الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

15 مليار دولار التبادل التجاري مع كوريا الجنوبية

15 مليار دولار التبادل التجاري مع كوريا الجنوبية
7 ابريل 2018 21:56
أحمد عبد العزيز (أبوظبي) أكد السفير عبد الله سيف النعيمي، سفير الدولة لدى جمهورية كوريا الجنوبية، أن التبادل التجاري بين البلدين حقق أداءً جيداً خلال الأعوام الماضية، مشيراً إلى أن حجم هذا التبادل قد بلغ 14.93 مليار دولار خلال عام 2017، وذلك بزيادة بلغت حوالي 16.5% من ما كان عليه في عام 2016، والذي سجل حجم تبادل تجاري 12.81 مليار دولار، مؤكداً أن العلاقات بين الإمارات وكوريا تشهد تطوراً ملحوظاً، وقد تمت ترقيتها إلى «علاقات استراتيجية خاصة»، حيث تعتبر دولة الإمارات وجمهورية كوريا دولتين صديقتين. وقال السفير النعيمي في حوار خاص لـ«الاتحاد»: «إن التقارب بين البلدين في هذه المرحلة، يعد من الأمور المهمة، حيث إن الشراكة الاستراتيجية الخاصة التي أعلنت بين البلدين خلال زيارة الرئيس الكوري للدولة (الأيام الماضية) قد فتحت المجال أمام التعاون الثنائي، بما يتجاوز مجالات التعاون التقليدية إلى مجالات جديدة، تنفيذاً لتوجهات البلدين المستقبلية. وتدعم دولة الإمارات الموقف الكوري الجنوبي في القضايا السياسية، مثل القضية النووية لشبه الجزيرة الكورية، وغيرها من المواقف السياسية الأخرى». وأضاف أن الزيارة التي قام بها فخامة مون جيه إن رئيس جمهورية كوريا الجنوبية إلى دولة الإمارات، خلال الأيام الماضية، تأتي في إطار حرص قيادة البلدين ومتابعتها لمجرى المشاريع الاستراتيجية القائمة بين الجانبين وبحث سبل توسيع الشراكة إلى مجالات جديدة، وذلك بما يخدم المصالح المشتركة بين البلدين وشعبيهما الصديقين، مشيراً إلى أن الزيارة بمثابة الدعم لعلاقات الشراكة التي تربط بين البلدين، والتي تجاوزت اللقاءات الرسمية التي تعقد على مستوى القيادة إلى لقاءات غير رسمية، مثل الرحلة التي قام بها فخامة الرئيس الكوري «مون» في الصحراء في منتجع السراب، ولقاء عقيلة فخامته بسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، «أم الإمارات»، وغيرها من اللقاءات التي لها دور كبير في توطيد العلاقات بين البلدين، وترقيتها إلى آفاق أوسع وأرحب. مناخ استثماري واعد وأشار السفير النعيمي إلى أن حجم الاستثمارات بين البلدين 1.85 مليار دولار، منها 1.4 مليار دولار استثمارات كورية في الدولة، وتتمثل أهم القطاعات التي تستثمر فيها المؤسسات والشركات من الدولة في جمهورية كوريا في مجالات الموانئ والعقارات ومجال البحث والتنقيب عن النفط والغاز وصناعة وتسويق الألمنيوم وقطاع الشحن وتجارة الجملة والتجزئة وقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات. بينما تتمثل أهم مجالات الاستثمارات الكورية في الدولة في الطاقة والمواصلات والتكنولوجيا. وفيما يتعلق بالنفط، لفت إلى أن دولة الإمارات تأتي في مرتبة متقدمة ضمن الدول المزودة لجمهورية كوريا باحتياجاتها النفطية. كما تمثل الصادرات النفطية لدولة الإمارات نصيباً كبيراً من صادرات الدولة لجمهورية كوريا، حيث شكلت هذه الصادرات 6.99 مليار دولار من أصل 9.55 مليار دولار إجمالي الصادرات في عام 2017 (ما يزيد على 70% من الصادرات). اتفاقات جديدة وعن الاتفاقيات المستقبلية، قال السفير النعيمي: «اتفق الجانبان خلال الجولة السادسة من اجتماعات اللجنة الاقتصادية المشتركة التي عقدت في سيؤول أوائل مارس 2018، على توقيع العديد من الاتفاقيات في مجالات الطاقة والطاقة المتجددة، والبنية التحتية، والصناعة والتجارة والابتكار والشركات الصغيرة والمتوسطة والعلوم، والتمويل والخدمات العامة وحقوق الملكية الفكرية والعلوم وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والفضاء وغيرها. وخلال زيارة فخامة الرئيس الكوري «مون جيه إن» للدولة هذا الأسبوع وقع الجانبان على العديد من مذكرات التفاهم في مختلف المجالات الاقتصادية، وذلك تمهيداً للوصول إلى اتفاقيات بشأنها، ومن ذلك مذكرة تفاهم بين وزارة الاقتصاد بالدولة ووزارة الشركات الصغيرة والمتوسطة والناشئة الكورية بشأن التعاون في مجالات المشروعات الصغيرة والمتوسطة والابتكار، مذكرة تفاهم بين وزارة الاقتصاد بالدولة والمكتب الكوري للملكية الفكرية للتعاون في إعداد نظام متطور لإدارة براءات الاختراع في الدولة، ومذكرة تفاهم