وسط المدينة شارع أعمدة كبير، ذو أهمية تاريخية كبيرة، على جانبيه ممرات مغطاة، وتتفرع منه شوارع صغيرة لها تصاميم مماثلة، وأحد الأبنية الأثرية في المدينة، واسمه معبد بعل، يعد أحد أهم المعابد الدينية التي بنيت في القرن الأول في بلاد الشرق، أما في جنوب تدمر فيقع المسرح، ومقر مجلس الشيوخ، والساحة العامة التي كان يلتقي فيها أهل المدينة. وأبدى المشاركون في منتدى الإعلام العربي إعجابهم بهذه الأفكار الجميلة التي تقدم تاريخ الحضارات العريقة وتبقيها حاضرة في أذهان ووجدان الأجيال المختلفة، كما تقدموا بالشكر للقائمين على المنتدى متمنين،إن تشهد الدورات الأخرى إفكاراً جميلة مشابهة. قال علي الموسى: إن فكرة الممشى الإعلامي في الدورة الحالية للمنتدى تبدو مختلفة عن السنوات الماضية، حيث يجسد الممشى من خلال مسرحي «تدمر» و»بابل» منصة تقرب عالمنا العربي من منابع الإبداع ومهارات الاكتشاف والتعرف على الإنجازات العربية التي ساهمت في تغير العالم وتحسين حياة الأفراد على مر العقود. وأضاف: ساهم المسرحان بما يحتويان من ديكورات ملهمة ونماذج لعقول أثرت البشرية بهندستها المعمارية، في تحفيز الحضور على النظر للأمور بعين المبدع. من جانبها، أوضحت موزة آل علي أن المشارك في فعاليات المنتدى يلمس في أركان مسرحين «تدمر» و»بابل» قيمة عمل المنظمين وبذل الجهد والتفكير خارج الصندوق وفضل تسخير الحضارات التي ظهرت في الدول العربية لخدمة شعار المنتدى المتمثل في الحوار الحضاري بدورته الحالية. أما أسماء المزروعي فقالت: «لقد تمكنت من خلال تجوالي في الممشى وتحديداً لحظة الوصول إلى مسرحي «تدمر» و»بابل» إحياء معلوماتي حول هاتين الحضارتين، وهو أمر كنت بأمس الحاجة إليه، نظراً لانشغالاتي اليومية «. كذلك الأمر بالنسبة إلى ميثاء المهيري التي أكدت على أن مسرحي تدمر وبابل مكنا حضور المنتدى وتحديدا فئة الشباب من التعرف عن قرب على أهم الحضارات التي نشأت في الدول العربية وتفاصيلها وأبرز معالمها. وأضافت: المسرحان يسلطان الضوء في ديكوراتهما على حياة المبدعين، وكيف تمكنوا من توظيف الابتكار في إنجازات معمارية لامست الحياة اليومية للملايين وساعدت على تسهيل حياتهم. أكد مروان فرحان، أن القائمين على تنظيم فعاليات منتدى الإعلام العربي، استطاعوا ترجمة شعار المنتدى الذي يحمل عنوان» الحوار الحضاري» على أرض الواقع، حيث يلاحظ المشارك خلال وصوله إلى الممشى الإعلامي وتحديداً عند مسرحي تدمر وبابل، أن المنتدى بالفعل يحاول تحقيق رؤيته على حث المواطن العربي إلى إدراك بانه وريث لامة حضارية. وكانت اللجنة التنظيمية لمنتدى الإعلام العربي قد أعلنت سابقاً أنها أولت عناية خاصة بمحتوى الممشى لتقديم إضافات غير تقليدية تثري أجواء الحوار.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©