الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حواء أهلي تتحدى الإعاقة السمعية وتتعامل مع «المراجعين» بلغة الإشارة

حواء أهلي تتحدى الإعاقة السمعية وتتعامل مع «المراجعين» بلغة الإشارة
23 مارس 2014 22:38
خولة علي (دبي)- اعتدنا على رؤية كوادر بشرية من ذوي الإعاقة، في عدد من المؤسسات والجهات المجتمعية، مفعمين بالنشاط والحيوية، يمارسون دورهم وعملهم الوظيفي بكل شغف وحماس، ونستشف ذلك من خلال إيماءاتهم ولغة الإشارة التي ينتهجونها مع عملائهم من الإعاقة ذاتها، وهي تعد خطوة هامة في عملية دمج المعاق في المجتمع والاستفادة من هذه الكوادر في عملية تنمية وبناء المجتمع. تنمية وتطوير مهاراتها وتعتبر حواء أهلي واحدة من فئة الصم التي كان لها حضور قوي ودور مشهود في تنمية وتطوير مهاراتها العملية بما يجعلها واحدة من فئة الناجحات والمتميزات في مقر عملها، فلمسنا فيها رغبة قوية جامحة في تخليص معاملات المراجعين من فئة الإعاقة السمعية وهي تتواصل معهم بلغة واحدة مشتركة، وهي لغة الإشارة التي كانت عميقة في تأثيرها لفهم فحوى الإرشادات والتوجيهات التي ترغب حواء في إيصالها لهم، حيث تحرص على إتمام عملها بكل دقة وإتقان ومتابعة سير عملها بما لا يدع مجالاً للآخرين كي يجدوا سبيلاً للانتقاد أو حتى التقليل من شأن المعاق ومن قدراته. وبالرغم من عدم قدرة حواء على السمع والنطق، إلا أنها مثال للموظفة المتفائلة والصبورة التي لم تدع هذه الإعاقة تمنعها من التواصل مع الآخرين، وتكوين علاقات صداقة وزمالة مع المحيطين بها الذين تعلموا منها لغة الإشارة، فلا يوجد ما يدعو إلى صعوبة في التواصل معهم، هكذا عبرت حواء في بداية حديثها. وأضافت قائلة: تواجدي وحرصي على العطاء وكسر قيود العزلة الذي فرض علي رغماً عني لم يجعلني حبيسة المنزل، وإنما كانت لدي رغبة ملحة في مجاراة العالم الخارجي وسوق العمل على وجه التحديد، وعدم الاكتفاء فقط بتواصلي مع المقربين والمحيطين بي، وإنما كان لدي دافع تكوين ونسج صدقات جديدة، وتوظيف قدرتي ومهارتي في تنمية مجتمعي من خلال الالتحاق بسلك العمل الذي جاء بناءً على توجه الحكومة لدمج ذوي الإعاقة والاستفادة من هذه الطاقات في تنمية المجتمع أسوة بغيرهم من الأسوياء. مسؤوليات حياتية وعملية وتؤكد حواء قائلة: إن الإعاقة لم تحرمني من التفكير، لذا اخترت العمل وعدم الجلوس في البيت، فالعمل وفر لي الفرصة لمساعدة الآخرين من فئة الصم على تخليص معاملاتهم وأكون عوناً لهم في هذه الجهة الحكومية. بالإضافة إلى أن دورها ومسؤولياتها تجاه أسرتها لم يشكل لها عقبة أمام تحقيق رغبتها في بناء ذاتها وتطوير مهاراتها، بتحولها إلى امرأة عاملة، فهي أم لديها من الأبناء بنتان وولد، وهي شغوفة في رعايتهم وتعليمهم وتربيتهم، فهي بالنسبة لهم الأم والأب، نظراً لكونها مطلقة من رجل يعاني الإعاقة ذاتها، ولكن فشلها في الحياة الزوجية لم يكسر رغبتها في النجاح، وسعيها الدؤوب إلى تطوير مهاراتها وقدراتها على القيام بمسؤولياتها الحياتية والعملية. وتعد حواء الأخت الكبرى لثلاثة أولاد وتسع بنات، وقد قضت السنوات الأولى من حياتها لا تعاني من إعاقة ولا أحد من أشقائها يعاني من إعاقة ما، غير أنها أصيبت بحمى أثرت في نطقها وأفقدتها القدرة على السمع، هنا بدأت تتعلم لغة الإشارة، والتي بدورها لقنتها لأشقائها حتى تستطيع أن تتواصل معهم، واستمرت في تلقي تعليمها حتى الثانوية العامة، ومن بعدها انطلقت في تعلم مهارة الحاسب الآلي من خلال دورات أهلتها للحصول على فرصة عمل في دائرة حكومية. تشجيع المسؤولين وتوضح حواء مدى تعاون ومساندة وتشجيع المسؤولين لها على الاستمرار والمثابرة، وقد سنحت لها الفرصة في تطوير نفسها، ومهاراتها لتبدع في عملها، ورغم الإحباطات والمسؤوليات الحياتية التي ترهقها إلا أن ثقتها ورغبتها في بناء ذاتها، والاعتماد على نفسها كان كثيراً ما يدفعها للأمام، ويجعلها لا تقف عند حد معين، وإنما أن تواصل حصد نجاحها. ومن خلال التحقاها وانتسابها لعدد من الجهات الاجتماعية، ومنها نادي دبي للمعاقين فهي تحرص على الاستزادة من كل شيء يمكن أن يجعل منها امرأة معطاءة، وحرصها على التواجد في عدد من المعارض والفعاليات الاجتماعية، والكثير غيرها، حتى أتقنت الكثير من المهارات والمشغولات اليدوية التي تحولت بسببها إلى سيدة منتجة وعلى قدر من الحرفية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©