الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

من شَبَّ على شيءٍ شابَ عليه!

2 مايو 2017 22:57
لا أعتبرها قاعدة لأن كثيراً من الناس تجاوزوا قواعد تربيتهم الخاطئة أو ما شبّت عليه نفوسهم وطمحوا للتغيير والتحسين في أنفُسهِم. لكنني هُنا أتحدثُ عن فئة من الناس أثرَّت تلك القاعدة في حياتها تأثيراً بالغاً، فترى حليبهُ الذي رَضِعهُ أسود لا أبيض، وترى نفسهُ شب على ضعفِ الهمّة ومحدوديَة التفكير وتوقُع الأسوأ من الحياة، ليس هذا فقط! إنما يسعى جاهداً لنشر أسوأ ما يعتقدهُ عن الحياة فهو مثلاً يعتقدُ أنّ الحياة غير مُنصفة وأن الشمس حارقة وأن الزهر جارح وأن المُنافسة بين البشر يجب أن يكون فيها مصلحة، وهلُمَ جرا من المُعتقدات غير الصحيحة! شبّ على ذلك كُله، وحتى لو دخل الطيبون عالمه لا يتأثر، لا يتغير، ولا يتعلم، حتى لو مرِض أو أسقطته الظروف أرضاً يعتقدُ أن طريقة حياته صحيحة وأن حلوله الدائمة مثالية، شبّ على أنهُ الأفضل دائماً وما يملكهُ الأفضل دائماً، فتراهُ لا يمنحُ نفسهُ فُرصةً ليتغيّر نحو الأفضل أو يتعلم ليكون أفضل، من الأساس هو لا يفكر بالتغيير! كذلك ترى هذهِ الفئة توقفت عن القراءة، لذلك توقف معهم الوعي وتوقفت الحياة لقناعتهم التامة بأن ما لديهم من علم كافٍ فلا يحتاجون إلى مزيد، شبّوا على ما سبق واليوم شابوا عليه، وما زالوا كُلما تحدثت إليهم تجدهُم هُم أنفسهم الذين كانوا منذ عشرِ سنوات بالعقلية ذاتها والمحدودية ذاتها، والأحكام ذاتها والأفعال ذاتها.. أريدُ مما سبق ذكرهُ التذكير بأهمية هذه العبارة ودورها في بناء الإنسان حين يعي معناها «من شَبَّ على شيءٍ شابَ عليه»، من علّم نفسهُ وبدأ بتطويرها وتهذيبها وعلّمها وآتاها من طيباتِ ما في الأرض من خيرٍ وعِلمٍ ومعرفة شابَ على ذلك، وكبُر على ذلك، وصار لعُمرهِ معنىً ولحياته استمرارية ولمن حولهِ نفعاً وخيراً. أما من ظنّ خطأً أنّ قطار شبابه قد فاتهُ على تغيير ما ينبغي تغييره من معتقدات وأفكار وأساليب وتربية، فلا يزال العُمرُ أمامه، ولا تزال الفُرصة بين يديه، ولا يزال الله يُعطي عباده الذين يسعون ويبحثون ويعملون، قد لا يكون الخير في أول عُمُرك، لكنك إذا انتبهت ووعيت ونضجت وتعلمت والتفتّ لنفسِك، لوجدتَ الخير لا يزال موجوداً، وقد يكون لحظة تعلُمِك ونضجك فلا تتوقف عن التغيير للأفضل. أغلب الناجحين في حياتهم موجودون حولك، تعلم منهم، وانظر إليهم، فلرُبما لم تتوافر لديهم الظروف الملائمة للتربية أو العلم، لكنهم قرروا ذلك. نوف سالم- العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©