السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

اليتيم.. ?وعناية ?الإسلام ?به

5 ابريل 2018 22:56
الحمد لله الذي أنعم علينا بالإسلام، وشرح صدورنا للإيمان، والصلاة والسلام على سيدنا محمد- صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد:- يقول الله تعالى في كتابه الكريم: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بالدِّينِ* فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ* وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ*فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ* الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاتِهِمْ سَاهُونَ* الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ* وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ}(سورة الماعون الآية 1-7). جاء في كتاب تفسير التحرير والتنوير لابن عاشور: (قيل: نزلت في العاص بن وائل السهمي، وقيل في الوليد بن المغيرة المخزومي، وقيل في عمرو بن عائذ المخزومي، وقيل في أبي سفيان بن حرب قبل إسلامه بسبب أنه كان يَنحر كل أسبوع جَزورًا، فجاءه مرة يتيم فسأله من لحمها فقرعه بعصا، وقيل في أبي جهل: كان وصيًا على يتيم، فأتاه عرياناً يسأله من مال نفسه فدفعه دفعاً شنيعاً) (تفسير التنوير والتحرير لابن عاشور 30/‏565-566). وذكر صاحب صفوة التفاسير في تفسير الآية السابقة:[{أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بالدِّينِ }؟ استفهام للتعجيب والتشويق، أي هل عرفت الذي يكذب بالجزاء والحساب في الآخرة؟ هل عرفت من هو، وما هي أوصافه؟ إن أردت تعرفه{فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ} أي فذلك هو الذي يدفع اليتيم دفعاً عنيفاً بجفوة وغلظة، ويقهره ويظلمه ولا يعطيه حقه ](صفوة التفاسير للصابوني 3/‏609). إن الأيتام يحظون باهتمام كبير في ديننا الإسلامي الحنيف، حيث نرى ذلك واضحاً من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، فقد جاءت النصوص الشرعية تدعو المسلمين إلى وجوب الاهتمام بالطفل اليتيم ورعايته، والحفاظ على أمواله، وَحُسْنِ الإنفاق عليه، كما في قوله سبحانه وتعالى:{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاء اللّهُ لأعْنَتَكُمْ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}(سورة البقرة الآية 220 ). فضل كفالة اليتيم من المعلوم أن ديننا الإسلامي الحنيف قد أولى اليتيم عناية كبيرة، وأجزل الثواب لمن يتولى كفالته، وَيُحْسن معاملته وتربيته وتأديبه، وتوفير ما يحتاجه من طعام وشراب وكساء، فنحن أمة ذات رسالة، حملنا الإسلام منذ قرون طويلة، وَطَبَّقْنا أحكامه، فانتشر الحب والأمان والتكاتف بين أبناء مجتمعنا الإسلامي. وعند دراستنا للسنة النبوية الشريفة نرى أحاديث رسولنا- صلى الله عليه وسلم- تتلألأ في الحث على وجوب كفالة الأيتام ورعايتهم والإحسان إليهم وضرورة العناية والاهتمام بهم، منها: *‏? ?عنْ ?سَهْلِ? ?بْنِ? ?سَعْدٍ-? ?رضي? ?الله? ?عنه? ?-? ?عَنِ ?النَّبِي- ?صَلَّى ?اللَّهُ? ?عَلَيْهِ ?وَسَلَّمَ- ?قَالَ: (? انأ? وَكَافِلُ ?الْيَتِيمِ ?فِي ?