السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ثاني جمعة بالرقاد: العمل الإنساني.. غذاء للروح وبناء للمجتمع

ثاني جمعة بالرقاد: العمل الإنساني.. غذاء للروح وبناء للمجتمع
14 يونيو 2016 13:59
موزة خميس (دبي) أنواع العمل الإنساني كثيرة، يقوم بها الإنسان من دون انتظار أي أجر، فهو تحث عليه الأديان، لذا يجب أن يكون من ضمن فطرة الإنسان. ومن فوائده أنه يعود على الجميع بقيمة تؤثر إيجابياً على الروح والجانب الاجتماعي للإنسان، وبها خير للمجتمع، وبما أننا نعيش ضمن مجتمع، فذلك يعني أننا لسنا بمعزل عن الآخرين، ولذلك فإن ما نقدمه من خدمات إنسانية له أبعاد وأثر طيب وإيجابي. لا شك في أن فئة المعاقين هي جزء من نجاحات دولة الإمارات، وربما نلاحظ دوماً مدى الإنجازات التي تتحقق على أيديهم في المحافل الدولية في المجال الرياضي، كما أنهم جزء من عجلة التنمية وسوق العمل، وكي يتحقق ذلك كانت هناك شخصيات قد أعطت من دون انتظار مقابل، لأجل أن يكون ذوو الإعاقة أعضاء فاعلين أينما عملوا أو شاركوا، ومن بين تلك الشخصيات ثاني جمعة بالرقاد رئيس مجلس إدارة نادي دبي للمعاقين، فهو ليس مجرد موظف يتقاضى راتباً، وإنما هو محب لعمله متفانٍ في أداء واجباته، من أجل تحقيق أحلام أو أهداف أو مبادرات للمعاقين، وفي بداية حديثه عن الأعمال الإنسانية ومشاركته فيها، قال: «نحن مجتمع توارث العمل والعطاء الإنساني، وقد تجاوزنا منذ فكرنا في العطاء انتظار المردود المادي، فعملنا لا يقتصر على إتاحة الفرصة للمعاق في أن يكون عضواً في النادي، وإنما توفير الإمكانات كافة التي تتيح له التدريب متجهزاً بالاحتياجات كافة، وفوق ذلك نمنحهم الوقت بأن نلتقي بهم ونستمع اليهم، كما عملت ضمن الفريق بالسعي من خلال هذا المرفق إلى تقديم خدمات علاجية وتربوية متكاملة، وقد مررت بمناصب عدة، كلها تطوعية، وكل ذلك لخدمة الآخرين، متسلحاً بتجربتي وخبراتي، ونادي دبي للمعاقين». دور تنموي وأشار ثاني جمعة بالرقاد، إلى أن نادي دبي للمعاقين تأسس عام 1993، وأحرز عام 2013 لقب النادي المتميز في جائزة التفوق الرياضي من مجلس دبي الرياضي، ويهدف النادي إلى تهيئة ذوي الإعاقة بدنياً ونفسياً، للقيام بدورهم التنموي في المجتمع، في المجالات الرياضية والثقافية والاجتماعية، وكل ذلك بحاجة إلى وقفة إنسانية مع كل من يحيط بك، فهؤلاء أخوة وأبناء لابد من التعامل معهم، مثلما يتم التعامل داخل الأسرة حين يحتاج عضو إلى مساندة، وتم تغيير اسم النادي من نادي دبي للرياضات الخاصة ليتوافق مع القوانين الدولية، وإعلان المعاقين الدولي. محافل دولية وأضاف بالرقاد، أن الكثير من المشاعر الإيجابية التي تنعكس على الذات تكون بسبب العمل الإنساني، والعطاء والوجود مع أشخاص هم بحاجة إلى وقوفنا معهم، ربما لا يكونون بحاجة إلى المال ولكنهم بحاجة إلى الوقوف بجانبهم ومساعدتهم على إنجاز أمور حياتية، ونحن لا نألو جهداً في تسخير الإمكانات كافة المتاحة للأعضاء باختلاف إعاقاتهم، وتوفير عدد كبير من الرياضات التي تتناسب مع قدراتهم، وأيضاً نهتم بتنمية مواهبهم الأخرى، فالحياة بها احتياجات أخرى إلى جانب الرياضة. كما يحرص النادي على المشاركة في الاستحقاقات الرياضية محلياً ودولياً، ما