الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الصناديق الاستثمارية الكبرى تراهن على المشاريع الزراعية

الصناديق الاستثمارية الكبرى تراهن على المشاريع الزراعية
14 يونيو 2008 01:20
تشهد الأسواق العالمية هذه الأيام تدفقاً غزيراً لأموال الصناديق الاستثمارية الموظفة في مشاريع إنتاج القمح والذرة وفول الصويا، ويفضل بعض كبار المستثمرين المراهنة على الاستثمارات الزراعية طويلة الأجل بشراء المزارع ومصانع الأسمدة وآلات مناولة الحبوب والبواخر المتخصصة بنقلها عبر البحار· وعمد مستثمر منفرد لشراء عدة مصانع لتحضير الإيثانول تم بناؤها في حقل شاسع لزراعة الحبوب في كندا ثم اشترى مستودعات ضخمة للتخزين في منطقة الغرب الأوسط الأميركية التي تشتهر بإنتاج القمح· كما تعتزم ثلاث شركات استثمارية في نيويورك تضم ''مجموعة صندوق بلاك روك''، استثمار مئات ملايين الدولارات في المشاريع الزراعية، وتمتد الأراضي التي اشترتها الشركات الثلاث لهذا الغرض بين الصحراء الأفريقية الكبرى وسهول إنجلترا· ويقول براد كول رئيس شركة ''كول بارتنيرز آسيت مانيجمنت'' التي تدير باقة من صناديق التحوّط التي تستثمر في المصادر الطبيعية: ''نحن الآن على مشارف عصر ازدهار حقيقي للملكية الزراعية؛ وقد بدأت هذه الظاهرة تتجلى بوضوح في مزارع الولايات المتحدة والأرجنتين وبريطانيا، حيث تتضاعف عوائد الاستثمار الزراعي بشكل متواصل''· ويمكن لهذا الرهان على الاستثمار في القطاع الزراعي أن يساهم في زيادة إنتاج المحاصيل في وقت يبدو فيه أن العالم مستعدّ لامتصاص كل ما يتم إنتاجه منها· وتركّز استراتيجيات أصحاب الصناديق الاستثمارية على زيادة الإنتاجية الزراعية من خلال البحوث العلمية وابتداع تكنولوجيات جديدة للحرث ونشر البذور والحصاد وصناعة الأسمدة وتحديث منشآت المناولة والتحميل والنقل· إلا أن النتائج بعيدة المدى التي يمكن أن تترتب على هذا الاستنزاف المفرط للأراضي ليست واضحة المعالم، ويرى بعض اللاعبين التقليديين في الاقتصاد الزراعي، إلى جانب أولئك الذين كرّسوا حياتهم المهنية لدراسة وتشكيل السياسات الزراعية الجديدة، أن اهتمام القادمين الجدد إلى هذا الميدان الاستثماري ينصبّ على جني الأرباح دون الاهتمام بأي شيء آخر، ومن شأن ذلك أن يسبب أضراراً للبيئة والمستهلكين على حد سواء· ويقول جيفري هينلاين رئيس شركة ''أدفانس تريدينج'' المتخصصة بالمضاربة في أسواق المحاصيل الزراعية ويوجد مقرها في ولاية إلينوي: ''يمكن ألا تمثل الاستثمارات الزراعية أكثر من فقاعة شبيهة بالفقاعة العقارية لولاية فلوريد التي شهدت الكثير من التضخم ثم ما لبثت أن انفجرت''· ويبدو بوضوح أن بعض الصناديق الاستثمارية لم تكترث لمثل هذا الجدل، بل فضلت بدلاً من ذلك الانطلاق في مشاريعها من دون طويل بحث في التداعيات والعواقب، ومن الأمثلة عن هذا التوجّه أن صندوق ''وايتبوكس أدفايزورز'' للتحوّط في مينيابوليس عمد مؤخراً لشراء العشرات من صوامع تخزين ومناولة الحبوب التي تبلغ مجمل طاقتها الاستيعابية 36 مليون جوال· ويقول أكسيل هينش المدير التنفيذي لشركة ''كاليكس آجرو'' المتخصصة بالاستثمار الزراعي: ''كلنا نلاحظ كيف أن الطلب العالمي على الغذاء والطاقة يتزايد كل يوم بشكل كبير، وسوف تركز استثماراتنا في هذا المجال على شراء أحدث التكنولوجيات لتطوير البنى التحتية الزراعية؛ ولا شك أن المستهلكين سوف يشعرون بالرضى عندما يلاحظون وجود مصادر جديدة لتموين الأسواق بالمحاصيل الزراعية التي تحظى بطلب كبير''· وكانت تقارير سابقة قد أشارت إلى أن جملة من العوامل السوقية لعبت دورها في حثّ كبريات الصناديق الاستثمارية على شراء الأراضي الزراعية من أهمها التراجع الكبير الذي طرأ على أسعار العقارات التجارية والسكنية، ويشير أحد هذه التقارير إلى أن الزراعة أصبحت الآن الخيار المفضل للمستثمرين الباحثين عن ملاذ آمن لأموالهم''· وكان لابد لهذا الإقبال الكبير على شراء الأراضي أن يؤدي إلى ارتفاع أسعارها التي تضاعفت في دول الاتحاد الأوروبي وروسيا والدول الاسكندنافية· ويبدو أن ذلك سوف يدفع الكثير من الصناديق الاستثمارية إلى تشغيل أموالها في الإنتاج الزراعي في دول تتميز بأراضيها الخصبة الشاسعة والتي لم تشهد مثل هذا الارتفاع الكبير في أسعارها كالسودان وبعض دول أفريقيا الوسطى والشرقية· عن إنترناشونال هيرالد تريبيون و وول ستريت جورنال
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©