الْجَنَّةِ ?هَكَذَا»، ? ?وَقَالَ: ?بِإِصْبَعَيْهِ ?السَّبَّابَةِ ?وَالْوُسْطَى)(أخرجه البخاري)?. *وعَنْ‏? ?عَبْدِ? ?اللَّهِ? ?بْنِ? ?عَبَّاسٍ? -?رضي ?الله ?عنهما- ?أيضاً ?قَال:َ(? ?قَالَ ?رَسُولُ? ?اللَّهِ ?- صَلَّى ?اللَّهُ ?عَلَيْهِ ?وَسَلَّمَ-: «?مَنْ ?عَالَ? ?ثَلاثَةً ?مِنْ ?الأَيْتَامِ، ?كَانَ ?كَمَنْ ?قَامَ ?لَيْلَهُ ?وَصَامَ ?نَهَارَهُ، ? ?وَغَدَا ?وَرَاحَ ?شَاهِرًا? ?سَيْفَهُ ?فِي ?سَبيلِ ?اللَّهِ، ?وَكُنْتُ ?أَنَا ?وَهُوَ ?فِي ?الْجَنَّةِ ?أَخَوَيْنِ? ?كَهَاتَيْنِ، ?أُخْتَانِ» ?وَأَلْصَقَ ?إِصْبَعَيْهِ ?السَّبَّابَةَ ?وَالْوُسْطَى) (?أخرجه ابن ماجه)?. دعوة للكرام لكفالة الأيتام لقد رغّب ديننا الإسلامي الحنيف في رعاية الأيتام وكفالتهم والإحسان إليهم والعناية بهم، حيث نرى ذلك واضحاً في أحاديث رسولنا- صلى الله عليه وسلم-، ومن ذلك قوله- صلى الله عليه وسلم-: (وَاَلَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ، لا يُعَذِّبُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ رَحِمَ الْيَتِيمَ، وَلاَنَ لَهُ فِي الْكَلامِ، وَرَحِمَ يُتْمَهُ وَضَعْفَهُ...) (?أخرجه الطبراني)?، ?وقوله- ?صلى ?الله ?عليه ?وسلم?- ?: (?مَنْ ?مَسَحَ ?رَأْسَ ?يَتِيمٍ ?لَمْ ?يَمْسَحْهُ ?إِلا ?لِلَّهِ ?، ?كَانَ ?لَهُ ?بِكُلِّ ?شَعْرَةٍ ?مَرَّتْ ?عَلَيْهَا ?يَدُهُ ?حَسَنَاتٌ، ?وَمَنْ ?أَحْسَنَ ?إِلَى ?يَتِيمَةٍ ?أَوْ ?يَتِيمٍ ?عِنْدَهُ ?، ?كُنْتُ ?أَنَا ?وَهُوَ ?فِي ?الْجَنَّةِ ?كَهَاتَيْنِ ?، ?وَفرَّقَ ?بَيْنَ ?إِصْبَعَيْهِ ?السَّبَّابَةِ ?وَالْوُسْطَى)(?أخرجه أحمد)?، ?وقوله- ?صلى ?الله ?عليه ?وسلم- ?أيضا: (?خَيْرُ ?بَيْتٍ ?فِي ?الْمُسْلِمِينَ ?بَيْتٌ ?فِيهِ ?يَتِيمٌ ?يُحْسَنُ ?إِلَيْهِ ?، ?وَشَرُّ ?بَيْتٍ ?فِي ?الْمُسْلِمِينَ ?بَيْتٌ ?فِيهِ ?يَتِيمٌ ?يُسَاءُ ?إِلَيْهِ)(أخرجه ابن ماجه). فأين نحن من رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا لم نكفل الأيتام؟! وإلى مَنْ نَدَعْ ذلك الطفل اليتيم الذي فقد أباه أو أمه أو والديه كليهما؟! فَمَنْ سَيُحِيطه بالعطف والحنان والشفقة والرعاية والإحسان؟! وَمَنْ لأولئك الأيتام الذين فَقَدُوا مُعِيليهم؟، لذلك يجب أن تتكاتف جميع الأيدي الحانية والقلوب الرحيمة للإحاطة بأولئك اليتامى كي تُعَوِّضهم عَمَّا فقدوه من حنان الوالدين. فهذا نداءٌ نوجهه إلى الأيدي الخَيِّرة والقلوب الرحيمة والأنفس المعطاءة والجمعيات والمؤسسات الخيرية، ليساعدوا إخوة لهم كي يعيشوا حياة كريمة { إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ}(سورة الأعراف الآية 56). أملي أن نستجيب... فما زال حديث رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يتكرر على مسامعنا: («أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا»، ‏? ?وَقَالَ: ?بِإِصْبَعَيْهِ ?السَّبَّابَةِ ?وَالْوُسْطَى)?.? وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين. بقلم الشيخ الدكتور/ يوسف جمعة سلامة خطيب المسجد الأقصى المبارك www.yousefsalama.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©