حمدان و إلكترا ملتقى العمالة الآسيوية في أبوظبي

لم يجد سعيد إقبال مكانا أفضل من شارع إلكترا في أبوظبي، للقاء قريبه سليمان الذي قدم من بنجلاديش للعمل في منطقة غياثي، التي تبعد أكثر من 250 كيلو مترا غرب العاصمة· وبدا أن اختيار إقبال، الذي أمضى في أبوظبي أكثر من 13 عاما، لشارع إلكترا ''معقولا ومريحا'' له ولقريبه سليمان، فهما لم يجدا أي صعوبة في الالتقاء، ولا في العثور على مساحة صغيرة للجلوس، بعد أن اكتظت جنبات وأرصفة الشارع بآلاف الآسيويين العاملين في الإمارة· ويعمد آسيويون من دول باكستان والهند وبنجلاديش، في نهاية كل أسبوع وفي العطل الرسمية والأعياد إلى التجمع في منطقتين رئيسيتين في أبوظبي هما وسط شارع إلكترا عند تقاطع مدينة زايد وبداية شارع حمدان بالقرب من السوق القديم· وعزا كثيرون منهم اختيار هاتين المنطقتين مركزا للقاءاتهم الأسبوعية إلى سهولة التعرف عليهما وإلى تيسر الوصول إليهما من محطة باصات أبوظبي التي عادة ما تكون نقطة استقبال ووداع للزائرين القادمين من مناطق الغربية والعين وبني ياس والشهامة وسويحان ومصفح· وساهمت الأسعار الزهيدة التي يدفعها الركاب للتنقل بين مناطق مختلفة في الإمارة في زيادة أعداد الزوار وفقا لسعيد إقبال· ويكفي درهم واحد للتنقل عبر أربعة خطوط رئيسية هي الميناء، والمارينا مول، وزايد الثاني، والمشرف· ولا تزيد الأجرة على درهمين لباقي الرحلات التي تصل مناطق بني ياس، المفرق، الشهامة، والمطار، وشعبية مصفح· ولكن سليمان محمد، صاحب متجر أدوات إلكترونية في شارع إلكترا يرى أن ''الاكتظاظ البشري'' وافتراش الأفراد المسطحات العشبية والإسمنتية يؤثر ''سلبا'' على إقبال الزبائن على متاجر المنطقة، مؤكدا انخفاض المبيعات بنسبة تصل إلى 25 % في فترات تجمع العمال مقارنة مع الأيام العادية· ويبدأ العمال في التجمع في شارع إلكترا بعد صلاة العصر وحتى حلول موعد صلاة العشاء· وبالمقابل لم يخف كوتي، عامل في مطعم متخصص ببيع المأكولات الشعبية والمشروبات الساخنة، سعادته بحجم المبيعات الذي تحققه المطاعم المجاورة بسبب الإقبال الواسع على الوجبات والتي لا يزيد سعر الواحدة منها على عشرة دراهم· أما عبد المجيد نواز، الذي كان يجلس مع ثلاثة من أصدقائه من الجنسية الهندية، فقد اعتبر أن تجمعات الآسيويين في الأماكن العامة مرتبطة ''أساسا بضيق أماكن سكنهم التي لا تسمح لهم باستقبال زائرين''· وأشار إلى أن الغالبية العظمى منهم يعتمدون السكن الجماعي حيث يصل عدد ساكني الشقة الواحدة إلى 15 شخصا·