السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المراكز الصيفية.. حلّ سحري ينقذ الأبناء من الخادمة والتلفزيون

المراكز الصيفية.. حلّ سحري ينقذ الأبناء من الخادمة والتلفزيون
8 أغسطس 2009 00:17
بعد عام متواصل من المسؤولية والانضباط، تأتي العطلة الصيفية محمّلة بالراحة وكثير من أوقات الفراغ.. وتعتبر الأندية والمراكز الصيفية المنتشرة في الدولة، سواء الحكومية أو الخاصة، متنفساً محبباً للطلاب، لاسيما الأطفال، من شأنه أن يرفّه ويروّح عنهم من جديّة وثقل العام الدراسي المنصرم، فضلا عن أنه يشغل أوقات فراغهم بنشاطات مفيدة جسدياً وفكرياً. ومن هذا المنطلق، يحرص كثير من الأهالي على تسجيل أبنائهم خلال العطلة الصيفية في أحد المراكز الصيفية التي تتوزع في أرجاء الدولة. يقول أيوب الحديدي، والد لأربعة أطفال: «درجت عادتنا في كلّ صيف على تسجيل الأطفال في مركز صيفي خاص، وذلك لقتل أوقات فراغهم بأنشطة مفيدة مثل الكاراتيه، والسباحة والرسم وغيرها من الأنشطة التي تساهم في بناء جسد الطفل وعقله، كما تقوي شخصيته من خلال التعرف على أطفال وأشخاص آخرين خارج نطاق المدرسة.. ورغم أن هذا يحتاج لميزانية خاصة من قبل العائلة، إلا أنه استثمار إضافي يصب في مصلحة الطفل بدل بقائه في المنزل مسمّراً أمام التلفاز أو الانترنت أو الأجهزة الالكترونية التي تدمر خلايا دماغه». بين الخادمة والتلفزيون من جانبها ترى أم مصطفى، والدة لطفلين، أن تسجيل الطفل في أندية ومراكز صيفية من شأنه أن يساعد الأسرة في رعاية الطفل نفسياً، لاسيما بالنسبة للأمهات العاملات حيث يبقى الأطفال رهائن للمنزل، بين مطرقة الخادمة وسندان التلفزيون، وفي كلتا الحالتين فالأمر ينعكس سلبياً على الطفل وبالتالي على المجتمع. وتشير الطفلة أروى سامي، 12 عاماً، إنها اعتادت على ارتياد الأندية والمراكز الصيفية المختلفة في أبوظبي خلال العطل الصيفية المنصرمة، قائلة: «كان عمري 5 سنوات عندما سجلتني والدتي في أحد المراكز الصيفية الخاصة، وقد كانت تجربة جميلة جداً لن أنساها ما حييت، فلقد تعرفت من خلالها على أصدقاء كثيرين من عمري فكنا نمرح ونلهو معا. كما نشأت علاقة إنسانية لطيفة بيني وبين المشرف على الحافلة التي كانت تقلني للمركز، والذي كان يوصل الجميع قبلي لأستمتع بمشاهدة المدينة أثناء رحلة العودة حتى لا أصل سريعاً للمنزل». تضيف أروى: «منذ ذلك الوقت ارتبطت المراكز الصيفية لديّ بالفرح والأوقات الجميلة ولذلك فإنني أتحين فرصة انتهاء العام الدراسي لأنضم سريعاً بين صفوف الملتحقين بها». دور مضاعف تتضاعف أهمية ودور المراكز الصيفية هذا العام بشكل أكبر، وذلك لمجموعة ظروف ومتغيرات استثنائية، على رأسها طول مدة العطلة الصيفية التي تم تمديدها لحين انتهاء شهر رمضان الفضيل وهو ما أدى إلى تمديد فترة عمل العديد من المراكز والأندية الصيفية، بحسب حسين العيسوي، مدير مركز «المارينا الرياضي» بأبوظبي، الذي أكد أن المركز قد مدد فترة دوامه إلى يوم 20 من الشهر الحالي بناء على طلب الأهالي وكان من المفترض أن يغلق أبوابه في السادس من الشهر. أما الأسباب الأخرى التي ضاعفت من أهمية هذه المراكز، والحديث للعيسوي، فهي انتشار وباء انفلونزا الخنازير في كثير من دول العالم مما دفع العديد بالعائلات المقيمة في الإمارات إلى تجنب السفر هذا العام والبقاء في الدولة، وكذلك بسبب الأزمة الاقتصادية والركود الذي يسود العالم. مشيراً إلى أن المركز الذي يستقبل الأطفال منذ 7 سنوات مضت، قد شهد زيادة ملحوظة في التسجيل هذا العام أدت إلى إقفال باب التسجيل بعد أسبوعين فقط من فتحه، لافتا إلى انضمام أكثر من 500 طالب وطالبة تحت عمر 15 عاماً. ويوضح العيسوي أن رغبة الأهل تتزايد في تسجيل أبنائهم بالمراكز الصيفية لعدة دوافع تسبق عامل الترفيه والتسلية، وأهمها إبعاد الأولاد عن التلفزيون وتعليمهم أشياء مفيدة، كما تلعب المراكز دوراً هاماً في تكوين شخصية الطفل أو الطالب سواء من الناحية الجسدية حيث تعمل الأنشطة الرياضية كالسباحة وكرة القدم وكرة الطائرة والتايكواندو، مثلاً، على تقوية الجسم وجهاز المناعة الخاص به. كذلك من الناحية النفسية والفكرية حيث تعمل أنشطة الرسم وتحفيظ القرآن على تهذيب النفس وتقويم السلوك والمساهمة في تربية الطالب، فضلاً عما يوفره التواصل مع الآخرين من فرصة لتقوية شخصية الطالب وزيادة ثقته بنفسه. ويتحدث العيسوي عن قائمة من الأنشطة يقدمها المركز هذا الصيف لطلابه من بينها السباحة، والتزلج على الماء، وكرة القدم وكرة القدم على الصابون، وكرة التنس وكرة الطائرة وكرة السلة، والتايكواندو والكارتيه، والرسم، وتحفيظ القرآن، بالإضافة إلى الرحلات الأسبوعية التي تتم مع نهاية كلّ أسبوع داخل أبوظبي وخارجها. هذا ويقوم الفريق المشرف على الأنشطة بإجراء مسابقات أسبوعية في كل من النشاطات المقدمة للطلاب ليمنح الفائزين بها جوائز وكؤوس. أما الفئات العمرية الأقل من 8 سنوات، فهم يحصلون على الجوائز التشجيعية على الدوام.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©