السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ترك الحجاب ذنب عظيم.. وفي رمضان أعظم

ترك الحجاب ذنب عظيم.. وفي رمضان أعظم
14 يونيو 2016 03:55
القاهرة (الاتحاد) مع هلال شهر رمضان من كل عام تتوجه شريحة واسعة من المسلمات إلى المساجد، والالتزام بالأوامر والتعاليم الإسلامية، تماشياً مع الأجواء الروحانية في الشهر الكريم، حيث تعمر المساجد، خاصة في صلاة التراويح، ويقلع البعض عن العادات السيئة، فيما تلجأ الفتيات والنساء غير المحجبات إلى ارتداء الحجاب فلشهر رمضان أجواؤه الخاصة التي تميزه، ونجد بعض الفتيات يتأثرن كثيراً بهذه الأجواء لدرجة أنهن يرتدين الحجاب، ولكن يسارعن لخلعه بمجرد أن ينتهي الشهر. أَبْوَابُ السَّمَاءِ وارتداء الحجاب خلال شهر رمضان ظاهرة، لما يتميز به الشهر الفضيل كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أَتَاكُمْ شَهْرُ رَمَضَانَ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ مِرَدَةُ الشَّيَاطِين»، ويقول علماء الدين في الحديث دلالة على أن دواعي الشر تقل خلال شهر رمضان، بينما دواعي الخير تكثر، وهو ما يبرز التزام الناس بالعبادات والابتعاد عن المعاصي. والمرأة مطالبة شرعاً بارتداء الحجاب في جميع شهور السنة ومطالبتها بذلك يستوي فيها رمضان وغيره، وتركها الحجاب ذنب عظيم، وهو في رمضان أعظم، وينبغي أن تعلم أن معاودة لبس الحجاب في رمضان توبة، ومن شروط قبول التوبة عدم وجود إصرار مسبق على معاودة المعصية، فإذا كانت لبسته في رمضان وهي تصر على نزعه بعده، فقد فقدت توبتها شرطاً من شروط قبولها، فإذا أرادت المرأة أن تتخلص مما مضى منها من تبرج وسفور، فعليها أن تعاود الحجاب معاودة غير مصحوبة بأي إصرار على التخلص منه لاحقاً. والالتزام بالزي الشرعي فرض على نساء وبنات الأمة الإسلامية، فهو عمل صالح، لكن أفسدته النية السيئة المسبقة، فكل من ترتدي الزي الشرعي في رمضان فقط، مع تبييت نية التخلي عنه بعد رمضان، فقد أفسدته لأن النية تسبق العمل وتقترن به، ورب رمضان هو رب غيره، والعبرة من هذا الشهر الجليل أن تتدرب المرأة على التزام كافة الأوامر الربانية حتى تصير خلقاً وطبعاً كريماً فيها، وليس كما يفعل كثير من الناس بالتزامهم أموراً في رمضان، فإذا ما انقضى انقضت. ولجوء بعض النساء والفتيات إلى الحجاب خلال شهر رمضان نوع من الرغبة الفطرية في سلوك مسلك الحشمة والحياء، لأنه خصلة مستوطنة في أخلاقهن رغم بعض التهاون في تطبيق ذلك عملياً، وهذا دليل على أن الخير موجود في هؤلاء النساء، ويجب الأخذ بأيديهن من أجل دعوتهن بالحسنى ومخاطبتهن بما يفهمن ليتعظن، ويعتبرن الحجاب فرضاً لا يصح للفتاة المسلمة الحياة بدونه. ويقول تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ...)، «سورة الأحزاب: الآية 59»، وقد لقيت المرأة المسلمة من التشريع الإسلامي عناية فائقة تصون عفتها، وتجعلها عزيزة الجانب سامية المكانة وما صنعه الإسلام وقاية لها من المهانة، وقد أمر الله سبحانه وتعالى النساء بالحجاب فقال عز وجل: وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ...)، «سورة النور: الآية 31»، وقال سبحانه: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ...)، «سورة الأحزاب: الآية 33». وقد جعل الله التزام الحجاب عنوان العفة ليستر النساء لأنهن عفائف مصونات فلا يتعرض لهن الفساق بالأذى ووصف الحجاب بأنه طهارة لقلوب المؤمنين والمؤمنات ويقطع أطماع مرضى القلوب والله سبحانه وتعالى لم يخاطب بالحجاب إلا المؤمنات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©