الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لبناني يمضي 35 عاماً في «تسليح» الموسيقيين العود

لبناني يمضي 35 عاماً في «تسليح» الموسيقيين العود
23 مارس 2014 22:41
بيروت (الاتحاد) - يعمل اللبناني فادي متّى بصناعة العود الشرقي وتقنياته المتطورة، وأقام متى 12 سنة في فرنسا، حيث تعرّف على الأخشاب والمواد المستخدمة لمعالجتها والتعامل معها، ودرس شيئاً من الفيزياء لتوظيفها في عمله. ويذكر متّى أن الموسيقى فن يختص بالأصوات، والصوت يتكون من ذبذبات تحدثها بعض الأجسام الرنانة، وهذه الأصوات تصدر عن الصوت البشري أو عن الآلات الموسيقية، ومنها العود الذي نسب اسمه إلى نوع من الأخشاب. وبدأ متّى خطوته الأولى في عالم صناعة العود عام 1975، إلى ذلك، يقول: “عملت على صناعة 210 أعواد تقريباً، ولا أتباهى بالكمية على قدر ما أهتم بنوعية القطعة، التي أنجزها لتكون صالحة للعزف وبامتياز، وفيها من المواصفات ما يدهش”. مضيفاً: “35 سنة وأنا أسلّح موسيقيين بالآلة الرئيسة في التخت الموسيقي الشرقي، وأعمل على العود بالتزام ووفاء ودراية، حيث أعطيه من القلب وأؤدي كل مرحلة بدقة، فالعود كله من بعضه، جسم واحد وليس فيه أجزاء أقل أهمية من أخرى؛ فالعمل فيه متجانس ومتكامل”. ويؤكد: “أنا ممن هم يعشقون الفن ولا أصنع العود طمعاً في الربح والتجارة بل وكلني شغف بصناعته”. ويشير متّى إلى أن العود يتأثر بالفصول إذ ينحني زنده في موسم الصيف، وتبتعد أوتاره ما ينعكس على العازف سلبا. ويضيف: “راودتني فكرة حل هذه المعضلة وعملت عليها طويلاً حتى وجدت الحل بعد سبع سنوات تقريباً حيث تمت معالجة العود”، مؤكداً احتفاظه بسر صنعته. ويؤكد متّى أن لكل صانع عود ما يفضله من الأخشاب. ويوضح: “هناك نوع له رنينه الموسيقي أحبه أكثر من غيره. وكل فترة نتعرف على أخشاب جديدة ونرى لها استخدامات تتنوع حسب الآلة. فخشب الأبانوس صلب أكثر من غيره من الأخشاب، ومن الصعب الحصول عليه. والسبب في استعماله أن العازف وفي أثناء عزفه، يضغط على الأوتار ومــع الوقـت تحفر على اللوح الأصابع، لذلك نحتاج إلى خشب قاس. وحتى الأخشاب القوية تترك الأوتار أثراً عليها بعد عام تقريباً من العزف”، مضيفاً: “أفضل هذا النوع من الأخشاب لأنه يمنح العازف سنتين قبل أن تحتاج لوحة الأصابع في عوده إلى الصيانة. أما الخشب الطري فسيجعل العازف يرسله للصيانة بعد أسبوعين”. ويؤكد متّى أن طول العود لا يؤثر على العازف، ولكن العرض والعمق هما المؤثران الأهم، موضحاً “عمق أعوادي أغلبها تحت عمق العشرين سنتيمتراً، أي بين 17 و19 سم، أما العرض فبين 35 و37 سم”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©