الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

انقسامات عميقة وآلام ومتاعب في غزة

13 يونيو 2008 00:39
بعد عام من انتزاع حركة ''حماس'' السيطرة على قطاع غزة، إثر أيام من القتال المرير مع حركة ''فتح'' لا يزال الفلسطينيون منقسمين بشدة داخل القطاع وخارجه، بشأن ما أسهمت به الحركة في حياتهم· يرحب أنصارها بما يقولون إنه تراجع في عنف الفصائل الذي قاست منه غزة· ويجادلون بأن ما وصفه الرئيس محمود عباس ''بانقلاب'' في يونيو من العام الماضي، كان الملاذ الأخير ضد أعضاء حركة ''فتح'' العلمانية التي يتزعمها عباس، والذين عقدوا العزم على إطاحة الحكومة المنتخبة التي كانت تقودها حركة ''حماس''· وقد لقي عدة مئات من الفلسطينيين حتفهم بينهم الكثير من المدنيين، في القتال بين الفصائل العام الماضي الذي انتهى بانتصار ''حماس'' في 14 يونيو· ورد عباس بإقالة القيادي في الحركة ورئيس الوزراء آنذاك إسماعيل هنية، وتعيين سلام فياض ليتولى إدارة تدعمها حركة ''فتح'' في الضفة الغربية· وبدأ عباس فيما بعض محادثات سلام مع إسرائيل تدعمها الولايات المتحدة التي تصنف - ومعها إسرائيل- الحركات الإسلامية على أنها ''جماعة إرهابية''· وتوقف القتال بين العشائر وانخفضت معدلات الجريمة، أما رجال الشرطة الملتحون فينظمون حركة المرور· لكن في حين تنصب الانتقادات بشكل رئيسي على إسرائيل وليس على ''حماس'' يقول سكان غزة إن الصعوبات زادت في جميع أوجه الحياة الأخرى تقريباً منذ تولي ''حماس'' السلطة· ويعاني اقتصاد غزة من تدهور· وأغلقت أغلبية مصانع غزة البالغ عددها 3900 منذ يونيو بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على معظم الواردات، وفقد مئة ألف شخص وظائفهم، كما ارتفعت أسعار الوقود وأسطوانات الغاز التي تستخدم في الطهي والسلع المنزلية ارتفاعاً كبيراً· ويرى محللون أن تجربة ''حماس'' في الحكم أدت إلى تراجع شعبيتها، وإن لم يستطع الحصار الإسرائيلي المحكم الذي فرضته إسرائيل من إضعافها على الحركة· وأقر إسماعيل هنية رئيس الوزراء المقال في تصريح لوكالة ''فرانس برس'' أن ''هذا العام كان مؤلماً على الصعيد الوطني''· وأكد هنية القيادي البارز في حركة ''حماس'' أنه ''لا احد كان يريد أي انقسامات على الساحة الفلسطينية، وقطعاً أن الذي جرى في قطاع غزة (سيطرة حماس) هو شيء اضطراري''· وحمَّل هنية ضمناً، الولايات المتحدة المسؤولية عن الأحداث التي سبقت سيطرة حركته على القطاع، قائلاً إن ''الإدارة الأميركية كانت تشجع على الظاهرة الانقلابية على نتائج الانتخابات''· ويعتبر حمدي شقورة نائب مدير المركز الفلسطيني لحقوق الانسان، أن هذا العام ''أشبه بنكبة جديدة وتدمير للقضية الفلسطينية'' بسبب ''التراجع غير المسبوق في أوضاع حقوق الإنسان في الضفة الغربية وقطاع غزة''· ويضيف ''وثقنا المئات من حالات الاعتقالات غير القانونية واستخدام التعذيب من أجهزة أمن الطرفين، وانتهاك للحق في حرية التعبير وعلى الصحافيين''· وبحسب إحصائيات أوردها المركز الحقوقي قتل 118 فلسطينياً في غزة في الفترة ما بين 17 يونيو 2007 و1 يونيو 2008 في حوادث انتهاكات لحقوق الإنسان، بينما قتل في الفترة نفسها 30 فلسطينياً في الضفة الغربية· وتابع شقورة ''أما الاشتباكات المؤسفة التي سبقت 15 يونيو 2007 فقتل فيها 163 فلسطينياً(··) إنها صفحات سوداء في التاريخ''· واعتبر استاذ علم الاجتماع السياسي جهاد حمد أن ''الاحتلال الإسرائيلي هو المستفيد الوحيد من حالة الانقسام'' معتبراً أنه ''لا حل للفلسطينيين من دون حوار جدي وتقوية الجبهة الداخلية في مواجهة الأخطار والتحديات''·
المصدر: غزة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©