الضب.. ارتبط بالخرافات والأساطير في السعودية.. فالبعض يرونه طعاماً شهياً، ويركضون خلفه في الصحراء من أجل صيده، والآخر يرفض أكله لأسباب كثيرة. والضب يعد من الحيوانات الزاحفة التي تعيش في الصحراء، خاصة المناطق الحارة في الخليج، ويعتمد الضب في غذائه على النباتات الصحراوية ولا يشرب الماء إلا في حالات نادرة، كما يتميز الضب بجسم أحرش خشن الملمس وذيل قوي ذي عقد حادة يستخدمه كسلاح لحمايته من أي اعتداء قد يواجهه، ويتلوّن جسمه بلون المنطقة التي يعيش فيها، فتجد ضب المنطقة الجبلية يكتسي باللون البني الداكن فيما ضب المنطقة الرملية يميل لونه إلى الأصفر القريب من لون الرمل. من صفاته أنه يعمر طويلا ويظهر في فصل الصيف الحار فيما يختبئ في جحره طوال فصل الشتاء، وتختلف أطوال جحره من المتر الى المترين تقريبا داخل الأرض كما أنه يحفر جحره بشكل حلزوني تقريبا لضمان سلامته من أي اعتداء سواء من الحيوانات أو الإنسان. كذلك من صفاته الشهيرة عنه «العقوق» فهو يطرد أبناءه، وما يثبت ذلك المثل الدارج «أعق من ضب»، أو المثل الشعبي في الخليج «ولد ضب» ويطلق للدلالة على من يعق والديه.
أساطير
ويعيش الضب بكثرة في شبه الجزيرة العربية، خاصة منطقة نجد ومنطقة الربع الخالي بالسعودية كما يعيش في دول خليجية وعربية عدة وبنسب متفاوتة. الضب تنسج حوله الكثير من القصص والأساطير، منها أقاويل تقترن بالجن وأخرى تؤكد فوائده الصحية ومعالجته لبعض الأمراض ومنها السعال الديكي والضعف الجنسي. وهناك كثيرون يكرهونه ولا يقتربون منه خوفا من شكله الذي يشبه التمساح إلى حد كبير، فيما يحرص الأطفال على صيده للهو به برهة من الوقت قبل تناوله.
في السنة النبوية
ورد في حديث ابن عباس رضي الله عنه وأرضاه الصحيح، وحديث أم سلمه: «أن الرسول صلى الله عليه وسلم قدم له ضب فقالت أم سلمه: أخبروا رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قدم له، فأخبروه فرفع يده صلى الله عليه وسلم، قالوا: أحرام هو يا رسول الله؟ قال: لا. ولكن أجد نفسي تعافه». وفي لفظ: «لا أجده في أرض قومي»، فالضب لا يعيش في مكة ولا في جبال مكة، والرسول صلى الله عليه وسلم عافته نفسه؛ لأنه لم يجده في أرض قومه. وفي رواية أخرى أن النبي صلى الله عليه وآله سلم قُدم له لحم ضب فهم أن يتناوله دون أن يعرفه فقالت إحدى أمهات المؤمنين: أخبروا رسول الله صلى الله عليه وسلم بما يريد أن يطعم، فأخبروه فأمسك يده صلوات الله وسلامه عليه، فقيل يا رسول الله: أحرامٌ هو؟ قال: لا، ولكنه لم يكن بأرض قومي فأجدني أعافه، فاجتره خالدٌ بن الوليد رضي الله عنه إلى نفسه أي أقبل به على جسده ثم أكله رضي الله تعالى عنه وأرضاه وأقره النبي صلى الله عليه وسلم على أكله وهو حجةٌ ظاهرة بينة وحديث صحيح صريح لمن قال من العلماء بحل أكل الضب وإن كان في المسألة خلاف.
انقراض الضب
مع اشتداد حرارة الجو وعودة لهيب الصيف يشرع هواة صيد الضب إلى ممارسة هوايتهم التي يجدون فيها متعة كبيرة لاصطياد ذلك المخلوق العجيب في شكله والمثير في طبعه وتكوينه. فهواة صيد الضب يجدون في أكل لحمه مذاقاً مميزا ولذيذا خاصة منطقة الذيل والتي تعرف باسم «العكرة» ، فهم عادة ما يتفننون في طبخه مع الأرز، وهذه الهواية رغم ما يجد فيها الصيادون من متعة إلا أنها تشكل تهديدا بانقراض حيوان الضب في السعودية، خاصة الأمر الذي دعا الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية هناك من تكرار تحذيراتها من خطورة انقراضه، فهي تنظم عادة موسما لصيده في فصل الصيف تتراوح مدته بين شهرين وثلاثة أشهر. ولدى الهيئة العذر في ذلك حيث أدى الصيد الجائر وغير المنظم إلى تناقص في تعداد الضب في كثير من المناطق، ففي منطقة نجد الغنية في السابق بهذا الحيوان الزاحف أصبحت منذ خمس سنوات تعاني من اختفائه في مواقع عدة بعد الهجمة الكبيرة على اصطياده.
طرق صيده
وتتعدد طرق صيد الضبان لدى الهواة ومنها طريقة الإغراق بالماء والصيد بالبندقية وهي الأسهل، وكذلك طريقة الصيد بالمصيدة التي توضع على جحره، إضافة إلى طريقة المطاردة وهذه تتطلب وجود ميزة السرعة عند الصياد كي يتمكن من الضب قبل إدراكه حفرة جحره، وهناك طريقة أخرى يستخدمها قلة من هواة الصيد هي استخدام عادم السيارة في التضييق على الضب في جحره لإرغامه على الخروج، وآخرها طريقة حفر جحر الضب من الطرق التي تضمن الحصول على الضب حياً لكنها طريقة متعبة وتأخذ وقتا طويلاً نظرا لعمق حفرة الجحر خاصة إذا كان الضب كبيراً، ويحرص هواة صيد الضبان على صيد الضب متوسط العمر نظرا لطيب مذاق لحمه وطراوته.
عدد اليوم
