السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قرارات عربية

14 يونيو 2008 01:08
حقيقةً·· لا تسعني الكلمات في وصف سعادتي عند ظهور أول خيوط قضيتنا العربية، وأعترف بأن كلماتي -سابقاً وحاضراً- لم تكن الأولى التي سعت جاهدةً لانتشال (لغتنا الأم) من براثن الاندثار، ولم تكن - هي وغيرها- من الأنامل الذهبية تسعى إلى إهمال بقية لغات العصر الحديث، بقدر ما سعت إلى إعطاء كل ذي حق حقه· دفعة قوية إلى الأمام·· انطلقت مع الأخبار التي زفت من مجلس الوزراء والذي أصدر قراراً باعتماد العربية لغة رسمية في جميع المؤسسات والهيئات الاتحادية في إمارات الدولة، وتعريب المعاملات والخطابات والمراسلات بين شركات الدولة، ثم إدخال العربية في نظام التعليم إلى المدارس وحتى الجامعات، قرارات أعادت إلى لغتنا العربية هيبتها وقيمتها أمام نظيراتها من اللغات، وأعادت إلى كثير من نخبة الكتاب والأوساط المختلفة، تلك الثقة التي قد دفنت مع عنفوان التلاشي والزوال، وكنت على يقين تام بأن اللغة الإنجليزية والهندية والفارسية تحتل المراتب الأولى في الدولة منافسةً للعربية كما صرحت إحدى الصحف، وأرجعتها برأيي لقوة بعضها·· ولانتشار العمالة الأجنبية التي تفرض سيادة بعضها الآخر، وأرجع غيري سبب تفشي بقية اللغات الدخيلة تماشياً وتجاوباً مع (السوق التجاري)، لكن ما أذهلني هو منافسة العديد من أضعف لغات العالم وجرأتها في الوقوف أمام لغتنا الجليلة، لغة الأدب والبلاغة·· والشعر والفصاحة··!! وقد ترنم الشاعر حافظ إبراهيم - على الرغم من امتزاج دمه العربي بالدم التركي- باللغة العربية، وخطّ أبياتاً بلسان حالها وهي تنعى حظها: أرى لرجال الغرب عِـزاً ومنعـةً وكم عــز أقـوامٌ بعـز اللغاتِ أتوا أهلهم بالمعجزات تـفـنُّـناً فيا ليتكـم تأتـون بالكـلمات أيطربكم من جانب الغرب ناعبٌ ينادي بوأدي في ربيع حياتي لن أطيل في الحديث عن لغتي الحبيبة، فالقرارات صائبة·· والتفاعل قائم، وأنتم وأبناؤكم أحق وأولى بالتحدث بها وعنها والحفاظ عليها، بدلاً من أن نراها اليوم ملطخة في قوائم الطعام أو فواتير المصبغات أو في الألسن الملونة وقد حذفوا من كلماتها الكثير من الحروف والنقاط ليحولوها إلى طلاسم مركبة لا تحمل في جوفها أي معنى مفيد، حقاً لن أطيل·· فالرسالة واضحة والهدف مطروح· إيناس الحبشي - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©