الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أطفال مبتهجون وعروض فلكلورية وترانيم شجية

أطفال مبتهجون وعروض فلكلورية وترانيم شجية
8 أغسطس 2009 00:12
«عطونا الله يعطيكم بيت مكة يوديكم»، «جدام بيتكم وادي والخير كله ينادي».. ترانيم شجية انطلقت من أفواه الأطفال ، لتدوي في ثنايا مدينة مدهش احتفالا بيوم حق الليلة وهم مرتديين الأزياء الشعبية حاملين بين أيديهم الغضة أكياساً تعج بتشكيلات مختلفة من الحلويات وينطلقون في جماعات بين أطراف مدينة مدهش، وقد غزت وجوههم ملامح الفرح وابتهجت قلوبهم، بالأجواء التراثية التي اكتست بها المدينة. وما أن تطأ قدماك المكان حتى يستقبلك عبق الماضي وأصالته، كما تنطلق الرقصات الفلكلورية على إيقاع الأهازيج التراثية الشعبية في عرض شيق ابتهج به الصغار قبل الكبار. فمن خلال ثلاث خيمات تراثية وضعت أحتفاء بهذا اليوم تم فيه استقبال الأطفال وإعطائهم الحلويات والهدايا ، بالإضافة لبعض الفعاليات التراثية الشيقة التي تعلق الأطفال بها. ومن بين هذه الفعاليات التي تعج بها مدينة مدهش عرض مجموعة من الشباب المتطوعين عملا فنياً مسرحياً رسم أبعاد هذا اليوم الذي ظل متوراثاً بين الأجيال من خلال تقديم لوحة تمثيلية حية حول نمط الاحتفال بهذا اليوم ، ويتخللها جانب من الرقصات الشعبية. من جانب آخر وعلى مسرح القاعة الوسطى أبدع أطفال نادي أصدقاء مدهش في تقديم عروض ولوحات فنية لفتت أنظار الزوار وأبدوا إعجابهم بالصغار الذين برعوا في إبراز قدارتهم ومواهبهم وثقتهم العالية من خلال تجسيد أجواء النصف من شعبان. ويذكر أن حق الليلة، أو حق الله كما يطلق عليه في الإمارات، يرتبط ارتباطاً وثيقاً بعادات شعوب الخليج، فبالرغم من اختلاف التسميات من دولة لأخرى إلا أن النمط الاحتفالي بهذا اليوم واحد ، فنجد أن استعداد الأهالي لليلة النصف من شعبان يبدأ بفترة كافية حيث يتم شراء المكسرات والحلويات بتشكيلات مختلفة، ويتم تجهيز أكياس من القماش تصنعه الأمهات لأطفالهن ، وينطلق الأطفال في جماعات وقد ارتدوا الأزياء الشعبية التي تحاكي الحياة قديماً، ويجوبون المكان مرددين الأهازيج والقصائد مثل «عطونا من حق الله» أو « عطونا حق الليلة» أو «عطونا الله يعطيكم بيت مكة يوديكم» ويطرقون الأبواب التي في الأساس تفتح على مصراعيها في هذا الوقت وتتأهب السيدات لاستقبال الأطفال وإعطائهم الحلويات، إلى أن يسدل الستار على هذا اليوم بأن تلوح الشمس بالرحيل. عندها يعود الأطفال إلى منازلهم محملين بأكياس ممتلئة بالحلويات، بعد أن تعايشوا مع ملحمة تراثية نستقبل بها أجواء الشهر الفضيل بعد أيام قليلة. ويتداعى الماضي هاهنا بتفاصيله وشخوصه التي تعيدنا لطفولتنا وعلاقتنا بهذا اليوم لنراها متجسدة في أطفالنا وفرحتهم بها، لتظل ذكرى عالقة في أذهاننا يحييها أطفالنا كل عام.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©