الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات.. مسيرة وطن بدأها زايد ويواصلها خليفة

الإمارات.. مسيرة وطن بدأها زايد ويواصلها خليفة
23 مارس 2014 00:54
أبوظبي (وام) ـ ينظر العالم اليوم بانبهار إلى تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة ويقرأ بإعجاب قصة كفاح شعب وقيادة ومسيرة وطن بدأها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه مؤسس الإمارات الحديثة وناضل خلالها ضد كل ما يعترض طريق البناء والتنمية والرخاء وعلى رأسها المناخ القاسي وندرة الموارد. وبالعودة إلى الماضي ومع حلول منتصف ستينيات القرن الماضي بدا واضحاً أن الطريق بات ممهداً أمام الشيخ زايد لتحقيق رؤيته وتطبيقها عملياً بعد أن فتح عينيه على قومه وقد نالت منهم سنوات الحرمان وأخذ يتابع من مكان إقامته في واحة العين الصحراوية تلك التغييرات التي كانت تحدث ببطء شديد. وفور اكتشاف النفط حرص على دراسة المزايا الناتجة عن دخول الدولة نادي منتجي النفط وخطط وتابع من أجل أن يضمن توزيع عائده المالي على شعبه وظل لسنوات طويلة يطور رؤيته الخاصة من أجل إيجاد مجتمع حديث ومزدهر. لقد كان لاكتشاف البترول المفاجئ أثر درامي في الإمارات فقد أصبح الناتج المحلي 6 مليارات و500 مليون درهم عام 1971 لم يخصصه المغفور له الشيخ زايد، رحمه الله، لنفسه وإنما اختار إنفاقه لخير شعبه عبر برنامج طموح لإقامة المشاريع العامة بدأ بإنشاء مجتمع حديث يحل محل المجتمع القديم في هذه البقعة من العالم. ومنذ سنوات قليلة مضت كان عدد سكان مدينة أبوظبي لا يتعدى آلافاً معدودة يعملون في حرف قديمة مثل صيد اللؤلؤ والأسماك والسفر الشراعي وبناء السفن وكانت همزة الوصل للقوافل ومرسى لسفن السفر والنقل البحري. وكان تفكيره، طيب الله ثراه، يسبق عصره وكان همه وشغله الشاغل بناء دولة مؤسسات حتى يضمن لجيل اليوم أن يقطف ثمار زرعه وأن تتقدم الإمارات بخطى سريعة واثقة شعارها بناء الإنسان. آفاق واسعة جديدة فبعد سنوات من انحسار دور صناعة اللؤلؤ كمصدر تقليدي للدخل كانت المنطقة تعاني بالفعل من مصاعب اقتصادية شديدة غير أن النمو المستمر في أنشطة استخراج النفط فتح آفاقاً واسعة جديدة ليس فقط في مجال الصناعة والتوظيف ولكن في القطاع التجاري حيث تولت المشاريع والمؤسسات التجارية العديدة التي أقيمت آنذاك توفير جزء كبير من توريد احتياجات الحقول النفطية القائمة. واستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن يشعر الناس بالمنافع الحقيقية لهذه التغييرات حيث ظلت حياة الكثير من القاطنين في المناطق النائية وبعيداً عن حقول النفط الجديدة قاسية وتمثل صراعاً يومياً للبقاء، لكن مجهودات جبارة بذلت لتتحول هذه المدن التي كانت عبارة عن قرى غارقة في التخلف والنسيان إلى مدن عصرية. واليوم في هذه المناطق النائية الناس لا يتحدثون عن الكهرباء والماء والعلاج والتعليم وما إلى ذلك، فهم يتحدثون عن البرامج الحكومية والتنمية البشرية والاقتصادية والمنافسات الرياضية ويؤكدون أن الصحراء ولت وصارت من الماضي. إنشاءات ضخمة وحازت الإنشاءات الضخمة على الساحل مثل قصر الإمارات وحلبة ياس وجزيرة السعديات وبرج خليفة وأبراج الإمارات وفندق برج العرب سمعة وشهرة عالمية واسعة وجذبت كثيراً من