الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قصر فرعون البيروتي يتحول شاهداً على زمن مضى

قصر فرعون البيروتي يتحول شاهداً على زمن مضى
9 أغسطس 2009 00:43
لكل منطقة بيروتية تاريخها وقصتها مع رجال السياسة والمال والاعمال الذين قطنوها، ومع رحلة تطورها العمراني والحضاري، قواسم مشتركة عدة تجمع بين القصور والمباني الاثرية ذات التراث الذي يدهشك ويشدك إلى عظمة أيام زمان. ومن الأحياء المهمة المستحدثة بعد تطور مدينة بيروت، منطقة زقاق البلاط التي كانت تمتاز بطابعها الارستقراطي، حيث بنيت فيها القصور ذات السقوف القرميدية التي لا يزال بعضها قائماً حتى يومنا هذا. أما أهم قصور المنطقة في زقاق البلاط فهي: قصر يوسف وجدي، قصر آل بيهم، قصر عبد الفتاح آغا حمادة، وقصر فرعون الذي اشتراه رجل الاعمال الشهير روبير معوض، وحوله الى متحف لا مثيل له في العالم. قصر فرعون قصر هنري فرعون كان قد دُرِّس في التاريخ، لأنَّ صاحبه اشتهر باقتناء أعظم التحف والمخطوطات في لبنان، وكان مولعاً بهوايته الى حد الهوس والادمان، يحب كل اشكال الفن العربي. القصر تحول اليوم، كما يقولون، الى تحفة في علبة مجوهرات، تعود الى «فنان» المجوهرات والحلي روبير معوض، الذي أعاد تأهيله وترميمه وتحويله الى متحف دائم، تعرض فيه القطع التزينية التاريخية، والفخاريات من العهود القديمة، والواح خشبية أعيد تجميعها، الى قطع فنية فريدة من نوعها، جمعت الكتب القديمة والمجوهرات النادرة في ما يسمى بمتحف يمتزج مع الرؤية الى المستقبل والجذور الثقافية. متحف معوض قصة متحف روبير معوض بدأت في عام 1992، عندما تمت عملية الشراء وانضم قصر فرعون الى ممتلكات معوض، الذي حوله الى علبة مجوهرات مذهبة تضم كنوزاً وثروات تاريخية وتراثية لا تقدر بثمن. ومن المعروف أن روبير معوض يمتلك اكبر ماسة في العالم، الى جانب قصور عديدة في لبنان وبلدان اخرى، ويقول المهندس جوزيف حوراني الذي تولى مع اخصائيين ومهندسين وعشرات خبراء الآثار، ورشة المتحف: «منذ سبعة اعوام تحول القصر الى خلية نحل، حيث كان يعمل اكثر من مئة عامل يومياً، ليلاً ونهاراً، ومعظمهم من اهل الاختصاص، للمحافظة على هذا الإرث الثقافي، كل شيء تم تفكيكه وترميمه ثم اعيد تركيبه، من البلاط الى الجدران الى السقوف». المعروضات تتألف المجموعات المعروضة من فخاريات وحجريات وتماثيل ومعادن واسلحة وزجاجيات وخشبيات ورخاميات متعددة الالوان، وجدرانيات وثريات ومخطوطات نادرة وايقونات وآيات قرآنية، وسجاد ونواويس واعمدة وتيجان، وحجارة منقوشة تمثل مختلف الحضارات الفينيقية والرومانية واليونانية والبيزنطية والفارسية، لاسيما منها العربية التي جمعها فرعون وأضاف عليها معوض مجموعة من مجوهرات يملكها، وتعود الى القرون السادس عشر والسابع والثامن عشر، وتضم قطعاً لها اهمية تاريخية، كالخاتم الذي كانت تضعه ملكة رومانيا، واسوارة لزوجة القيصر الروسي، والقطع التي ارتدتها اليزابيث الاولى يوم زفافها. وايضاً في القاعة التي كانت تضم مكتب فرعون، تعرض مكتبة كميل ابو صوان التي اشتراها معوض بقيمة مليون دولار، وتضم كتاب لامارتين الشاعر الفرنسي بخط يده، وأقدم قرآن مطبوع، اضافة الى لوحات فنية ورسوم اصلية، وصور ولوحات قديمة للقدس ومجموعات مخطوطات وكتب قديمة. حديقة آثار للقصر الذي يعود الى اوائل القرن الماضي، والمميز بهندسته ذات القناطر والعقود والنقوش لم يتغير من الخارج، بل تم ترميم واجهته، واقيم مدخل كبير جديد ودرج وشلالات مياه، اما الفناء فتحول حديقة آثار. ويعبر الزائر متحفاً خارجياً مستعرضاً معالم اثرية، وقطعاً كبيرة تم صفها وفق المراحل والفترات التاريخية، تبدأ من العصر الفينيقي وتمتد الى اليوم: اعمدة رومانية ويونانية (213 عاموداً) وتيجان وابواب ونواويس فينيقية ومصرية واجران وقواعد اعمدة وقطع حجرية منقوشة وبركة من القرن الثالث عشر وغيرها. ويشير المهندس حوراني الى انه تم تحويل الحمامات حالة عرض للسيراميك من القرن الخامس عشر والسادس عشر، وأثناء ترميم بعض القطع وجدنا عليها دمغة السلطان العثماني، وتطلب تاريخ القطع جهداً كبيراً، فالعديد منها كان موجوداً لدى فرعون، لكنه لم يعرف تاريخها تحديداً. وبعض الاشياء كلف ترميمها ووضعها وإبرازها أغلى من ثمنها، لكن المنطق لم يكن تجارياً بل ثقافياً محضاً. ولا ينسى حوراني أن يذكر، ان كلفة التأهيل من الداخل والخارج بلغت نحو 50 مليون دولار. وكان إعمار متحف جديد أرخص بالنسبة الينا، إلاّ أننا نريد المحافظة على رونق القصر وخصوصيته وأصالته، لانه يجمع ملتقى الحضارات الاسلامية والمسيحية كما اراد صاحب القصر السابق، وهو يحتوي على مجموعات من البورسلين الصيني والهولندي والسوري، وعلى فخاريات وزجاج مدخن جيء بها من جهات الشرق الاوسط الاربع. كما يحتوي على اسلحة قديمة وسجاد وزجاجيات لا مثيل لها فهنا تتساكن مختلف الثقافات القديمة والحاضرة في انسجام وتناغم في توزيع القطع الاثرية اللبنانية
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©