الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هل تجمّد صفقة «ميسترال» ؟

22 مارس 2014 23:36
أمضى مسؤولون فرنسيون سنوات يدافعون عن صفقة لبيع أسلحة وسفن حربية لروسيا بقيمة 1,7 مليار دولار، وهي الصفقة التي حصلت عليها باريس أصلاً بعد فوزها على دول منافسة أخرى مثل ألمانيا وإسبانيا. في حين حذرت الولايات المتحدة ودول البلطيق الحليفة لها من بيع سفن حربية برمائية قوية للكرملين، الأمر الذي يشكل خطراً في أن يحاول رجل روسيا القوي فلاديمير بوتين استخدام هذه الأسلحة القوية الجديدة ضد جيرانه. ومع أزمة شبه جزيرة القرم، أصبحت الصفقة محل فحص وتدقيق من جديد. وقد أعلن الرئيس فرانسوا أولاند في عطلة نهاية الأسبوع الماضي أن فرنسا بصدد مراجعة تعاونها العسكري مع روسيا إذا لم تبدأ موسكو في سحب قواتها من شبه جزيرة القرم، ووقف تهديداتها ضد حكومة أوكرانيا المركزية الهشة. وكانت هذه هي المرة الأولى التي يستخدم فيها الرئيس الفرنسي هذه اللغة القاسية: حيث إن أولاند لم يذكر سابقاً ما يدل على أن لديه الرغبة في تعليق أو إلغاء تلك الصفقة. وإذا لم يحدث شيء غير متوقع، فإن أول سفينة فرنسية الصنع سيتم تسليمها لروسيا هذا الخريف. أما السفينة الأخرى، فلا تزال قيد الإنشاء في فرنسا. ومع ذلك، لا تزال لدى أولاند الرغبة في إعادة النظر في الصفقة، مع تبني فرنسا لهجة دبلوماسية حادة على نحو متزايد تجاه روسيا. ومن جانبه، انتقد مندوب فرنسا الدائم لدى الأمم المتحدة «جيرار آرو» في نبرة ساخرة تصريحات المندوب الروسي لدى المنظمة الدولية السفير «فيتالي تشوركين» واستخف بتبريره «القانوني» لمحاولة القرم الانفصالية باعتبارها أثراً «مثيراً للشفقة» وعفا عليه الزمن من حقبة ماضية من تاريخ الإمبريالية الروسية والسوفييتية. ومن ناحية أخرى، أعطى وزير الخارجية الفرنسي «لوران فابيوس» انطباعاً بإمكانية إنهاء هذه الصفقة خلال هذا الأسبوع، وذكر لمحطة تلفزيونية أن إلغاء تسليم السفن لروسيا مطروح للنقاش. وجدير بالذكر أن هذه الصفقة تعود لشهر يناير 2011، وتقضي ببناء سفن فرنسية من فئة «ميسترال» -حيث تقوم شركة «دي سي إن إس» الفرنسية في المقام الأول ببناء سفينتين، بينما يتم بناء السفينتين الأخريين عقب ذلك في روسيا -ومن ثم تسليمها للبحرية الروسية. ويتيح هذا الاتفاق توفير فرص عمل في كلتا الدولتين، إلى جانب إمداد موسكو بشيء تفتقده بقوة: وهو هذا النوع من السفن الحربية البرمائية الذي يمكنها استخدامه لإبراز قوتها من خلال إطلاق قواتها عبر المروحيات من البحر لتحلق في مناطق النزاعات. وقد تجلى احتياج موسكو لمثل هذا النوع من السفن منذ عام 2008 عندما قامت بغزو جورجيا. وقد نجحت روسيا في مهمتها بشكل حاسم، ولكنها ذكرت فيما بعد أنه كان بإمكانها الاستيلاء على ميناء رئيسي في منطقة «أبخازيا» الجورجية الانفصالية بسرعة أكبر لو كانت تمتلك سفناً حربية أفضل. وعلى رغم الغضب الغربي المتصاعد بسبب تدخل روسيا الحالي في شبه جزيرة القرم، إلا أنه من غير الواضح كم سيستغرق الأمر من باريس أكثر من ذلك لتقرر إلغاء الصفقة، حيث إن صناعة الدفاع في فرنسا بحاجة ماسة إلى عملاء جدد. والصفقة الروسية تعتبر صفقة كبيرة ومربحة بشكل غير عادي، كما جاء على لسان «كريستوفر شيفيز» وهو خبير في قضايا الأمن الأوروبية بمؤسسة «راند» للأبحاث والدراسات بولاية كاليفورنيا. وربما كانت روسيا تراهن على أن فرنسا ليست لديها الرغبة في إفشال الصفقة. ولدى موسكو طموحات كبيرة لتوسيع أسطولها في البحر المتوسط والبحر الأسود، وقد كافحت للحصول على أحواض بناء سفن خاصة بها لتتمكن من بناء سفنها، كما قال «إريك ويرتيم» وهو محلل عسكري بمعهد البحرية الأميركية المستقل. وأضاف هذا الخبير: «منذ الحرب الباردة أصبح الكثير من سفنهم الحربية في طي النسيان. وسيستغرق الأمر منهم عشر سنوات أو أكثر لبناء أي شيء.. وتم اختيار السفن الفرنسية وبدأ البناء في عام 2012، وقد شارف بناؤها الآن على الانتهاء وأصبحت شبه جاهزة لتسليمها لروسيا. إن سائر الدول وأحواض بناء السفن الأخرى قادرة على إنجاز المهام بسرعة وكفاءة كبيرة، ولكن الروس غير قادرين على ذلك». دان لاموث صحفي متخصص في الشؤون العسكرية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©