أسفر عن اعتلاء لاعبي النادي منصات التتويج في محافل دولية ومحلية، وجنباً إلا جنب أولى النادي اهتماماً بثقافة أعضائه باعتبارها مكملاً للبناء الإنساني، حيث عمل الجميع في النادي على الاهتمام بالأنشطة الثقافية والدينية، وذلك بتنظيم محاضرات وندوات ومسابقات تعزز القيم الإنسانية للأعضاء، لأن ابني أو ابنتي أو أخي أريد له عندما أرعاه أن يتمكن من بناء شخصيته، وأيضاً النادي يركز دائماً على الأنشطة الاجتماعية لتعزيز الوعي الوطني، وغرس روح الانتماء والعطاء للوطن، وتم إنشاء قسم خاص بالفتيات ليكون للفتاة دور تشارك به في النادي، فبجانب أنشطة الفتيات الرياضية يتم تنظم ورش عمل ودورات، لتعليم الفتيات بعض الأنشطة الحرفية التراثية والخياطة والتطريز والأشغال اليدوية. دعم مادي ومعنوي وأوضح بالرقاد: أعشق العمل مع المعاقين، وهذا النادي به شخصيات تجاوزت الصعاب لأجل أن يعرف الجميع أن لا فرق بين معاق وسوي، فربما هناك إنسان ليس لديه إعاقة ولكنه معاق فكرياً لأنه لم يتعب على نفسه ولم يثقف الروح بداخله، وربما رجل ليس به إعاقة ولكنه لا يؤدي أي عمل وينتظر أن يأتي له كل شيء بسهولة، وقد كانت البداية لهذا النادي عام 1988، حيث انطلقت الفكرة إلى حيز الوجود فتشكلت لجنة لرياضة المعاقين، وأصبح لهم صيت، خاصة أنهم دائما ما يتميزون ويجلبون الميداليات بالنتائج المتميزة، الأمر الذي حول اللجنة إلى نادي أُشهر رسمياً عام 1993 بإمكانات مادية وفنية متواضعة جداً. احتواء الجميع وأكد بالرقاد، أننا إلى جانب عملنا مع المعاقين هنا داخل الدولة، فلدينا مشاركات خارجية، وكل ذلك يصب في صالح أبنائنا، والعمل مع المعاقين أصبح إنسانياً، فعندما تعمل لأجل شخص لابد أن تكون على قدر المسؤولية، وتشعر أن من حولك هم جزء منك وبحاجة إلى رعايتك، ومن لا يشعر بأهمية العمل الإنساني بحب وأخوة وبشعور الوالد أو الأخ، عليه أن يعي كيف يكون ذلك الشعور الجميل عند تقديم خدمة ما، فنحن من بحاجة إلى أن نشعر بالامتنان، ونحن بحاجة إلى أن نتعلم دائماً كيف يكون العطاء، وخلال السفر للمشاركات الخارجية عليَّ أن أكون ذلك الوالد والأخ والصديق، بحيث أحتوي الجميع وأشعرهم بأهميتهم، وأن الدولة كلها تنتظر منهم التميز، ليس فقط في الرياضة وإنما في الأخلاق أيضاً. رسالة للعالم قال ثاني جمعة بالرقاد: عندما نشارك في الأيام العالمية مثل اليوم العالمي للصم، أو غيرها من الأيام، إنما نجتهد لإيصال رسالة للعالم بما تحقق لأبنائنا، وعندما شعرنا كأعضاء في النادي أننا بيت واحد، ساعد ذلك على بناء نسيج ثقافي ضمن أسرة واحدة، فأصبح الكل يتنافس للخدمة، وبالنسبة لي لم أندم يوماً على قضاء جل حياتي في النادي، فالعمل التطوعي متعة وهو ليس مجرد خدمة نؤديها لشريحة ما، ولكنه مكسب للروح ورصيد من الصداقة والمعرفة كما أن الخدمات تمنحنا طاقة إيجابية، فالرياضة وسيلة وليست هدفاً، فالجميع هنا لخدمة الوطن، ومن يخدم الوطن لابد أن نوفر له كل السبل، واليوم نقدم خدمات لعدد يتراوح بين 300 و400 معاق الى جانب توظيف 80 في المائة من المعاقين في إمارة دبي، ونحن نتناول الموضوعات كافة المتعلقة بالخدمات الإنسانية بكل شفافية وإحساس ورضا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©