الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كلينتون... وخلفيات «المهمة» في بيونج يانج

كلينتون... وخلفيات «المهمة» في بيونج يانج
8 أغسطس 2009 00:29
الدور المركزي الذي لعبه الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون في عودة الصحفيتين اللتين كانتا معتقلتين في كوريا الشمالية سلط الضوء مرة أخرى على الشبكة الواسعة من الاتصالات المالية والسياسية، التي يمتلكها، شبكة كانت قد أزعجت بعض أعضاء مجلس الشيوخ الذين ترددوا لبعض الوقت في تثبيت زوجته في منصب وزيرة الخارجية بإدارة أوباما. في حالة الصحفيتين المعتقلتين، استغل كلينتون علاقته برجال أعمال أغنياء من أجل الاضطلاع بالمهمة التي كانت ستكون غير قانونية من دون إذن فيدرالي خاص للطائرة بالسفر إلى كوريا الشمالية. والحال أن تقاطع السلطة والمعارف يبهم الطبيعةَ الدقيقة والمحددة لزيارة بيل كلينتون لكوريا الشمالية، كلينتون الذي وافق على الالتقاء بالزعيم «كيم جونج إيل» بعد يومين على وصف كوريا الشمالية لزوجته بـ»تلميذة في المرحلة الابتدائية»، لأنها شبهت البلاد بطفل غير منضبط. وقد سعت إدارة أوباما جاهدة إلى النأي بنفسها عن المهمة، وإن كان مسؤولون اعترفوا بأنهم أجروا عددا من الاتصالات مع المسؤولين الكوريين الشماليين خلال الأيام التي سبقت الزيارة للتأكد من أن الصحفيتين سيُطلق سراحهما في حال سافر الرئيس السابق إلى بيونج يانج. في هذه الأثناء، فإن هيلاري كلينتون، التي كانت تقوم بجولة في أفريقيا بينما كانت تظهر على شاشات التلفزيون حول العالم صور زوجها وهو يلتقي بكيم، شعرت بضرورة التعليق على الرسالتين المتضاربتين حين تحدثت مع قناة «إن. بي. سي» من نيروبي يوم الأربعاء وقالت:(أود أن أتأكد من أن الناس لا يخلطون بين ما قام به «بيل»، وهي عملية إنسانية خاصة لإعادة هاتين الشابتين إلى الوطن، وسياستنا، التي مازالت سياسة تمنح كوريا الشمالية حرية الاختيار» ، وإن سياستنا مازالت هي نفسها لم تتغير). لكن في مؤشر على أن المزايا والفوائد الدبلوماسية قد تأتي من مهمات زوجها، قالت كلينتون «ربما سيرغبون الآن في التحدث معنا». والحقيقة أنه لم تُستعمل في المهمة أي من أموال دافعي الضرائب الأميركيين، باستثناء رواتب عملاء الحماية الشخصية الذين سافروا مع كلينتون. ولكن الرئيس الأسبق حصل على الطائرة والطاقم عبر اللجوء إلى شركات ومعارف دعموه من قبل. وببعض المساعدة من إدارة أوباما، اختار كلينتون الفريقَ الذي رافقه إلى بيونج يانج، كما تقول مصادر شاركت في التخطيط للرحلة. وهكذا، وفرت شركة «داو كيميكل»، التي ساهمت بـ50000 دولار في مؤسسة بيل كلينتون، الطائرةَ التي أقلت الرئيس الأسبق من منزله في ويستتشستر بولاية نيويورك إلى بربانك في كاليفورنيا، حيث استقل طائرة بوينج737 وضعها المنتج السينمائي الغني ستيف بينج تحت تصرفه. وكان كلينتون مرفوقاً بفريق يضم «جون بوديستا»، مدير موظفيه في البيت الأبيض، وخبيرا سابقاً بوزارة الخارجية متخصصاً في شؤون كوريا الشمالية. وحسب «مارك فولكورد»، رئيس شركة «أفاجيت» في بُربانك التي تدير الطائرة، فإن «بينج»، الذي يعد من كبار مانحي مؤسسة كلينتون بمساهمات ومنح يصل إجمالي قيمتها إلى ما بين 10 ملايين و25 مليون دولار، سيدفع فاتورة قيمتها 200000 دولار عن الوقود وأجور أفراد الطاقم ونفقات أخرى مختلفة خلال الرحلة. غير أن «بينج»، الذي يعد أيضاً من كبار المانحين الذين يساهمون في تمويل قضايا الحزب «الديمقراطي»، رفض التعليق على مشاركته في الزيارة التي قام بها كلينتون قائلاً إن بينج لا يتحدث مع وسائل الإعلام. ويقول «فولكورد» إن ترتيب الزيارة كان صعباً بالخصوص بسبب قوانين «إدارة الطيران الفيدرالية» التي تحظر على الطائرات المسجلة في الولايات المتحدة الهبوط في كوريا الشمالية، مضيفاً أن الشركة تلقت مكالمة هاتفية من «بينج» حول الرحلة في وقت متأخر من يوم الخميس أو مبكر من يوم الجمعة، وأنها حصلت على «مستوى غير مسبوق من التعاون» من إدارة الطيران الفيدرالية ووزارة الخارجية بشأن تأمين الموافقات القانونية والدبلوماسية الضرورية في الأجل المحدد من أجل المغادرة يوم الاثنين. وكانت إدارة أوباما تريد في البداية إرسال نائب الرئيس الأسبق «آل جور» إلى كوريا الشمالية بدلًا من بيل كلينتون؛ ويذكر هنا أن «آل جور» هو أحد مؤسسي قناة «كارنت تي. في» التي تعمل فيها الصحفيتان. ولكن المسؤولين الكوريين الشماليين ألمحوا إلى أنهم يريدون مبعوثاً من وزن كلينتون، كما ذكرت بعض المصادر. ثم حدث الاختراق في قضية الصحافيتين -اللتين حُكم عليهما في يونيو الماضي بالسجن 12 عاماً مع الأشغال الشاقة بعد أن قبض عليهما بالقرب من الحدود الصينية في شهر مارس- في الثامن عشر من يوليو حين أخبرت المرأتان أسرتيهما في مكالمة هاتفية بأن المسؤولين الكوريين الشماليين أعلنوا بوضوح أنهم مستعدون للإفراج عنهما في حال جاء كلينتون إلى بيونج يانج. ثم سرعان ما شرع المسؤولون الأميركيون في التحقق من هذا الكلام مع نظرائهم الكوريين الشماليين، وفي الرابع والعشرين من يوليو طلب مستشار الأمن القومي جيمس جونز من كلينتون بحث إمكانية القيام بالزيارة. وحسب أحد مسؤولي الإدارة، فإن بيونج يانج لم تقدم ضمانات كاملة إلا يوم الاثنين، وهو اليوم نفسه الذي غادر فيه الرئيس الأسبق في اتجاه بيونج يانج. جلين كيسلر – واشنطن ينشر بترتيب خاص مع خدمة «لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©