الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

استنساخ «روبي»!!

14 مارس 2012
فيما يبدو أن الدراما العربية، لا تزال تفتقر إلى القصص الجادة والموضوعية، وكذلك النصوص أو الورق الذي يتطرَّق إلى قضايا وهموم المجتمع بشكل يقنع المشاهد، فأزمة السيناريو لا تزال تسيطر على واقع الدراما بشكل صريح وواضح، حتى أن صُنَّاع الدراما تحولوا إلى تجار في سوق الفن، وأصبحوا يبحثون عن أعمال تدر لهم أرباحاً، بعد اعتمادها على نجم أوحد «يشيل» العمل، ويضمن نسبة مشاهدة عالية، وقبل ذلك يجلب الإعلانات للمسلسل، حتى توافق القنوات الفضائية على شرائه وعرضه.. والنتيجة أن معظم الأعمال تشابهت، ولم يخرج علينا حتى الآن ومنذ سنوات، عمل درامي يمكن القول إنه متكامل الأركان، من ناحية الورق والإخراج، وطاقم الممثلين الذين أحرقتهم الشاشة الصغيرة، وكادت تلفظهم خارجها من كثرة الملل الذي سيطر عليها وعلى المشاهدين، بعد الاتجاه إلى المط والتطويل والتكرار على الصعد كافة. وعندما تشجّع بعض صُنَّاع الدراما على منافسة الدراما التركية، من خلال أعمال عربية تتخطى المائة حلقة، وتلعب على أوتار التشويق والإثارة في مجريات الأحداث، وجدنا هؤلاء يركنون إلى التكاسل والاستسهال، فمثلاً رأينا الكاتبة اللبنانية كلوديا مرشيليان وهي تلجأ إلى ترجمة مسلسل مكسيكي بعنوان «روبي»، أو بمعنى أدق إلى استنساخه وتعريبه، ومع ذلك نجد وسائل الإعلام تتحدث عن «المؤلفة» كلوديا لـ«روبي»، كما يظهر اسمها كذلك ضمن تتر المسلسل كـ«مؤلفة»، رغم أن الفرق شاسع بين الترجمة والتعريب وبين التأليف.. وتدور أحداث مسلسل «روبي» حول شخصية فتاة جامعية من عائلة فقيرة، تقوم بدورها في النسخة العربية الفنانة سيرين عبد النور، تطمح إلى أن تعيش حياة مترفة، واعتقدت أنها بجمالها ومكرها تستطيع أن تصل إلى الثراء الذي طالما حلمت به وتدوس على كل من حولها لتحقيق ذلك، حتى لو اضطرت إلى التخلي عن حبها الحقيقي وأصدقائها، وعائلتها التي تحبها. ويشاركها البطولة النجم السوري مكسيم خليل والنجم المصري أمير كرارة. ومن إخراج رامي حنا، والذي تفوّق على نفسه في إظهار مفاتن الفنانة اللبنانية سيرين عبد النور «روبي» في كل مشهد تكون حاضرة فيه، وكأنه يسير على نهج الدراما التركية، التي تحاول وضع البطلة في المكانة «المثيرة» دوماً التي تستحقها، فرأينا ملابس سيرين تغوص في الإغراء وإثارة الغرائز، مع غيرها من بعض الفنانات المشاركات في العمل الذي يعرض حالياً عل« شاشات بعض القنوات العربية. كما أن المخرج حاول استغلال بعض المناظر الطبيعية الخلابة في بيروت، لتضيف إلى العمل بعض الجمال، على غرار المناظر الساحرة التي تبهر المشاهد في الدراما التركية.. والتي نجحت في الترويج السياحي لتركيا، وهذا ليس عيباً من الناحية الإخراجية، وإن كان تقليداً..! في نفس الوقت، لم يفلح القائمون على مسلسل «روبي» المستنسخ، في إضافة بعض «البهارات» على أحداث العمل، لتكون متلاحقة وسريعة ومدهشة للمشاهد، كما الدراما التركية، فرأينا العمل يقع في دائرة الملل، نتيجة عدم توافر عنصر المفاجأة في الأحداث، والتي تسير على وتيرة واحدة مثل حكايات الجدات في الزمن الماضي.. والطريف، أن الدراما العربية، من خلال تجربة مسلسل «روبي» قد فشلت حتى في التقليد، فظهرت على الشاشة «مشوهة» وغير مكتملة النضج، وأصبحت تماماً مثل «الغراب الذي حاول أن يصبح طاووساً»، فظهرت «ممسوخة»، حيث لم تحافظ على شخصيتها، ولم ترتد الثوب المناسب لها..!! soltan.mohamed@admedia.ae?
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©