الإمارات يعزف أجمل الألحان في ليلة القبض على الريان

مكاسب بالجملة، حققها الإمارات أمس الأول، في مشواره بدوري أبطال آسيا لكرة القدم، عندما نجح في تحقيق فوزه الأول في البطولة القارية، على حساب الريان القطري بهدفين نظيفين، بالإضافة إلى النقاط الثلاث التي حصدهما من “الرهيب”، وأودعها في رصيده، وأيضاً كسب ثقة كبيرة في قدراته، رافعاً شعار التحدي، وموجهاً رسالة شديدة اللهجة لبقية الفرق، عندما تأتي إلى رأس الخيمة تحديداً في أنها تواجه صعوبة شديدة، خاصة أن “الأخضر” عاقد العزم على التواجد وبقوة في مشاركته الآسيوية الأولى، الفوز الأول قفز “بالأخضر” إلى المركز الثاني في الترتيب بنهاية الجولة، برصيد 3 نقاط خلف ذوب آهن الإيراني الذي تصدر المجموعة الرابعة برصيد 4 نقاط، بعد تعادله مع الشباب السعودي. وأجاد التونسي غازي الغرايري التعامل مع المباراة تكتيكياً، عندما عمد إلى تحصين منطقته الخلفية، من وسط الملعب، بصورة قطع بها “الماء والكهرباء” عن مهاجمي الريان الذين عجزوا، بجانب أدائهم السلبي في اختراق حصون “الأخضر” وباغت الإمارات فرقة “الرهيب” بتكتيك رائع، أفقد لاعبيه وقبلهم مدربهم البرازيلي باولو أتوري التركيز، وبالتالي تاهت معالم الشخصية “الريانية” في المباراة، وبروزت خلالها شخصية الصقور التي فرضت وجودها القوي أثناء مجريات المباراة من خلال فرض أسلوبه على المباراة، ولعبت الروح القتالية والإصرار ودهاء مدربه الذي عرف تماماً من أين “تؤكل الكتف”. حيث عمد الغرايري إلى إغلاق كافة المنافذ المؤدية إلى مرمى أحمد الشاجي بإحكام، والاعتماد على سلاح الهجمات المرتدة الذي كان سلاحاً فتاكاً، استثمره الإماراتيون جيداً في الوصول إلى مبتغاهم، كما رسمه الداهية الغرايري، بتسجيلهم هدفين عن طريق نبيل الداوودي وهادف سيف، وكانت النتيجة كافية لتحليق “الصقور” الأول بدوري أبطال آسيا، بينما سقط “الرهيب” وتاه وسط رمال منطقة “الظيت” برأس الخيمة، بعد أن أرتضى في النهاية بالأمر الواقع الذي فرضه عليه “الإمارات” في أمسية “خضراء”. ويعد الفوز الذي خرجت به “فرقة الصقور” أكبر مكافأة للاعبين الذين أحرجوا نجوم “الرهيب”، وتفوقوا عليهم تكتيكياً وتركيزاً، وفي المقابل كان أداء الريان أقل بكثير عما كان متوقعاً من فريق يريد تبوء مركز متقدم، حيث كان الأداء رتيباً بصورة غريبة لم نعهدها من فريق بحجم ووزن وإمكانات “الرهيب”، وكان واضحاً بأن اللاعبين نزلوا لأرض الملعب واضعين في اعتبارهم بأن النتيجة في صالحهم متناسين بأن الكرة تعطي من يعطيها، لهذا أعطت من قدرها وبذل الجهد، وبالتالي كافأت “الأخضر” ولاعبيه على المستوى الذي قدموه طيلة 90 دقيقة بأول ثلاث نقاط في البطولة. ومن جانبه أشاد التونسي غازي الغرايري مدرب “الأخضر” بالمستوى الجيد الذي قدمه فريقه أمام الريان أحد الفرق الكبيرة وصاحب التاريخ الكبير، وأعتبر الغرايري أن الفوز على الريان يعتبر بداية جيدة ومشجعه تعطي الدافع لتقديم المزيد في المباريات القادمة، مشيراً إلى أن كرة القدم تعطي من يعطيها على أرض الملعب، ولا تعترف بالأسماء الكبيرة، وإنما تعترف بالجهد المبذول والمردود الفني، والدليل على ذلك فوزنا. وحـول اللياقـــة البدنيــة العالية التي ظهــر عليها “الأخضر” ذكر مـــدرب الإمارات أن هــذا نتاج جهد كبير بذله الجميــع منذ بداية الموســم، وكان اللاعبون مثالاً كبيراً للحماس والمثابرة والانضباط، وترجمه اللاعبون في الملعب أمام الريان، متمنياً أن تتواصل نفس الروح والأداء في المباريات القادمة. وقال الغرايري: على الرغم من الفوز، إلا أن هناك بعض الأخطاء وقعت أثناء المباراة نسعى إلى تصحيحـها خــلال التدريبات المقبلة لتلافي وقوعها خلال الفترة القادمة الصعبة. وأشاد الغرايري بالمردود الإيجابي لخط الهجوم الذي استطاع التسجيل وإهدار أكثر من 5 فرص، وقال إن الفوز يعتبر خطوة أولى لنا في هذه البطولة القارية، وإن شاء الله نواصل المشوار بنفس الروح والقوة، خاصة أن المشوار ما زال طويلاً ويحتاج إلى نفس طويل. محمد بن سعود القاسمي: الفوز أثلج الصدور رأس الخيمة (الاتحاد) - حرص سمو الشيخ محمد بن سعود القاسمي ولي عهد رأس الخيمة، على حضور ومشاهدة المباراة، التي وصفها بأنها ممتعة وجماهيرية، وساهم المستوى المتميز الذي قدمه لاعبو “الأخضر” في المزيد من المتعة والإثارة، وقال سموه: نحن فخورون بهذا الفوز الذي أكد من خلاله أبناء رأس الخيمة أنهم على قدر المسؤولية في تشريف كرة الإمارات، حيث كانوا عند حسن الظن بهم، بعد أن توجوا ملحمة الإبداع والمتعة بفوز أثلج صدورنا. وقال سموه: نتمنى أن يواصل الفريق تحقيق النتائج المتميزة والمشرفة التي من شأنها أن تميز “الصقور” في هذا المحفل الآسيوي الكبير، مشيداً بالوقفة الجماهيرية مع “الأخضر” في اللقاء. وطالب سموه اللاعبين ببذل المزيد من الجهد والعطاء خلال الفترة القادمة، مشيراً إلى أن الجميع يقف خلف الفريق، سواء في البطولة الآسيوية، أو معركته من أجل الصعود من جديد إلى دوري المحترفين.