الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصغار: الالتزام بالإرشادات المرورية يجنبنا الحوادث

الصغار: الالتزام بالإرشادات المرورية يجنبنا الحوادث
14 مارس 2012
إن ترجمة الشعار الذي تبنته مديرية المرور والدوريات بشرطة أبوظبي، في فعاليات أسبوع المرور الخليجي الموحد 2012 “لنعمل معاً للحد من الحوادث المرورية”، يمثل هدفاً تربوياً وثقافياً مهماً يسهم استيعابه من قبل جميع أفراد المجتمع في الحد من الحوادث المرورية وتحقيق السلامة العامة، فضلاً عن كونه يؤكد قيمة اجتماعية وتنموية مهمة تتجسد في أهمية تضافر جهود المجتمع للحد من تلك الحوادث وتقليل الوفيات والإصابات الناتجة عنها قدر الإمكان. ولعل شريحة أطفال المدارس في الحلقة الأولى من التعليم الأساسي، في مقدمة الشرائح العمرية المستهدفة، لاعتبارات تنموية وتربوية مهمة للغاية، ومن ثم كانت الحاجة إلى التوقف عند هذه الفئة، ومعرفة قدر استيعابها للشعار وأهدافه. أظهر استطلاع للرأي قامت به”الاتحاد” ـ شمل أكثر من مائة طالب وطالبة في عدد من المدارس الابتدائية في أبوظبي، في اليومين الأولين لانطلاقة فعاليات أسبوع المرور الخليجي الموحد 2012 تحت شعار: “لنعمل معاً للحد من الحوادث المرورية” ـ حالة إيجابية من الوعي وإدراك مفهوم ومضمون الشعار. كان السؤال الرئيسي لاستطلاع الرأي: كيف يفهم الصغار مقولة: “لنعمل معاً للحد من الحوادث المرورية”، وكيف يتفاعلون عملياً مع مضمون الشعار؟ وهل صادفوا من المواقف اليومية ما يتفق ووعيهم الاجتماعي وثقافتهم المرورية المبكرة، ومدى علاقة هذا الوعي بمفهوم السلامة العامة؟ وإلى أي مدى تسهم الاحتفالات في مثل هذه المناسبات في إثراء وعيهم الاجتماعي والإحساس بالمسؤولية الجماعية كأفراد فاعلين يمثلون جيل المستقبل. أشار الطلاب إلى أنهم تفاعلوا مع فعاليات أسبوع المرور الخليجي 2012 من خلال الفعاليات المدرسية، وأبدوا درجة عالية من الوعي بدلالات الشعار، حيث يرونه يركز على مفهوم “التعاون والتضافر والتكاتف” بين أفراد المجتمع كافة، دون الاقتصار فقط على مسؤولية جهاز الشرطة والمرور، وأن مسؤولية الحد من الحوادث المرورية وتحقيق حالة عالية من السلامة العامة للأفراد والمجتمع بأسره إنما يشارك فيها الجميع من خلال وعيهم وثقافتهم المرورية، والتقيد بتعليمات الأمن والسلامة المرورية، وتطبيق الإرشادات والتعليمات التي تكفل للجميع السلامة العامة، وتسهم إلى حد كبير في إنجاح الحملة، ورفد التوعية المجتمعية في هذا الاتجاه، ولأن أي جهد حكومي أو مروري دون تعاون جميع أفراد المجتمع لن يحقق الهدف الأهم من هذه الحملات وهو السلامة العامة. كانت الظاهرة الأبرز في هذا الاستطلاع الوقوف عند رأي الصغار، وردود أفعالهم وطريقة تعاملهم مع الكبار عندما يصادفهم خطأ معين، أو سلوك أو تصرف من قبل الوالدين أو الأشقاء الأكبر بما يتعارض مع قناعتهم ووعيهم المروري، مما يشير إلى وجود درجة عالية من الوعي والإيجابية والالتزام الذاتي، وهو ما يسجد الأهداف الاستراتيجية بعيدة المدى لمثل هذه الاحتفالات في تكريس حالة من الوعي والثقافة المرورية الذاتية لدى الأبناء في المستقبل. مواقف يشير عبدالرحمن راشد المقهوي “10 سنوات” إلى أنه تعلم التعليمات والإرشادات المرورية من المدرسة، حيث تخصص دروساً من بين حين وآخر لهذا الغرض، وأنه كثيراً ما ينبه والده - في أدب - عندما يشعر أنه يقود سيارته بسرعة، أو عندما ينسى شد حزام الأمان، كما