الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

حوارات نقدية بندوة قصيدة النثر في المجمع الثقافي

حوارات نقدية بندوة قصيدة النثر في المجمع الثقافي
13 يونيو 2008 01:23
انطلقت أمس الأول فعاليات ندوة ''قصيدة النثر، أسئلة الهوية ورهانات المستقبل'' التي تقيمها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في المجمع الثقافي بأبوظبي وافتتح عبدالله العامري مدير ادارة الثقافة والفنون في الهيئة الندوة التي تستمر يومين والتي تشتمل فعالياتها على قراءات نقدية وأماسي شهرية يشترك فيها نقاد وشعراء من الإمارات والأقطار العربية وسط حضور مكثف من الأدباء والشعراء والنقاد ومتذوقي الشعر· اشترك في الجلسة النقدية الأولى التي جاءت تحت عنوان ''قصيدة النثر التطور النظري والمنجز النصي'' الناقد السوري صبحي حديدي والشاعر والناقد اللبناني عباس بيضون·· وقدمهما في المحاضرة الناقد الاماراتي الدكتور علي بن تميم· وفي كلمة الافتتاح قال عبدالله العامري: تأتي ندوتنا هذه ساعية إلى مقاربة جنس ابداعي جدير بالتأمل والمساءلة، ذلك أنه بعد أن خصصت الهيئة للشعر العربي الفصيح في تجلياته العمودية والتفعيلية برنامجاً ابداعياً متميزاً هو برنامج ''أمير الشعراء''· كما خصصت الهيئة للشعر النبطي البرنامج الجماهيري ''شاعر المليون'' كان لابد لها أن تهتم ببقية الأنواع الشعرية، لأنها لا تتحيز لنمط ابداعي دون آخر، ولعل قصيدة النثر اكتسبت في الثقافة العربية من التراكم والمشروعية ما يجعلها جديرة بكل اهتمام· واضاف: من هنا اخترناها كي تكون موضوع الدورة الأولى من هذه الندوة الثقافية التي سنعمل على توسيعها وجعلها تقليداً سنوياً باسم ''ندوة أبوظبي الثقافية'' تتخذ لها في كل دورة موضوعاً ذا صلة بالحراك الثقافي العربي والدولي· وفي بداية الجلسة الأولى تحدث الدكتور علي بن تميم عن اشكالية قصيدة النثر وما يضطلع به الناقدان صبحي حديدي وعباس بيضون من تقريب الفهم النظري لهذا النمط من الكتابة الشعرية، ذاكراً أن الناقد صبحي حديدي قد قدم دراسات معمقة في التعريف بنظرية الأدب والمدارس النقدية المحاصرة مثل نظريات الخطاب ما بعد الاستعماري ونظريات القراءة والاستجابة والنقد التاريخاني النقدي، كذلك الشاعر عباس بيضون الذي يعد من أبرز الشعراء العرب المعاصرين حيث كان اشتغاله بقصيدة النثر على المستويين الابداعي والنظري يعتبر تجربة ذات خصوصية مما جعلته من أهم التجارب التي أكسبت قصيدة النثر العربية سماتها الخاصة التي عرفت بها· ثم قدم الناقد صبحي حديدي قراءته النقدية المعنونة ''قصيدة النثر التصور النظري والمنجز النصي'' التي يقول فيها: ليس جديداً التذكير بأن من المتعذر على أي تصور نظري لقصيدة النثر أن يتفادى مناقشة الاشكالية الكبرى الأولى، الكامنة في التسمية ذاتها، أي سعي هذا الشكل في الكتابة الشعرية إلى خلق مقولة ثالثة تتوسط بين، أو أحياناً تتنازع وظائف المقولتين الرئيسيتين الراسختين في خطاب التعبير الأدبي: مقولة الشعر التي تحيل الوزن على اختلاف أنماطه، وبصرف النظر عن قيوده وحريّاته ومقولة النثر التي تحيل في المنطق البسيط إلى ما لا يصنف في عداد الشعر والذي يكتب باستخدام لغات غير شعرية اذا جاز التعبير، تعتمد غالباً الإيعاز الملموس والتصريح المباشر والتقرير والتوفيق والسرد وما إلى ذلك من تقنيات القول· ثم تحدث الناقد صبحي حديدي عن المصطلح العربي لقصيدة النثر المتعدد من مثل ''الشعر المنثور'' و''النثر الشعري'' و''النثر المشعور'' و''النثيرة'' و''الخاطرة الشعرية'' بما يقابلها في المصطلح الفرنسي· كما تطرق حديدي إلى تاريخية السجال حول نصوص التنظير العربي لمفهوم قصيدة النثر، ثم تحدث عن المشهد الراهن وهو حصيلة شعر الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي· كما أشار لمجموعة كثيرة من الأسئلة حول ما تعنيه القصيدة واستقبال القارئ وكيف يكتب الشاعر، وأخيراً تحدث عن مكمن المشكلة ضمن أربعة محاور في علاقتها بالعالم والمجتمع واللغة والاستقبال· وفي ورقته النقدية ''عن قصيدة النثر'' تحدث عباس بيضون قائلا: لا يسهل بناء نظرية لقصيدة النثر العربية، منذ فترة انتبه نقاد إلى أن جانباً كبيراً من قصيدة النثر العربية تكوّن خارج المجرى الأصلي لقصيدة النثر كما سنها الفرنسيان الوزيوس برتران وجودلير من بعده· كان هذا بالطبع خطأ أصلياً دمغ قصيدة النثر العربية واستحق مراجعة شاملة تطلب الأمر عودة إلى الدرس الأصلي والمطابقة عليه، هكذا بدأت همهمة بأن قصيدة النثر لم تقم وأن الذي بين أيدينا انحراف إن لم يكن تزويراً· وقد تناول في قراءاته أعمالاً لأدونيس وخاصة أغاني مهيار الدمشقي ولمحمد الماغوط وبخاصة ''حزت تحت ضوء القمر'' و''لن'' لأنسي الحاج و''ماء في حصان العائلة'' لشوقي أبوشقرا، ومدى الاختلاف فيما بينها باقترابها أو ابتعادها عن سمات قصيدة النثر وملامحها إذ يقول: إن بينها من البون ما يجعلنا نستبعد أن تكون ذات مراجع واحدة أو أن تملك ذاكرة مشتركة وتشترك في تطلعات وآفاق· ويرى بيضون: أن قصيدة النثر في بواكيرها بارت قصيدة الوزن على الشعر وتجاوزتها فيه· ثم تحدث عن تطور هذه القصيدة وآفاق تجريبها وعن انجازاتها·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©