بين دائرة التنمية الاقتصادية أبوظبي ووزارة العلوم وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات الكورية للتعاون في مجال العلوم، ومذكرة تفاهم بين دائرة الطاقة أبوظبي ووزارة التجارة والصناعة والطاقة الكورية للتعاون في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة، وغيرها». مستقبل العلاقات وعن الرؤية المستقبلية للعلاقات بين البلدين، قال السفير النعيمي: «إن جمهورية كوريا الجنوبية شريك استراتيجي خاص لدولة الإمارات، وعليه نتوقع دعماً أكبر من جمهورية كوريا لدولة الإمارات ومواقفها في قضايا الشرق الأوسط. وفيما يتعلق بالوجود الكوري الجنوبي في قضايا الشرق الأوسط سواء في الأزمة السورية أو القضية الفلسطينية أو ثورات الربيع العربي، نجد أن جمهورية كوريا لا تتوانى في تقديم الدعم الإنساني للدول التي تعاني من الكوارث الإنسانية، مثل سوريا واليمن ومخيم الزعتري في الأردن، كما تشارك كوريا الجنوبية بقوات لحفظ السلام في لبنان والسودان، وبالنسبة لدولة الإمارات، فإنها ستظل على موقفها المتسق مع الموقف الدولي والرافض للتسلح النووي في منطقة شبه الجزيرة الكورية، وحل القضية النووية بالطرق السلمية». وأضاف: «من أهم التطورات التي طرأت على العلاقات الدبلوماسية المشتركة بين البلدين هو ترقية العلاقات إلى علاقات شراكة استراتيجية خاصة، تزامناً مع الزيارة التي قام بها فخامة الرئيس الكوري «مون جيه إن» إلى الإمارات». أثر الإعفاء ومن أهم الدلائل على تطور العلاقات بين البلدين هو إعفاء مواطني الدولة من تأشيرة الدخول لكوريا الجنوبية، وأكد السفير النعيمي أن إعفاء مواطني الدولة من تأشيرة الزيارة إلى كوريا يساهم من دون شك في زيادة عدد المواطنين الزائرين إلى جمهورية كوريا، نظراً للشعبية التي تحظى بها كوريا الجنوبية في دولتنا، لاسيما بين فئة الشباب المنجذبة إلى الثقافة الكورية الحديثة كالأغاني الشبابية المسماة بـ كيه بوب، والمسلسلات والأفلام الكورية والفنون التقليدية ورياضة التايكوندو وحتى الطعام الكوري. وقال: «كذلك، فقد أصبح هناك اهتمام متزايد على المنتجات الكورية، خاصة الأجهزة الإلكترونية الحديثة وأدوات التجميل لدى النساء. وهذا الإقبال والوجود القوي سيتم تعزيزه بالمزيد من الزيارات التي يقوم بها السياح في المستقبل. ففي الوقت الحالي، أصبح من الصعب أن تجد مقعداً على متن رحلات طيران الاتحاد وطيران الإمارات من وإلى اينتشون/&rlm&rlm&rlm سيؤول، مما يدل على الإقبال المتزايد على الزيارات بين البلدين». التعليم والثقافة ولفت السفير النعيمي إلى أن هناك أعداداً كبيرة لطلاب دولة الإمارات من الذين يتلقون التعليم في جمهورية كوريا، وبالطبع هناك زيادة مقارنة بالسنوات الماضية. وكل عام يشهد عدد الطلاب الإماراتيين زيادة نظراً للمكانة الرائعة التي تتمتع بها الجامعات الكورية بشكل عام والتعليم الكوري بشكل خاص، وهو ما يلمسه أبناؤنا من خلال دراستهم في جمهورية كوريا، حيث يدرس الطلاب الإماراتيون في مجالات عديدة، منها العلمي ومنها الأدبي، ولكن وفقاً لإحصاءات السفارة، فإن أغلب الطلاب يدرسون في مجال العلاقات الدولية، الهندسة النووية، الهندسة الكيميائية والبيولوجية، علوم الطيران، الأدب الكوري، العلوم الإنسانية، وغيرها من المجالات. واختتم السفير النعيمي حديثه بالرغبة التي أبداها الطلاب المواطنون، نظراً للإقبال الشديد على تعلم اللغة والثقافة الكورية، فإنه ليس من المستبعد أن يتم افتتاح مركز ثقافي كوري آخر في الإمارات، وهو مطلب، كثيراً ما ورد إلينا كسفارة عن طريق الطلاب الذين يأتون إلى كوريا الجنوبية، خاصة بغرض الزيارة أو ضمن برامج التبادل الطلابي. مفاعل «براكة» أوضح سفير الدولة لدى سيؤول أن دولة الإمارات تحمل رسالة مهمة للعالم مفادها التزامها بالاتفاقيات والمواثيق الدولية الخاصة بالحد من انتشار الأسلحة النووية، وكذلك التزامها بمعايير السلامة النووية، حيث إنها تراعي كل هذه المواثيق والاتفاقيات في تطوير وتشغيل هذه المحطات والوقود المستخدم فيها بكل شفافية، وكذلك فإن اختيار الطاقة النووية الكهربائية يعني أن الدولة تسير في اتجاه الجهود المبذولة على المستوى الإقليمي والدولي في مجال صيانة البيئة الطبيعية والحد من انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري والتغير المناخي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©