تنازل فريق العين عن صدارته للمجموعة الرابعة من البطولة الآسيوية للأندية الأبطال بعد أن تلقى الهزيمة الأولى أمس على يد فريق الاستقلال الإيراني بهدفين نظيفين في مباراة الجولة الثانية من البطولة القارية والتي شهدها ملعب أزادي بالعاصمة الإيرانية طهران.
وبهذا الفوز يرفع فريق الاستقلال رصيده إلى أربع نقاط وضعته على قمة المجموعة، بينما يبقى العين برصيده السابق وهو ثلاث نقاط بعد أن تخطى الهلال السعودي في مباراتهما الافتتاحية بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد.
قدم العين مستوى طيباً في هذا اللقاء خاصة في الشوط الأول الذي كان فيه نداً قوياً للاستقلال، إلا أن مستواه قل في الحصة الثانية ليفسح المجال للفريق المضيف الذي نجح في استغلال الأخطاء الدفاعية وتسجيل هدفيه عن طريق تفاري صمويل في الدقيقة 65 وفرهاد مجيدي في الدقيقة 74.
دفع كوزمين في بداية اللقاء بتشكيلة ضمت داوود سليمان في حراسة المرمى وعلى ظهيري الجنب محمد أحمد ومهند العنزي وبينهما في قلب الدفاع الثنائي فارس جمعة وإسماعيل أحمد ولعب في منطقة الوسط الفرنسي إيكوكو والروماني ميريل رادوي ويعقوب الحوسني وعمر عبدالرحمن بينما قاد خط الهجوم الغاني أسامواه جيان والأسترالي أليكس بروسكو، وغاب عن تشكيلة الزعيم في هذا اللقاء الهام كل من علي الوهيبي وهلال سعيد والأخير هو اللاعب الوحيد المتواجد حالياً مع الفريق من أولئك اللاعبين الذين شاركوا في أول إنجاز حققه العين عندما فاز بالنسخة الأولى من بطولة 2003.
بدأ الفريقان المباراة بأداء سريع ومتكافئ وقام كلاهما بهجمات متوالية من كل الجوانب، وجاءت الهجمة العيناوية الأولى في الدقيقة الرابعة عندما تلقى إيكوكو الكرة في الجهة اليمنى من الملعب وانخرط بها متخطياً الظهير الأيسر وتوغل داخل الصندوق إلا أن تسديدته العرضية استقرت بين يدي الحارس الإيراني.
وخاض الاستقلال اللقاء وسط حضور جماهيري كبير يقدر بـ 40 ألف مشجع لم يتوقفوا لحظة عن مساندة فريقهم الذي سعى بين الحين والآخر للضغط على جبهة العين خاصة من الجهة اليمنى من الملعب ولكن دفاع العين كان بالمرصاد لكل شاردة وواردة ونظف منطقته أول بأول وحال دون وصول هجوم الفريق المضيف بقيادة المخضرم جواد نيكونام إلى شباكه، وكان واضحاً الدور الكبير الذي كان يقوم به لاعبا الارتكاز يعقوب الحوسني وميريل رادوي وتراجعهما الدائم إلى الخلف لمساندة خط الدفاع وسد كل الثغرات وتضييق المساحات أمام الفريق الإيراني.
وكعادته دائماً وفي كل المباريات لم يركن فريق العين للعب الدفاعي بالرغم من أن العودة بنقطة واحدة من ملعب أزادي كانت بمثابة المكسب ولكن العين لعب كرة هجومية وشكل ضغطاً متواصلاً على مرمى الاستقلال ولم يتوقف عن غزواته المتواصلة.
ويهيئ أسامواه جيان كرة أمامية بالكعب إلى إيكوكو المنطلق من الخلف والذي تقدم بها خطوات وأطلق كرة صاروخية إلا أنها مرت من فوق العارضة في الدقيقة 24، وبعد خمس دقائق من هذه الفرصة يعود جيان ويهيئ كرة أخرى إلى رادوي إلا أن المحترف الروماني لم يستثمرها بالشكل المطلوب ليتدخل الحارس ويسيطر على الكرة.
العين الأفضل
كان العين الطرف الأفضل من حيث الانتشار على طول وعرض الملعب وعدد مرات الوصول إلى منطقة مرمى الاستقلال والحصول على أكثر من فرصة والاقتراب أكثر من مرة من التسجيل إلا أن عدم التركيز والاستعجال لم يمكنا لاعبيه من التسجيل.
ويجرب جواد نيكونام لاعب الاستقلال حظه في الدقيقة 32 بتسديدة قوية إلا أنها تصطدم بأحد المدافعين وتتحول إلى ركلة ركنية، ويلي ذلك بدقيقة واحدة محاولة أخرى من اللاعب جباري وهو على بعد خطوات من المرمى والذي أرسل كرة قوية ولكن الحارس داوود سليمان كان عند الوعد والموعد ليتصدى ببراعة للكرة ويحولها إلى ركلة ركنية.
