إشارات المرور الذكية تمنع الحوادث وتوفر الوقت والوقود

عندما عمد مسؤولو أمن الطرق في ولاية يوتا الأميركية إلى استخدام مجموعة من إشارات المرور الذكية في خمسة تقاطعات للشوارع، فلقد حرصوا على تكليف مراكز البحوث المتخصصة بأمن الطرق والمواصلات بإجراء دراسات مفصلة حول نتائج استخدامها. وما لبثوا أن خرجوا بالنتائج التي تفيد بأن تقاطعات الشوارع الخطيرة التي كانت تشهد حوادث متكررة أصبحت أكثر أمناً. ونشر مركز بحوث تكفل بمتابعة هذه الدراسة بنشر النتائج في مقال مفصّل مدعّم بالإحصائيات نشر في دورية “هندسة النقل” التي تصدر في الولايات المتحدة. ومن بين أهم فوائد هذه الإشارات التي أثبتتها الدراسة، هي التي تكمن في انخفاض سرعة السيارات عند وصولها إلى كل واحد من التقاطعات الخطيرة بمعدل يتراوح بين 8 و16 كيلومتراً في الساعة بعد تنصيب الإشارة. وتم تعليق هذه الإشارة الذكية في المكان المناسب بحيث يراها السائقون بسهولة. وهي تتضمن لوحة إلكترونية تظهر فيها عبارة “استعد للوقوف” عندما تقترب الإشارة القريبة من الإضاءة باللون الأحمر. وبسبب هذه الإشارة الذكية التي تتصل بالنظام الإلكتروني لإدارة المرور، انخفض معدل عدد السيارات التي تسجّل مخالفة تجاوز الإشارة الحمراء من 5 سيارات في كل ألف سيارة إلى سيارة واحدة في الألف. ويفسّر الخبراء هذا التطور الإيجابي في أن اللوحة الضوئية التي تشير مسبقاً إلى اقتراب لحظة اشتعال الإشارة الحمراء، تمنح السائق وقتاً إضافياً للتوقف عندما يكون منطلقاً بسرعة عالية. وهذا ما شجع إدارة المرور إلى نشر استخدام مثل هذه الإشارات التي من شأنها تخفيض عدد الحوادث الخطيرة التي كانت تسجّل في هذه التقاطعات الخطيرة. وبالرغم من أن هذا الابتكار الذي يستفيد منه سائقو ولاية يوتا، لا ينطوي على قدر كبير من الذكاء، إلا أنه يؤكد على الدور الكبير الذي يمكن أن تلعبه إشارات المرور الذكية في توفير الأرواح وتخفيض معدلات التلوث واستهلاك الوقود. وتعمل مراكز البحوث في العديد من دول العالم على ابتكار إشارات ضوئية يمكنها أن تنظّم المرور على النحو الذي لا يضيع فيه السائقون وقتهم وهم يتوقفون من دون داعٍ على إشارة حمراء بالرغم من خلو الطرق تماماً من السيارات. ويقول الخبراء إن ما يدعو للأسف الشديد هو أن كافة أوجه النشاط البشري شهدت في الآونة الأخيرة تطوراً كبيراً عندما اخترقتها عناصر الذكاء الاصطناعي عبر بوابة الحلول الرقمية، ما عدا إشارات المرور. عن موقع newscientist.com وموقع foxnews.com