الليث حجو: «الأرواح العارية» يتناول قضايا المرأة ويكشف المستور

رنا سرحان (بيروت)- «الجرأة التي يتمتّع بها النص ليس الهدف منها تحقيق أكبر نسبة مشاهدة إنما التوازي مع الحراك الاجتماعي الذي نعيشه، والذي لم يعد مقبولاً معه أن نقدم ما كنا نقدمه سابقاً».. كلمات وصف به المخرج السوري الليث حجو عمله الجديد «الأرواح العارية»، حيث يغوص بشكل عميق في تفاصيل واقع المجتمع السوري، وخصوصاً قضايا المرأة والبنية الأخلاقية التي تحكمها. المرأة الضحية ويقول حجو لـ«الاتحاد» إن المرأة الركن الأساسي في الأسرة ولديها الكثير من المشاكل والمعاناة التي يتم تجاهلها وتأجيلها، فكان لابد للعمل من فضح الثنائيات الحارسة لمنظومة القيم التقليدية والمعوقة أحياناً لتطور المجتمع «الشك، الثقة، الأخلاق، الفساد، المظهر، المخبر، الحرية، الاستعباد، الرجل المتسلط، المرأة الضحية»، وبذكاء روائي يكشف كاتب النص فادي قوشقجي بتعاون فني مع الفنان نضال سيجري وإشراف عام للمخرج فراس دهني استبطان هذه الثنائيات لنقيضها. ويسلّط حجو الضوء على مشاكل تلك البيئة ويضعها حيز النقاش، ويعمل على تصعيد الأسئلة إلى أقصى فاعلية، وفق رؤيا تنويرية مفتقدة في كثير من أشكال التعبير الفنية. كما يقوم العمل على تناول مسألة سقوط اليقين عند الإنسان ببعض مسلماته الأساسية، ما قد يتسبب به ذلك من اضطراب ونتائج تنعكس على حياته ونفسيته وسلوكه، خاصةً حينما يكون الشك بأمور تعتبر صحتها بالنسبة لنا عاملاً شديد الأهمية في انطلاق شخصياتنا بنجاح في شؤون الحياة المختلفة، واهتزاز الثقة بهذه المسلمات يخلق وضعاً جديداً يهز عوالم شخصياتنا إلى هذه الدرجة أو تلك حسب طبيعة كل شخصية وصلابتها، وتحت تأثير مختلف العوامل المحيطة بها ومدى احتضانها اجتماعياً، وكذلك بحسب درجة أهمية الأمر الذي اهتزت أو انهارت الثقة به. الشك واليقين ويقول كاتب النـص إن العمل يقـوم على كشف الغطاء عن القيم التقليدية والمعيقة أحياناً لتطور المجتمع. ويتناول عبر خطه الأساسي، موضوع الشك وسقوط اليقين عند الإنسان في بعض مسلماته الأساسية، وتزعزع الثقة في الأساسيات، وخاصة في أمور كان الركون إلى صحتها عاملاً شديد الأهمية في انطلاق الشخصيات بنجاح في شؤون الحياة المختلفة. وبالتالي يصور العمل قضايا اجتماعية نعيشها في حياتنا اليومية، بين الشك والخيانة وازدواجية الأحكام الاجتماعية، والحكم القاسي الذي يطلقه مجتمعنا الشرقي على المرأة عندما تُخطئ في حين يبرر جميع هفوات الرجال. شخصية لطيفة وانضمت مؤخراً الفنانة السورية نادين تحسين بك إلى طاقم عمل «الأرواح العارية» لتبدأ تصوير مشاهدها في المسلسل الاجتماعي مع حجو. وتقول تحسين بك: «أجسد في العمل شخصية «ناديا» وهي إحدى القاطنات في البناء الذي تدور فيه محاور وأحداث العمل، وتحاول «ناديا» أن توصل الفكرة التي تدافع عنها وهي تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة وتدافع بشدة عن هذا الموضوع، وتتساءل لماذا يُغفر للرجل دوماً في حين لا تغفر للمرأة حتى أخطاؤها الصغيرة». وأضافت: «الشخصية لطيفة، أحببتها والعمل جميل جداً وأنا سعيدة بالتعاون مع المخرج الليث حجو، فهذه المرة الأولى التي أقف فيها أمام عدسته في عمل طويل، إذ سبق وشاركت في حلقات من «أهل الغرام». ويضم العمل نخبة من نجوم الدراما السورية منهم الفنانون عبد المنعم عمايري، جهاد سعد، نادين خوري، أمانة والي، نبال جزائري، لينا حوارنة، طارق مرعشلي، شادي مقرش، نجلاء خمري، عامر علي، غزوان صفدي، مروان أبو شاهين، يامن الحجلي، نسرين فندي، مصطفى سعد الدين، ودانا مارديني، وغيرهم. ثالث الإنتاجات الضخمة ويعد المسلسل ثالث الإنتاجات «لمؤسسة الإنتاج التلفزيوني والإذاعي» للموسم الدرامي 2012، حيث يبلغ إجمالي عدد المسلسلات السورية الاجتماعية التي يتم تحضيرها للموسم الرمضاني المقبل خمسة مسلسلات، هي، «المفتاح» لـ هشام شربتجي، «الأرواح العارية» لـ الليث حجو، «بنات العيلة» لـ رشا شربتجي، فيما تحضر رشا أيضاً مع شركة كلاكيت للجزء الثاني من مسلسل «الولادة من الخاصرة» عن نص للكاتب سامر رضوان، بالإضافة إلى الجزء الثاني من العمل الكوميدي- الاجتماعي» أيام الدراسة» من تأليف طلال مارديني، وإخراج إياد نحّاس وإنتاج شركة ميديا للصوتيات والمرئيات. ويشكل «الأرواح العارية» ثالث الإنتاجات الضخمة، إلى جانب مسلسل المفتاح للمخرج هشام شربتجي عن نص لـ خالد خليفة، والدراما الوطنية «المصابيح الزرق» المأخوذة عن رواية الأديب السوري الكبير حنّا مينة، سيناريو محمود عبد الكريم، وإخراج فهد ميري.