الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الملابس والقصات الغريبة» بين تقليد الغرب ومواكبة صرعات الموضة

«الملابس والقصات الغريبة» بين تقليد الغرب ومواكبة صرعات الموضة
9 أغسطس 2009 00:43
يجد الكثير من شباب قطر أن مفهوم التطور والثقافة هو بتقليد الآخرين، فبدأوا يلجأون إلى القصات والملابس الغريبة ليبدوا وكأنهم غريبو الأطوار، وباتوا مرصودين من الناس الذين لاحظوا هذا التغيير والفهم السلبي للتطور، وللأسف بعض الشباب الخليجي والعربي ذوو العادات والتقاليد الأصيلة والعريقة أصبحوا يقلدون هؤلاء ويكتسبون منهم ما هو سيئ في مجتمعاتنا، فمنهم من يقص شعره بطريقة غريبة يقلد بها إحدى الشخصيات الأجنبية، ومنهم من يلبس لباسهم غير اللائق بنا كعرب ومسلمين، ومنهم من يقلدهم بالحركات والتصرفات التي لا نجد لها أي معنى، وأيا كان هذا التقليد، فإن بعض الشباب يلجأ إليه من أجل لفت الأنظار ليس أكثر، بحيث يكون مغايرا عن بقية الشباب، ويلاحظه كل من يراه، لكن هناك بعض الناس يرونه غريب الأطوار، ولا يعجبهم شكله، لأنهم يستهجنون هذه التقليعات الدخيلة، وفي نفس الوقت يرى علماء الاجتماع والأخصائيون النفسيون أن المجتمع قد يعتاد مع مرور الزمن على هذه التقاليع، مع تزايد الشباب المقبلين على تقليد الأجانب بالقصات والملابس الغريبة. سلوكيات دخيلة ويقول الأخصائي حمد العلي: لعل الحديث عن القصات الغريبة والسلوكيات الدخيلة على المجتمع ذو شجون، والتركيز على انتقادها وتكثيف الوعي ضد مساوئها، وتكثيف الحملات الإعلامية ما هو إلا جزء من مهام المجتمع، لكن بالعلم النفسي تعتبر هذه السلوكيات نتيجة التأثير الإعلامي، ونتيجة محاولة البحث عن جديد لدى الشباب المراهق أو الكبار، حبا في التغيير ولكسر الملل من أشياء اعتادوا عليها، كما أن تصادم الحضارات، والعولمة أدت إلى تداخل الشعوب في بعضها، والشعب الأكثر حضورا اقتصاديا تكون عاداته وملابسه هي الأكثر تداولا لذا تقلده الشعوب الأخرى، فنجد أن الحضارة التي تكون قوية يتأثر الآخرون بها، ومن هنا تنشأ الموضات، والموديلات، فلا يمكن أن يكون اللباس الأفريقي أو الآسيوي موضة عالمية، لكن اللباس الغربي، وكل صرعة في الغرب نجد الشباب من الدول والقارات الأخرى يهرولون إليها، حتى وإن كانوا غير مدركين لتبعاتها، وليس لها أي بعد ثقافي في حياتهم الاجتماعية، ومثال على ذلك ملابس «الكابوي» وهو رداء رعاة البقر، يرتديه الرعاة أو الرجال في مناطق بأميركا، وهو زيهم الشعبي المعروف، وبالتأكيد أن هذا الزي تطور مع الأيام وتشكل حسب بيئة أولئك الناس، لكن في سنة من السنوات غزا العالم وبدأ الشباب بارتدائه وهو لا يمت له بصلة، وكل الهدف من ذلك هو التقليد، والهوس بالموضة، كما أصبحت هناك موضات لقصات الشعر الغريبة، ووضع دبابيس في الأنوف والآذان والألسنة، ويكون هذا السلوك ناتجا عن نقص في الشخص يحاول أن يتغلب عليه، ويكسره. غزو فكري يقول راشد المري: نحن نعلم أن اللباس حرية شخصية خاصة بكل إنسان، ونطالب شبابنا بأن يتمسكوا بلباسهم العربي الأصيل بدلا من العادات المكتسبة والدخيلة من الدول الغربية التي تختلف عنا بعاداتها وتقاليدها. ولا شك أن هذه الصرعات ما هي إلا غزو فكري سوف يؤثر علينا نحن كمواطنين، والمصيبة أن أصحاب التقليعات الغريبة باتوا كثرة في الأماكن العامة، والمجمعات، وأصبحنا نراهم في كل مكان، وبعضهم يثير الاستهجان، والأدهى من ذلك انتشار الأشخاص المقلدين للنساء، والمطلوب أن نتمسك بلباسنا وعاداتنا وفق قيمنا العربية والإسلامية التي يحثنا عليها ديننا. فلماذا يجب علينا فقط أن نأخذ سلبيات الغرب التي ستؤثر علينا وعلى أبنائنا وعاداتنا وتقاليدنا الحميدة؟ ولماذا لا نأخذ منهم ثقافتهم وعلمهم وإبداعاتهم الإيجابية التي نرى نتائجها بالعالم كله. مسايرة للموضة من جهة أخرى تحدثنا مع أحد الشباب ويدعى «عماد» والذي برر تفضيله للقصات الغريبة فيقول: لا أرى أي موانع في ارتداء أي شخص للزي الذي يريده، أو يراه مناسبا ولائقا عليه، كما أننا جزء من هذا العالم، فهل نلبس ونأكل غير الذي نراه ولا نختلط بهم، وما الذي يمنع لو ارتدينا ملابس حديثة «ستايل»، وماذا لو قصصت شعري بالطريقة التي أريد؟ .. هذه حرية شخصية، كما أنها لا تؤثر على أحد، ولا تساهم في هدم القيم الاجتماعية كما يقولون، وعليهم أن يدركوا أن العالم يسير في طريق التغيير والتطوير والتمازج بين الحضارات من كافة القارات، وتأثير الإعلام والانترنت لن يستطيع أحد منعه، ونحن شباب نساير الموضة وركب التطور لا غير ذلك وليس لدينا أي نوايا أو أهداف أخرى، بعيدا عن الذين يبكون على الأطلال. وأضاف: ملابسنا الجذابة التي تلفت النظر والانتباه، تشعرنا بالسعادة، ونحن نرى العديد من الناس في جميع الأماكن العامة التي نذهب إليها ينظرون إلينا وفي أعينهم علامات الإعجاب بلباسنا، فنحن نرتدي الملابس الواسعة التي تجعلنا نتحرك بها كما نشاء وليست الضيقة المشبهة بملابس النساء، كما وصفها البعض، فنطالب بتوفير محال في المجمعات التجارية وغيرها من المحال الخارجية مخصصة لبيع هذه الفئة من الملابس التي تعودنا عليها، وعلى لبسها منذ زمن بعيد. فإننا نبحث عنها ولا نجدها إلا بصعوبة فهي لا تتوافر في الدوحة ونجلبها من الخارج. كما أن قصات الشعر لا يوجد حلاقون مختصون في هذا المجال إلا قلة، ومعروف بين أوسط الشباب بأن هذه القصات والملابس بمصطلح «مودرن أو ستايل»، ولا نرى فيها تقليدا لأحد بقدر ما هي موضة وشيء شبابي يلائم طريقة عيشنا ويناسب أعمارنا.
المصدر: الدوحة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©