أنه يحرص على استخدام حزام الأمان بنفسه إذا جلس بالمقعد المجاور لوالده أثناء القيادة، كما أنه يحرص دائماً على المشاركة في الفعاليات المدرسية، وكذلك تطبيق تعليمات السلامة المرورية عندما يعبر الشارع من الأماكن المخصصة لذلك حتى لو كانت بعيدة”. كذلك يقول عمار عبدالله البلوشي (10 سنوات): “إنني أنصح إخواني بعدم السرعة إذا كنت موجوداً معهم أثناء القيادة وأحرص على استعمال حزام الأمان، ولا أحدث أخي الأكبر أو والدي أثناء قيادته للسيارة؛ لأن الالتزام بقواعد السير والتعليمات والإرشادات المرورية تساعد في تجنب الحوادث على الطرق، وعندما أصبح كبيرا وأستخرج رخصة قيادة سأطبق ما تعلمته في المدرسة من تعليمات، كما أنني أنضم إلى جماعة أصدقاء الشرطة، وأحرص على المشاركة في الفعاليات كافة بالمدرسة من حفلات أو معارض أو أعمال فنية أو غيرها”. ويضيف زميله: خالد صديق (11 سنة): “كثيراً ما يصادفني تصرفاً مخالفاً لما تعلمته من آداب المرور وقواعد السير سواء كنت مع الأسرة، أو عند الانتقال إلى المدرسة أو الأسواق أو السفرات، ولا أتردد أن أبلغ أو أوجه الشخص المقصر، أو أنصح زملائي بأهمية التقيد بالإرشادات المرورية، فرجل المرور لا يستطيع وحده أن يقم بذلك، وعلينا جميعاً أن نتعاون مع الجهات المسؤولة حتى نسهم في نشر الوعي المروري في المجتمع”. التعبير بالرسم أما أسماء جمال الدوسري (9 سنوات) فتحرص على المشاركة في فعاليات أسبوع المرور من خلال رسوماتها، حيث ترسم لوحات تشكيلية تعبر عن المناسبة، وتحث فيها زملاءها نحو أهمية التقيد بإرشادات السلامة المرورية، وكثيراً ما شاركت في المعارض الفنية في مدرستها، وتقول: “إن شعار أسبوع المرور الخليجي يركز على مفهوم (التعاون) والمشاركة الجادة من فئات المجتمع لإنجاحه، وهذه مسؤولية المجتمع بأسره”. ويضيف سالم حسن الزيودي (11 سنة): “السلوك الملتزم عنوان للأخلاق الحسنة، والالتزام بقانون المرور وقواعد وتعليمات السير ظاهرة حضارية، و(نعمل معاً) تأكيد لمعنى التعاون والتضافر لتنفيذ أهداف فعاليات أسبوع المرور الخليجي، فالمسؤولية لا تقتصر على رجال الشرطة أو المرور، لكن لا بد من تعاون جميع الناس، ولقد تعلمنا في المدرسة أهمية الالتزام بالسلوك الحضاري، كما هي الحال بالنسبة لسلوك الحفاظ على النظافة والحفاظ على البيئة، كذلك الالتزام بالتعليمات والإرشادات المرورية، وإذا أقدم زميل لي على خطأ فلا بد أن أنصحه وأنبهه إليه حتى لا يكرره، كذلك إذا نصحني زميل نصيحة جيدة لابد أن ألتزم بها وأحاول التجاوب معها”. كما يقول عبد العزيز محمد الحوسني: “نحن نستفيد من الاحتفالات بأسبوع المرور في التذكير بأهداف التوعية المرورية وأهميتها، وفي الحصة الأولى تلقينا محاضرة عن أهمية الالتزام بالتعليمات المرورية وقواعد السير؛ لأن في ذلك مصلحة للجميع، وسيسهم في تجنب وتقليل الحوادث المرورية، كما أنني ألتزم - على سبيل المثال - بالاتجاه في السير إلى ناحية خلف الحافلة المدرسية بعد النزول منها، وليس من أمامها تجنباً للدهس، ولقد تعودت على ذلك، وكنت أنسى في البداية، لكنني اعتدت الأمر، كما لا أعبر الشارع من مكان غير المكان المخصص لعبور المشاة، ولا أتحدث مع والدي أثناء قيادته للسيارة، وإذا تحدث والدي أو من يقود السيارة في الموبايل أثناء السير، عليّ أن أذكره بذلك، حتى عند السرعة الزائدة، إنها أشياء بسيطة علينا جميعاً أن نتعاون من أجل سلامتنا”. المخالفات الصريحة من