الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

في بولندا .. المسنون في خدمة المسنين

13 مارس 2012
بوزنان، بولندا (أ ف ب) - في يوم الاثنين من كل أسبوع، يقوم نحو 12 مسناً بتمارين رياضية في مقر جمعية “إخوان الفقراء الصغار” في بوزنان مع مدربتهم لودفيكا كوتشمان .. المسنة أيضاً. وتؤكد لودفيكا “أتمرن ثلاث ساعات يومياً وعلى الرغم من بلوغي السادسة والستين أنجح في القيام بالحركات نفسها التي يقوم بها أبناء الثامنة عشرة”. ولودفكيا مدربة رياضة متطوعة في هذه الجمعية التي تهدف إلى مكافحة تهميش المسنين. وتضيف هذه الرياضية التي تؤكد أنها لم تمرض مرة واحدة في غضون 23 سنة “أريد أن يدرك كل هؤلاء الأشخاص أنهم في حال اعتنوا بأجسادهم، سيبقون في صحة جيدة”. هذه التمارين تشغل، خصوصاً، المفاصل الضرورية لحركة المسنين وكل ذلك على وقع الموسيقى. يقول ستينسلاف سولوش (72 عاماً) وهو أحد مسني الجمعية “بفضل التمارين الرياضية تكون حركاتنا سلسة أكثر ونحن سعداء وفرحون. هذه التمارين مهدئة جدا للأعصاب وتعطينا الكثير من الأمل للحاضر والمستقبل”. ومن النشاطات الأخرى التي تقترحها الجمعية الرقص والمسرح وزيارات المتاحف. وتنظم أيضاً زيارات إلى المنازل لتسلية الأشخاص المعزولين ومساعدة آخرين لا يتمتعون باستقلالية. وتقول جانينا كليزان (80 عاماً) التي تعاني مشاكل في النظر ومرض السكري وارتفاع ضغط الدم “أقيم وحيدة منذ ست سنوات بعدما ماتت ابنتي إثر مرض مفاجئ”. ماريا تيتولا المسنة والمتطوعة أيضاً في الجمعية أتت لتسليتها في عزلتها. وتقول ماريا “نتبضع معاً ونتنزه ونذهب إلى السينما أو عند الطبيب. إننا نتكامل”، مشددة على أن جانينا نادراً ما كانت تخرج من منزلها قبل أن تتعرف إليها. وتلتقي الامرأتان اللتان أصبحتا لا تفترقان تقريباً، بانتظام منذ سنة. وتضيف “من خلال وجودي إلى جانبها والوقت الذي أمضيه معها، أحاول أن أجعل حياتها أكثر متعة”، لكنها تقر أنها باتت عاجزة عن القيام بمجهود جسدي كبير لمساعدتها في المهام الصعبة. ومنذ تأسيس الجمعية في فرنسا عام 1946 من قبل ارمان ماركيزيه، بات لـ”إخوان الفقراء الصغار” وجود في ألمانيا وإسبانيا وإيرلندا. ومنذ عام 2002، أصبحت بولندا ثامن دولة ينتشرون فيها. وللجمعية مكاتب في ثلاث مدن بولندية هي وارسو وبوزنان ولوبلين. وتوضح آنا كوسيكوفسكا رئيسة الجمعية في بوزنان “قبل دخول بولندا إلى الاتحاد الأوروبي، سافر عدد كبير من المتطوعين إلى فرنسا للتدرب. ولكن في مطلع الألفية أرادت الجمعية في فرنسا أن نكون جزءاً من الاتحاد الدولي لإخوان الفقراء الصغار”. وقد أمضيت شخصياً خمسة أشهر في ليل ودانكيرك وباريس، حيث خضعت للتدريب. وفي السنوات الأولى التي تلت تأسيسها في بولندا، كانت الجمعية تتمتع بدعم مادي من شركات فرنسية. لكن منذ عام 2006 باتت الجمعية مستقلة وتمول البلدية مشاريع لها بـ80 ألف زلوتي في السنة، أي 20 ألف يورو. وتضيف آنا “هذا المبلغ يؤمن أجر الموظفين الاثنين لدينا والزيارات الثقافية للمسنين، فضلاً عن المشاريع الأكثر أهمية”. وقد تم لفترة، درس إمكانية زيارات متبادلة مع فرنسا، إلا أن الأمر لم ينجح.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©