مهندسي المعمار من جميع أنحاء العالم إلى المنطقة بهدف تشييد منشآت مميزة ملفتة للأنظار. وقد كان لها ما أرادت بفضل الله، ثم بفضل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الذي دعم ولم يتوان، وتابع فأوكل الأعمال بمسؤولياتها إلى أصحاب الخبرة والإرادة الجبارة فأصبحت الإمارات قاطرة الشرق الأوسط ونموذجاً يحتذى. وتعيش أبوظبي في الوقت الحاضر مرحلة نهضة حقيقية بتوجيهات صاحب السمو رئيس الدولة ومتابعة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لتواصل مسيرة النمو والتنمية. جامع الشيخ زايد الكبير ويعد جامع الشيخ زايد الكبير «درة الخليج البيضاء» علامة لافتة في الوجه الحضاري لمدينة أبوظبي ويعتبره الإماراتيون ذروة الوجه الحضاري لعاصمتهم الصاعدة والذكرى البصرية لما حققه مؤسس الدولة باني الإمارات الحديثة المغفور له الشيخ زايد. والقادم إلى العاصمة أبوظبي يستمتع بمشاهدة المبنى الشاهق الذي يخترق سماء أبوظبي ويتلألأ في رحابها بفعل انعكاسات الضوء من مسافة بعيدة، غير أن هذا المبنى السامق الذي يتألف من 82 قبة و1096 عموداً ليس خداعاً بصرياً وإنما هو جامع الشيخ زايد الذي يعد من أهم المعالم السياحية بالمدينة المطلة على الخليج، ويحمل هذا الجامع الذي يقع في قلب مدينة أبوظبي اسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة وواضع حجر أساس هذا الصرح الإسلامي الكبير الذي يكسوه الرخام الأبيض. مدينة عصرية وتحولت أبوظبي منذ ستينيات القرن الماضي وبعيد اكتشاف النفط إلى مدينة عصرية تحف بها الحدائق الغناء والفنادق الضخمة والمباني الشاهقة تحقيقاً لرؤية وطموحات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والآن توشك تلك المدينة على اتخاذ قفزة نوعية أخرى فهي تتطلع على مدى العقد المقبل كي تصبح أحد المراكز الثقافية العالمية الكبرى في الشرق الأوسط. قامة عالمية وأصبحت دبي ذات قامة عالمية تنافس كبريات الدول المتقدمة في العالم ويجمع زوار دبي الدائمون والعابرون على أن الشعور الذي يخالج المسافر القادم إلى دبي أن المدينة ليس لها صلة بعواصم العالم الثالث . التاريخ نهض من جديد في قلب مدينة دبي الذي شهد ولادة مارد معماري تلامس هامته الشامخة عمق الفضاء فقد أصبح بالإمكان بعد الإعلان عن افتتاح أطول برج في العـالم رؤيـة مـدن الشارقة وعجمـان المجـاورة مـن فوق قمتـه إذ يتجاوز ارتـفاعه أكثـر من 800 متر. إنه برج خليفة لؤلؤة العمارة الحديثة وتحفة معمارية تاريخية لم يشهد العالم لها مثيلا إنه أكثر من برج وناطحة سحاب وتحفة معمارية هو التاريخ والزمن هو كل الأفكار العبقرية المجبولة بالطموح والإرادة والتحدي وهو شاهد على تاريخ هذه المدينة الحديثة التي سرعان ما تنتهي من إنجاز ما لتعلن عن إنجاز آخر. مسيرة ثقافية لا تزال مدينة الشارقة تواصل مسيرتها الثقافية حيث تستضيف أفضل مهرجانات التراث والفنون في المنطقة والمعترف بها دوليا كما فازت المدينة في عام 1998 بجائزة اليونسكو الثقافية كأفضل عاصمة ثقافية للعالم العربي وذلك عن التزامها بتقديم أفضل أنواع الثقافة والفنون والحفاظ على تراثها الإنساني فالزائر إلى شوارعها العتيقة يتلمس سحر الماضي النابض في كل مكان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©