جانب آخر، تقول عائشة الهنوري، (12 سنة): “إن التزام الناس بالقواعد والإرشادات المرورية لا يمكن أن يكون بنسبة مائة بالمائة، وتشديد العقوبات مهم للحد من المخالفات التي تتسبب في حوادث جسيمة، كإهمال الصغار ووضعهم إلى جانب السائق أثناء القيادة، أو استعمال الهاتف المحمول أو “البلاك بيري”، أوعدم استخدام حزام الأمان، أو السير عكس الاتجاه، أو التهور والسرعة الزائدة، وغير ذلك من مخالفات. وأقترح إلى جانب توعية الطلاب في المدارس، أن تكون الثقافة المرورية والبيئية جزء مهم من منهج مادة دراسية، حتى نضمن وصولها بقدر جيد إلى كل الطلاب والطالبات. كذلك أرى أهمية تعاون كل أفراد المجتمع من أجل الحد من هذه المخالفات، وحث الشباب والمراهقين على عدم السرعة الزائدة، والتعاون مع جهاز المرور من أجل إنجاح الحملة، ومن أجل الحد من الحوادث الضارة أو القاتلة”. وتكمل نسمة سعد (12 سنة): “يكثر الحديث عن حزام الأمان وأهميته، وأن ربطه دليل على وعي السائق وحرصه على الأمن والسلامة، وهذا صحيح ولا غبار عليه، وإذا ذكر حزام الأمان ذكر الوعي المروري، وإذا غاب الوعي المروري غاب ربط حزام الأمان، إن الوعي المروري أشمل وأعم من أن يقتصر على ربط حزام الأمان، وأن ربط حزام الأمان إنما هو أحد مظاهر الوعي المروري التي ينبغي على كل سائق أن يتحلى بها، هناك أشاء أخرى مهمة لا نغفلها، وهناك سلوكيات سلبية على الجميع أن يتخلص منها، ويستبدلوها بسلوكيات إيجابية، وهذا يحتاج تعاون ووعي والتزام، ودعم جهود رجال الشرطة والمرور”. كذلك يقول مهند الزعابي (11 سنة): “لقد تعلمت في المدرسة أن من أهم مظاهر الوعي المروري، الوعي بحالة السيارة التي نقودها، والوعي يجب ألا يقتصر على نوع السيارة أو موديلها أو بعض جوانب الاستخدام فيها، إنما الوعي أيضاً بأهم الجوانب الفنية والإلكترونية التي تساعد على الاستفادة القصوى منها وقيادتها بشكل آمن، وعمل الصيانة المطلوبة لها، والوعي بالطرق التي نسير فيها أو نسلكها، والإلمام بجميع العلامات المرورية، والخطوط الأرضية ومدلولاتها التي تساعد السائق على القيادة الآمنة، والوعي بالأنظمة المرورية التي وجدت لحمايتنا وليس لمضايقتنا، كالالتزام بالسرعة المقررة داخل المدن وعلى الخطوط السريعة. كذلك من مظاهر الوعي المروري، الوعي بأهمية ومدلولات الإشارات واللوحات الإرشادية التي تنظم السير، والتعاون التام لتنفيذ قانون المرور”. أسبوع تقدير وعرفان في لفتة راقية، وجه راشد جمال الدوسري “11 سنة” التحية والتقدير إلى رجال الشرطة والمرور، والعرفان بجهودهم المخلصة في الحفاظ على أرواح الجمهور وسعيهم الدائم إلى الحد من الحوادث والإصابات وسرعة استجابتهم عند الضرورة وقال: “في الاحتفالات بأسبوع المرور الخليجي 2012 علينا أن نوجه الشكر والتقدير لكل رجال الشرطة والمرور الساهرين على حمايتنا والحفاظ على أرواحنا وسلامتنا، وعلينا جميعاً أن نتعلم كيف نتعاون معاً للحد من الحوادث المرورية لأنها تمثل خسارة كبيرة بشرية ومادية، والالتزام بقانون وتعليمات المرور من شأنه أن يحقق الهدف ويحفظ حياتنا، والتعود على مثل هذه السلوكيات الإيجابية والاقتناع بها منذ الصغر تصبح جزءاً من سلوكيات الشخص عندما يكبر، والالتزام بالقانون ظاهرة حضارية، ولا يفوتني أن أشكر أساتذتي بالمدرسة الذين علموني مثل هذه السلوكيات الصحيحة حتى أستفيد منها ويستفيد منها المجتمع”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©