الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

النبي يوصي بالنساء خيراً

14 يونيو 2016 22:28
أحمد محمد (القاهرة) لما كانت طبيعة النساء الضعف وقلة التحمل، كانت العناية بهن أعظم، والرفق بهن أكثر. وتجلى ذلك في خلقه وسيرته على أكمل وجه، فحث صلى الله عليه وسلم على رعاية البنات والإحسان إليهن، يقول «من ولي من البنات شيئا فأحسن إليهن كن له سترا من النار»، بل إنه شدد في الوصية بحق الزوجة والاهتمام بشؤونها فقال «ألا واستوصوا بالنساء خيراً، فإنهن عوان عندكم ليس تملكون منهن شيئاً غير ذلك، إلا أن يأتين بفاحشة مبينة». وقال «استوصوا بالنساء، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء»، قال الإمام النووي، في الحديث حث على الرفق بالنساء والإحسان إليهن والصبر على عوج أخلاقهن، واحتمال ضعف عقولهن وكراهة طلاقهن بلا سبب، وأنه لا مطمع في استقامتهن، وقال القسطلاني، وفي الحديث الندب إلى المداراة لاستمالة النفوس وتألف القلوب، وفيه سياسة النساء بأخذ العفو عنهن والصبر على عوجهن، فإن من رام تقويمهن فاته الانتفاع بهن، مع أنه لا غنى للإنسان عن امرأة يسكن إليها ويستعين بها على معاش. كانت المرأة قبل الإسلام مهضومة الحقوق مسلوبة الإرادة مغلوبة على أمرها، متدنية في مكانتها، انتهى بها الأمر إلى وأدها، في الجاهلية، ثم جاءت شريعة الإسلام فأوصت بإعلاء شأنها، وجعلتها شقيقة الرجل في جميع الأحكام الشرعية. وقال «من عال جاريتين حتى تبلغا، جاء يوم القيامة أنا وهو هكذا، وضم أصابعه»، وقال صلى الله عليه وسلم من ابتلي من البنات بشيء فأحسن إليهن، كن له ستراً من النار»، وقال صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصدقة إعالتك ابنتك الفقيرة التي رفضها زوجها، وليس لها غيرك». وضرب صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في التلطف مع أهل بيته، حتى إنه كان يجلس عند بعيره فيضع ركبته وتضع صفية رضي الله عنها رجلها على ركبته حتى تركب البعير، وعندما تأتيه ابنته فاطمة رضي الله عنها يأخذ بيدها ويقبلها، ويجلسها في مكانه الذي يجلس فيه. وكان من أخلاقه صلى الله عليه وسلم أنه جميل العشرة، دائم البشر، يداعب أهله، ويتلطف بهم، ويوسعهم نفقة، ويضاحك نساءه، حتى إنه كان يسابق عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، يتودد إليها بذلك، قالت سابقني رسول الله فسبقته وذلك قبل أن أحمل اللحم، ثم سابقته بعد ما حملت اللحم فسبقني فقال: «هذه بتلك»، ويجتمع نساؤه كل ليلة في بيت التي يبيت عندها فيأكل معهن العشاء في بعض الأحيان. ويشبه الرسول صلى الله عليه وسلم النساء بالقوارير، إشارة إلى ما فيهن من الصفاء والرقة، وإلى ضعفهن وقلة تحملهن، ولذا فإنهن يحتجن إلى الرفق، كان في بعض أسفاره ومعه نساء منهن أم سليم، وغلام أسود يقال له أنجشة يحدو، فقال له صلى الله عليه وسلم: «يا أنجشة رويدك، رفقا بالقوارير».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©