الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«خبراء»: أزمة فيسبوك بداية لابتكار منصات بديلة للإعلام على أنقاض «افتراضية»

«خبراء»: أزمة فيسبوك بداية لابتكار منصات بديلة للإعلام على أنقاض «افتراضية»
6 ابريل 2018 00:02
دينا جوني (دبي) تباينت آراء الإعلاميين المشاركين في الدورة السابعة عشرة لمنتدى الإعلام العربي الذي نظمه نادي دبي للصحافة، تحت شعار «تحولات إعلامية مؤثرة»، بشأن حجم تأثير أزمة فيسبوك الأخيرة، إثر فضيحة «كامبريدج آناليتكا»، على المؤسسات الإعلامية باعتباره إحدى المنصات الأساسية لنشر إنتاجها وإثبات حضورها، والوصول إلى أكبر عدد من المستخدمين في ساحات التواصل الاجتماعي. ففي الوقت الذي قلّل بعضهم فيه من شأن هذا التأثير، معتبرين أنها «سقطة» قد تحصل في العالم الرقمي أو في الإعلام التقليدي، وتختلف نتائجها باختلاف المنصة، رأى آخرون أن أزمة «فيسبوك» ستفتح الباب أمام ابتكار منصات أخرى بديلة، لنشر المواد الإعلامية التفاعلية موثوقة المصدر، بما يضع حداً لاستغلالها في البروباغندا السياسية، وتكسب في الوقت نفسه ثقة الجمهور العريض. أما الرأي الأكثر واقعية فهو الذي اعتبر أن الأوان قد فات على التغيير، لأن بصماتنا الرقمية أصبحت بيانات مخزنة في مكان ما، وهي عرضة للانتهاك من قبل أي مقرصن. واعتبر الكاتب جهاد الخازن أن أزمة «فيسبوك» قد تفتح الباب على مصراعيه لابتكار منصات رقمية مشتركة جديدة، يمكن من خلالها نشر المواد الإعلامية التفاعلية الموثوقة المصدر، بما يضع حداً في الوقت نفسه للأخبار الكاذبة والبروباغندا السياسية، ويكسب في الوقت نفسه ثقة جمهور المستخدمين. ولفت إلى أن الثغرات الكبيرة التي شهدها الموقع في الحفاظ على سرية بيانات مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، وهو الذي حقق منذ تأسيسه وانتشاره أرباحاً ضخمة تقدّر بميزانيات دول، قد تمنح فرصاً للشباب المبتكرين للاستفادة من التطور التكنولوجي الكبير، وخلق منصات لم تخطر على بال من قبل. واعتبر أن تنفيذ تلك الأفكار يبدأ بـ100 ألف دولار، وينتهي بـ50 مليون دولار، وهو ما يشكّل دافعاً حقيقياً للشباب على المثابرة في تصيّد أخطاء مارك زوكيربيرغ. وقال الإعلامي التلفزيوني وسام بريدي: «فات أوان التغيير» وهذا ردّ على أي محاولة للدخول في معترك ابتكار المنصات الجديدة للمؤسسات الإعلامية، كبديل لفيسبوك، وأكد أنه مخطئ من يعتقد أن أزمة فيسبوك هي الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، فأمن المعلومات يواجه مشكلة حقيقية في الحفاظ على خصوصية الأفراد، لأن بياناتنا في كل مكان، وهي تعدّ مباحة ومتاحة في «السحابة» لمن يرغب وقادر على استغلالها. وأضاف «مجبر أخاك لا بطل»، وأي منصة جديدة لن تحدث فرقاً حقيقياً بالنسبة لموضوع الأمن وخصوصية المستخدمين والمعلومات، فكل فرد يجب أن يعلم حدود الخصوصية في كل منصة وكيفية التعاطي معها ونشر ما يريده بوعي كامل. وأكد أنه لا يوجد شيء «آمن بما يكفي»، ففي عالم التكنولوجيا والشبكة العنكبوتية الضخمة، وربما هناك تأمين في الحدّ الأقصى. والحل؟ أن نتعاطى ونعايش تلك المنصات بحدود، من دون أن يعني ذلك أننا بعيدون عن الاستغلال. من ناحيته، اعتبر الدكتور إياد أبوشقرا، الكاتب والمحلل السياسي، أن تأثير أزمة فيسبوك على الصحافة تكمن في الإدراك أن أي انفتاح من دون مسؤولية هو خطر على خصوصية الفرد، الأمر الذي قد يقلب الحرية إلى فوضى مؤذية، وأكد أنه لا يحبّذ على الإطلاق فرض الرقابة «البوليسية» على وسائل التواصل الاجتماعي بنية حمايتهم، إلا أن الرسالة التي يجب أن تضعها المؤسسات الإعلامية، والمستخدمون، نصب أعينهم، هي أن أي إساءة تقدير للحرية، وعدم احترام خصوصية الناس، يعني أن تلك المنصة أو الموقع لا تؤتمن على تلك الخصوصيات، بما يشكل في الوقت نفسه عبرة للمواقع الأخرى. ويعتقد الكاتب والمحلل السياسي، الدكتور عايد المناع، أن المؤسسات الإعلامية قادرة بالطبع على الاستغناء عن فيسبوك، وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي، لصالح منصات أخرى، لافتاً إلى أنه يمكن نتيجة التطور التكنولوجي السريع خلق منصات جديدة أكثر مواكبة لهواجس أمن المعلومات وتلبية متطلبات المستخدمين، وذلك على أنقاض افتراضية للمنصات الحالية. ولا يرى المناع أن أزمة فيسبوك ستؤثر سلباً على الوسائل الإعلامية، وإنما قد تؤدي إلى إكسابها لمزيد من المتابعين، وأكد أنه يوجد اليوم في مكان ما مئات الأشخاص الذين يحاولون إيجاد أفكار ومنصات بديلة قبل أن تبرد ذيول الأزمة الحالية. أما علي جابر، المدير التنفيذي لمجموعة قنوات أم.بي.سي، فقد قلّل من شأن أزمة فيسبوك، معتبراً أن الغلط والسقوط في الفخ وارد في كل المؤسسات الإعلامية والرقمية وغيرها، وأن العالم لا يزال لغاية اليوم يحاول أن يتعلم كيفية التعامل مع تلك التكنولوجيا الجديدة. وأشار إلى أن تلك الأزمة، وبكل بساطة، يعمل مؤسس فيسبوك والمستشارون على حلّها. وألمح إلى ما قاله مؤسس فيسبوك، مارك زوكيربيرغ، من أنه لم يتخيل يوماً أنه قادر على إنجاح أو إبعاد رئيس جمهورية. وقال: «إن منصات التواصل الاجتماعي حين انطلقت، أحضرت معها مشاكلها، وأمراضها التقنية»، معتبراً أن الاستثمار بالمال والجهد والوقت اللازم سيؤدي إلى تخطي كل تلك المشاكل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©