وقبل ثماني دقائق من نهاية الشوط الأول يجري مدرب الاستقلال أمير قلعة نوعي التبديل الأول في صفوف فريقه وكان تبديلاً اضطرارياً بعد إصابة اللاعب المحترف كماتشو الذي غادر أرضية الملعب وحل مكانه زميله فرهاد مجيدي.
ولم يمض على دخوله سوى دقيقة واحدة فإذا بفرهاد مجيدي يحصل على فرصة تسجيل الهدف الأول ولكن المدافع فارس جمعة يضايقه ولم يسمح له بالتقدم والتسديد وينقذ الموقف في الوقت المناسب.
ويستمر اللعب سجالاً في الدقائق الأخيرة بين الفريقين مع أفضلية نسبية لفريق العين الذي جاء أداؤه متوازناً بين خطوطه الثلاث، ليواصل الطرفان محاولاتهما هجمة هنا وأخرى هناك وينال اللاعب الإيراني أمير حسين أول إنذار في المباراة، ويتواصل بعدها اللعب دون أن ينجح أيٍ من الطرفين من تسجيل هدف السبق ليعلن الحكم نهاية الحصة الأولى بالتعادل دون أهداف. ويدخل الفريقان إلى أرضية الملعب مع بداية الشوط الثاني بعد أن تلقى اللاعبون التعليمات والتوجيهات المطلوبة من المدربين أولاريو كوزمين وأمير قلعة.
فرص خطيرة
وتشهد تشكيلة الاستقلال مع انطلاقة هذا الشوط مشاركة اللاعب آرش برهاني بدلاً من فرزاد خاتمي، وعلى الفور يتجدد الصراع وتزداد قوة التنافس وترتفع درجة العطاء من الجانبين.
وفي الدقيقة 47 يقوم العين بهجمة سريعة تنتهي عند الروماني رادوي الذي أطلق قذيفة قوية تعلو العارضة بقليل، ويحصل كيمبو إيكوكو على الإنذار الثاني في اللقاء.
وتلوح للعين أخطر فرصة في هذا الشوط وذلك في الدقيقة 58 عندما وضع عمر عبدالرحمن الأسترالي بروسكو في مواجهة الحارس الإيراني إلا أنه سدد الكرة عالية فوق العارضة وهو على بعد خطوة من المرمى.
وتواصلت الفرص العيناوية الثمينة بعد دقيقتين نالها اللاعب فرهاد مجيدي الذي تلقى تمريرة على حدود الصندوق ليراوغ المدافع فارس جمعة ويلف حول نفسه ويسددها في المرمى، ولكن الحارس داوود سليمان يبعدها فوق العارضة ويحولها إلى ركنية.
وكان اللاعب تفاري صمويل على موعد مع تسجيل هدف السبق في الدقيقة 65 من الكرة عرضية من جهة اليمين ليتقدم من الخلف مستغلاً التدخل المتأخر من المدافعين فارس جمعة وإسماعيل أحمد ليعالج الكرة برأسية قوية تلج الشباك على يسار الحارس داوود سليمان ليتقدم الاستقلال بهدف نظيف.
ويهتز أداء العين قليلاً بعد هذا الهدف، وبصفة خاصة خط الدفاع الذي كرر الخطأ في الدقيقة 74 عندما فشل في السيطرة على الكرة البينية التي وصلت إلى اللاعب فرهاد مجيدي الذي تقدم بها وسددها زاحفة ولم يتمكن الحارس داوود من الحيلولة دون دخولها الشباك بالرغم من أن الكرة كانت في متناول يديه.
ويدخل محمد عبدالرحمن بدلاً من يعقوب الحوسني بعد دقيقتين من هدف الاستقلال الثاني، ويواصل العين مساعيه ليقوم بجملة من الهجمات في الدقائق الحرجة، ولكن دفاع الاستقلال يصمد أمام كل الغزوات ويفسدها في مهدها.
ضغط متواصل
ويشكل لاعبو العين ضغطاً متواصلاً على مرمى الفريق المضيف، ولكن ظلت الفرص تضيع تباعاً من بين أقدام اللاعبين، وقبل صافرة النهاية بثلاث دقائق يدخل اللاعب يوسف أحمد موسى ليحل بدلاً من عمر عبدالرحمن المصاب.
وشهدت الدقائق الأخيرة أكثر من فرصة لفريق العين جاءت واحدة منها رأسية الروماني ميريل رادوي ثم تسديدة قوية من إيكوكو ينقذها حارس الاستقلال ويحولها إلى ركلة ركنية، وضاعت الفرصة الأخيرة من قدم “البديل” يوسف أحمد الذي وضع الكرة خارج الشباك وهو في مواجهة حارس المرمى ليطلق بعدها الحكم صافرته معلناً فوز الاستقلال الإيراني على العين بهدفين نظيفين.
عدد اليوم
