«وحيد القرن».. مسرحية فرنسية برؤية محلية

أحمد السعداوي (أبوظبي) أمسية مميزة شهدها مسرح جامعة باريس السوربون-أبوظبي أمس الأول، من خلال عرض مسرحي لرائعة «رينوسيروس»، أو «وحيد القرن» للكاتب المسرحي الفرنسي الشهير أوجان يونسكو، شارك في أدائها مجموعة من طلبة الجامعة أصحاب المواهب الفنية المختلفة الذين قدموا طرحاً فنياً مختلفاً لواحدة من المسرحيات التي خرجت إلى النور في منتصف القرن الماضي، والتي تم إحياؤها في العاصمة الإماراتية بطريقة عصرية على مسرح الجامعة، وذلك باللغة الفرنسية، حيث جسد كل طالب دوراً بالمسرحية أمام الحضور الذي تمثل في إدارة الجامعة وذوي الطلبة وزملائهم. تعود مسرحية «رينوسيروس»، أو (وحيد القرن) إلى عام 1959، حيث كتبت لاستكشاف تطابق الأفكار الثقافية والفلسفية والأخلاقية ومدى تأثيرها الاجتماعي، وتنتمي المسرحية لمدرسة الدراما المعروفة بالمسرح العبثي. إبراز المهارات قام طلبة جامعة باريس السوربون-أبوظبي بإعادة تمثيل هذه المسرحية الفرنسية الشهيرة، لإبراز مهاراتهم الثقافية وقدراتهم وإبداعاتهم في مختلف المجالات، بما يضمن لهم تجربة جامعية وأكاديمية متكاملة وغنية، وتجدر الإشارة إلى أن «وحيد القرن» عُرضت على مسرح الجامعة للمرة الأولى، وقد لاقت استحسان الحضور الذي عبر عن إعجابه باحتراف الطلبة لمهنة التمثيل، وقد أشرف على تدريب الطلبة السيدة سليمة أبيض التي تعمل كمدرسة فنون مسرحية في جامعة باريس السوربون-أبوظبي، حيث تابعتهم منذ أشهر وحرصت على تدريبهم بشكل مكثف لتقديم عرض مميز، كما قامت بتطوير المسرحية بصورة عصرية لتصل رسالتها إلى جيل العصر الحالي. جانب إبداعي ومن الطلاب المشاركين في العرض سارة جمول، من برنامج الاقتصاد في جامعة باريس السوربون-أبوظبي، والتي قالت: تشكل مشاركتي في هذه المسرحية فرصة فريدة، حيث ساعدتني كثيراً في التعبير عن نفسي بشكل أفضل، وترجمت أفكاري بأسلوب أكثر تناسقاً، وفي ظل المسؤوليات الدراسية التي تتوجب علينا، يعتبر الوقت الذي نقضيه لممارسة النشاطات التي نحبها، أمراً جميلاً، ووسيلة لتطوير مهاراتنا الفنية وإضافة جانب إبداعي إلى مسيرتنا التعليمية، وأتطلع للمشاركة في الفعاليات الفنية التي ستنظمها الجامعة في المستقبل. أما كارلا مارند، طالبة في برنامج علم الآثار وتاريخ الفن، فأوردت: «تعكس مشاركتي في هذه المسرحية رغبتي في التعبير عن أفكار بشكل عصري أمام زملائي، وقد استطعت من خلال هذه التجربة الجميلة أن أتواصل مع الحضور وأتفاعل معهم من خلال الفن الذي أعتبره لغة عالمية يفهمها ويقدرها الجميع». قصة قديمة من جهته، قال علاء الترك، طالب في برنامج الاقتصاد في جامعة باريس السوربون-أبوظبي: «إنها المرة الأولى التي أشارك بها في مسرحية تجسد قصة فرنسية قديمة، وقد كانت تجربة ناجحة جداً من ناحية المحتوى، والقدرة على التعبير عن الذات والتفاعل مع الحضور بشكل فني مختلف، كما أن التحضيرات لهذه الفعالية التي امتدت لشهور عدة، لعبت دوراً كبيراً في التقرب من زملائي والتعرف إليهم عن قرب، فضلاً عن تطوير قدرات فنية كنت أجهلها من قبل، وأتطلع للمشاركة في المزيد من المسرحيات التي ستنظمها الجامعة مستقبلاً، حيث وجدت في المسرح سعادة لا توصف». استكشاف مهارات الطلبة قال عيسى الرئيسي، مدير إدارة شؤون الطلبة في جامعة باريس السوربون-أبوظبي: «نحرص من خلال النشاطات الفنية التي ننظمها إلى تقريب المسافات الثقافية بين الطلبة ودعوتهم إلى استكشاف مهارات الآخر والتعلم من الخبرات المتعددة التي يمتلكونها. وتظهر مسرحية «وحيد القرن» إمكانية وإبداعات الطلبة في استحضار الماضي بشكل عصري، وإننا فخورون جداً بطلبتنا الذين يبذلون الكثير من الجهد للنجاح في دراساتهم، والمشاركة في جميع الأنشطة، ليبقوا على تواصل دائم مع زملائهم ورفاقهم من خلال الفن». تجدر الإشارة إلى أن جامعة باريس السوربون-أبوظبي تنظم على مدار العام الدراسي مجموعة من الفعالية والأنشطة المتعددة التي تهدف إلى توفير تجربة أكاديمية متكاملة للطلبة.